بقلم محمد ناقد
أصبح النجاح صناعة مهمة لم تقتصر فقط على بذل الجهد والعمل، وإنما ظهر مؤخراً ما يستدعى تسويق هذا النجاح والإعلان عنه بل تقديمه للآخرين، فهناك نجاح شخصى يخص صاحب النجاح، وهناك نجاح عام يملكه المشاهد والمستهلك والمواطن، ولا شك أن الإعلام بأنواعة المرئى منه، والمسموع، والمقروء، والمارد الجديد «السوشيال ميديا» يلعب دوراً مهماً بل ورئيسياً فى صناعة هذا النجاح، وهذا ما يظهر جلياً على سبيل المثال لا الحصر ما تشهده الساحة الإعلامية المصرية الآن من الحشد الإعلامى بل والإعلانى لتغطية كأس الأمم الأفريقية والتى شرفت مصر باختيارها لتنظيمها قبل البطولة بستة أشهر.
ولأنها مصر بشعبها العظيم وإرادتها الحديدية قبلت التحدى، وها نحن على بعد بضعة أيام قليلة من انطلاق البطولة، ونرى بوادر تنظيم رائع ستنفرد به مصر بمشيئة الله وستثبت للقارة الأفريقية أنها على قدر المسئولية وحسن الظن والثقة فى اختيارها بل للعالم أجمع ببنية تحتية واستادات وطرق ووسائل نقل وأخيراً منظومة تذكرتى الجديدة التى دخلت بها مصر مؤخراً عصر التكنولوجيا فى تنظيم دخول الجماهير المصرية والعربية والأفريقية لتحسن ضيافتهم واستقبالهم.
فهل تنجح مصر فى أول تجربة لها فى ذلك؟ هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة؛ وسيلعب فيه الإعلام دوراً مهماً فى رصد وأرشفة هذا النجاح للتاريخ.
ولكن هل سيتحمل الإعلام المصرى مسئوليته اتجاه هذا الحدث الأهم فى تاريخ مصر المعاصر؟ هذا مالا نشهد بوادره حتى الآن فلا يقتصر الحدث يا سادة على التهافت والتصارع على اختيار النجوم الرياضية للتحليل الفنى وإنشاء الاستديوهات التحليلية للمباريات وآليات نقل إذاعة ونقل المباريات ولكن الأهم الحشد والشحن المعنوى لالتفاف الجماهير المصرية حول منتخبها بكل نقطة من بقاع المعمورة.
ففى الوقت الذى يجب أن نرصد فيه حجم الإنجازات من الملاعب والاستادات وإذاعة بطولات الأمم السابقة والتى فازت فيها مصر ببطولتها على شاشات عرض بالميادين والنوادى الرياضية ورفع شعار لا صوت يعلو على صوت إنجاح هذا البطولة ؛ ترى بعض الأدوات الإعلامية تترصد بلاعبى المنتخب وتحشد الكراهية عليه فترصد للاعب مصر الدولى محمد صلاح تحركاته بإجازاته السلبية والتى قضاها اللاعب فى بلده وإحدى مدنه السياحية للترويج لها، فتساءلوا فى خبث لماذا لا ينضم للمنتخب مثل باقى الفريق وحينما انضم للمنتخب لم يترك وشأنه بل تم تصيد لماذا نزل بغرفة فردية؟ حتى التى شيرت الذى كان يرتديه أبومكة لم يخلُ من الانتقاد؛ فهل هذا إعلام إيجابى أم إعلام يقتل الحماس والرغبة فى أى فوز وتحقيق أى نجاح؟
يجب يا سادة الحذر فيما نتناوله ونرصد الإيجابات، وليكن لنا فى بطولة كأس أوروبا للأندية أسوة حسنة؛ فشاهدنا كيف عزفت الكاميرات الأجنبية ولم ترصد إلا بضع ثوانٍ قليلة من نزول إحدى المشجعات أرض الملعب فى نهائى ليفربول وتوتنهام لدرجة لم يشعر بها المشاهد ليعطوا درساً للإعلام الرياضى فى رصد الإيجابيات وترك السلبيات حتى لا تترك أثراً فى نفوس المشاهدين وتغطى على الحدث الأهم، وهو نهائى البطولة.
فهل نتعلم الدرس؟ هذا ما يثبته عملياً الإعلام والكاميرات المصرية خلال تغطية فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية.