«أحلم بأن توفر المجلة الخبر المخدوم بالخلفية المخدومة لكل عربى من المحيط للخليج»، فقرة من رسالة للرئيس الراحل أنور السادات إلى الكاتب الصحفى أنيس منصور فى عام 76 بمناسبة صدور العدد الأول من مجلة أكتوبر، والتى يتضح منها علم الرجل بتلابيب المهنة وعلمه بالصنعة.
على كل حال، ليس ما يعنينى هنا إبحار الرئيس الراحل، رحمه الله، فى الصحافة أو موقفه منها أو موقفها منه بقدر ما تضمنته الفقرة من فكرة الخلفية المخدومة لفنون العمل الصحفى التى تزيده بريقاً صادقاً أو كما يقولون، إن البلاغة تسحر القلوب، والفصاحة تخلب الآذان، والخلفية تزيد الفن الصحفى عمقاً ودقة.
ما لم يتوافر للصحفى سعة من القراءة والبحث، والاطلاع، بما يجعله مالكاً لأرشيف قوى يستخدمه فى فنون العمل الصحفى التى يتناولها فى عمله فالمسألة صعبة للغاية كطاهٍ أضاع جهده «عشان بشلن ملح».
لا غنى إذاً عن الخلفية فى الصحافة، فهى ضرورة ملحة، لا يمكن البناء دونها، فكل بناء سواها مولود ضعيف، أسس على شفا جرف هار.
الجرف الهار فى الصحافة، أنك لا توفر وجبة سهلة الهضم يستوعبها القارئ يخرج منها بأكبر قدر من المعلومات دون أن يلقى بالجريدة جانباً أو يغلق الموقع مللاً أو ربما لاعناً للموقع والجريدة والصحافة والصحفيين.
منذ أيام عديدة، وهذا الموضوع يدور بذهنى ما أهمية الأرشيف فى الصحف، ما لم يرتده الزملاء بحثاً عن جذور وخلفيات القصص الصحفية؟، ربما قد يلجأون للشبكة العنكبوتية استعاضة عن القراءة الورقية، لكن هذا أيضاً لا يتم أمر محزن!
كنت قد عزمت كتابة شكر للأستاذ محمد رضوان، مدير وحدة الأرشيف بالجريدة قبل رمضان الماضى، ولكن سقط سهواً منى ذلك العزم، ربما كان السبب الجوع والعطش بنهار رمضان، أرجو أن يسامحنى على ذلك أعلم أن قلبه أبيض كفريق كرة القدم الذى يشجعه.. يعلم جيداً امتنانى لجهده الكبير ولفريق عمله فرداً فرداً.
منذ انضمامى من عشر سنوات إلى جريدة «البورصة» فى مقرها القديم بشارع صبرى أبوعلم بوسط البلد، وحتى الآن الأستاذ رضوان يوفر لى كل السبل فى البحث عن أى موضوع أطلبه سواء كان أيام الأرشيف الورقى أو حالياً الأرشيف الإلكترونى.. الشكر موصول لك يا رضوان.
الصديق هيثم خيرى، الكاتب بجريدة «الطريق» صاحب الموضوعات الشيقة، يختارها بعناية فائقة، وقد جدد العزم عندى بالأمس بالكتابة عن «الخلفية».
كتب «خيرى»، «بوست» على صفحته بـ«فيس بوك» راجياً الأصدقاء والزملاء والأقارب والأهل وكل الناس أن يقرأوا «يا جماعة اقروا مش حاتخسروا حاجة… اقروا تاريخ، أدب، روايات أو الفنون، شوفوا سينما، اقروا شعر وكمان مرة تاريخ، وشوفوا فن واسمعوا مزيكا مش هاتخسروا حاجة، إنما…. اللى عالفيس بوك ده وفى الحياة كلها محتاج فلترة.. أنا مش بقول إنى هاحذف ناس من قائمة الأصدقاء والجو الرخيص ده، بس فعلاً النفسية محتاجة تغيير..».
وأنا من هنا أقول الخلفية يا زملاء الخلفية… وكمان مرة الخلفية… لا تنسوها ابحثوا عنها وملايين المرات القراءة يا زملاء.