أكدت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الادارى على أنها تعمل بشكل وثيق مع وزارة التنمية المحلية لتلبية احتياجات القرى الأكثر فقرًا ، موضحة أنه ولأول مره يتم تطبيق استثمارات تخص القري الأكثر احتياجًا لهذا العام ،حيث تم ضخ استثمارات بمعدل ١.٣ مليار جنيه لهذه القرى ومن المستهدف الوصول إلى ٦.٤ مليار جنيه للعام القادم.
وجاء ذلك فى بيان لوزارة التخطيط حول اجتماع اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، مع النائب السيد الشريف وكيل أول مجلس النواب، والمهندس أحمد السجيني رئيس لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، وذلك بحضور اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا ، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ سوهاج ، بالإضافة إلي أعضاء مجلس النواب بمحافظتي قنا وسوهاج ومشاركة عدد من النواب أعضاء لجنة الإدارة المحلية من بينهم النائب محمد الحسيني والنائب ياسر الأسيوطي ، كما شارك في اللقاء أيضاً كل من الدكتور أحمد كمالي، نائب الوزيرة لشئون التخطيط، والدكتور هشام الهلباوي مدير برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ، والدكتور خالد عبدالحليم، نائب مدير البرنامج لشئون التخطيط والتنمية المحلية وفريق العمل بالبرنامج والدكتور محمد ندا خبير التنمية الحضارية بالبنك الدولي.
وتم خلال الإجتماع إستعراض الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية في صعيد مصر وكافة المراحل التى مر بهالبرنامج الممول جزئياً من البنك الدولي بقرض قيمته ٥٠٠ مليون دولار ومساهمة من الحكومة المصرية قيمتها ٤٥٧ مليون دولار
وقال وزير التنمية المحليةإن الحكومة تتعاون مع مجلس النواب لخدمة المواطن في كافة محافظات الجمهورية ، لإحداث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة إليه لتحقيق رضاه عن تلك الخدمات .
واستعرض الوزير أهم المحطات والأحداث التي مر بها البرنامج منذ توقيع الاتفاقية مع البنك الدولي في أكتوبر ٢٠١٦ ، وتحويل الدفعة الأولي من البنك بقيمة ١٢٥ مليون دولار في يونيو ٢٠١٧ ، وصدور قرار باستضافة الوزارة للمكتب التنسيقي للبرنامج بدلاً من وزارة التجارة والصناعة وذلك في مطلع يناير ٢٠١٨ ، وكذا صدور قرار رئيس مجلس الوزراء – بإعتبار بداية البرنامج من يناير 2018 ، وإعادة تشكيل لجنة تسيير البرنامج لتصبح برئاسة رئيس الوزراء في أبريل ٢٠١٨ ، وتحويل الدفعة الثانية من مخصصات خطة المرحلة الأولي للمحافظتين في أغسطس ٢٠١٨ ، إلي أن تم تغيير تصنيف البرنامج لدى البنك من ” غير مرضي” إلي ” مرضي إلي حد ما ” .
وأكد أن محافظتى سوهاج وقنا أصبحتا بعد عام ونصف من البداية الفعلية للبرنامج نموذجاً جيداً لتطبيق اللامركزية والمشاركة الحقيقية للمواطنين علي المستويات المحلية المختلفة بالمحافظتين ، وأشاد شعراوي بما تحقق من نجاحات كبيرة على أرض المحافظتين خلال الفترة الماضية .
وقال إنه يعتزم زيارة محافظتي قنا وسوهاج خلال الفترة المقبلة بمصاحبة وزيرة التخطيط لمتابعة آخر المستجدات الخاصة بالبرنامج على أرض الواقع والمشروعات التى تم تنفيذها لخدمة مواطني المحافظتين .
وشدد على متابعة رئيس الجمهورية المستمرة لكافة تطورات ومستجدات البرنامج والذى يعتبره من المشروعات القومية الكبرى التى يتم تنفيذها ويتابعها الرئيس ، مشيراً إلى أن رئيس مجلس الوزراء يقوم بإرسال تقارير دورية عن معدلات تنفيذ المشروعات الجارى تنفيذها فى إطار البرنامج إلى السيد الرئيس .
وأشاد بما شهدته محافظتى قنا وسوهاج فى إطار البرنامج والذى يعد تجربة فريدة تشهدها المحافظات للمرة الأولي ، لافتاً إلى الوزارة تسعى بالتنسيق مع باقى لتعميم تلك التجربة على محافظات الجمهورية .
وأكد علي أن كافة المشروعات المدرجة بالخطط تم اقتراحها بعدة طرق أولها عقد جلسات تشاور بالمراكز وتجميع اقتراحات المواطنين وترتيب أولويات المشروعات المطلوبة، كذلك تم تجميع مقترحات الإدارات والمديريات المعنية بالجهاز التنفيذي للمحافظة وفقاً للاحتياجات والفجوات التنموية، بالإضافة إلى المشروعات المقترحة بالمخطط الاستراتيجي العمراني لكل من المحافظتين.
وشدد علي أن وضع الرؤية الاستراتيجية لكل محافظة تمت بمشاركة كافة الأطراف الفاعلة على المستوى المحلي ومنها المجتمع المدني والقطاع الخاص والجهاز التنفيذي و أعضاء مجلس النواب بالمحافظتين في ورش عمل هدفت إلى وضع الرؤية والأهداف الاستراتيجية للخطة متوسطة الأجل بكل محافظة، والتى تمثل الإطار التخطيطي الأشمل لبرامج ومشروعات الخطة.
وأضاف أن جلسات التشاور التى تم عقدها فى إطار البرنامج سيتم تعميمها على باقى المحافطات فيما يخص إختيار المشروعات لتكون عملية الاختيار من أسفل للقرى والمدن إلى أعلي في المحافظة كما تم في قنا وسوهاج .
وأوضح أن الوزارة تعمل بصورة مستمرة على تعزيز الميزة النسبية لكافة المحافظات خاصة الصعيد لتكون جاذبة للإستثمار بما يساعد على توفير فرص عمل للمواطنين خاصة الشباب وتحقيق التنمية المستدامة .
وشدد على أهمية عملية بناء ودعم القدرات والكوادر المحلية التي تمت في المحافظتين ، لافتا إلى أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع التخطيط لتحقيق التكامل فى عملية التخطيط المحلى .
ومن جانبها ،قالت وزيرة التخطيط إنه وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية وتوصيات مجلس النواب تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن وزارتي المالية والتعاون الدولي، والبنك المركزي لدراسة جميع العقود والاتفاقيات المتعلقة بطلب الحصول علي قروض أجنبية قبل الموافقة عليها وإقرارها رسميًا، بهدف التأكد من مدي ملائمتها لأولويات الدولة المصرية في المرحلة الراهنة.
وأوضحت أن الهدف من تشكيل اللجنة هو تنظيم عملية الاقتراض والتأكد من عدم التوقيع على أية قروض بدون دراسة جدوى متكاملة، وان يكون القرض ضمن الخطة العامة للدولة، وكذلك تعمل اللجنة على المسارعة في تفعيل القروض المتوقفة عن العمل، والغاء القروض التي لا تعتبر من أولويات الدولة، إلى جانب التأكد من توافر المكون المحلي من عدمه، وإعطاء أولوية للقروض التي تتضمن نسبة من التصنيع المحلي، مشيرة إلى أن اللجنة بدأت عملها في نهاية عام ٢٠١٨.
وتابعت أنه رغم التحديات التي تواجه مصر والعالم أجمع، فإن مصر تسير في خطة التنمية بشكل متوازن، مشيرة إلى وجود زيادة في برامج التنمية المحلية ل ١١ مليار جنيه بنسبة زيادة بلغت ٢٢٪ ، وزيادة الاستثمارات لهذا العام بنسبة ٤٠٪ إلي جانب زيادة برامج الصرف الصحي من ١٣.٨ مليار جنيه إلي ١٨ مليار جنيه، وأنه تم توجيه حوالي ٥.٢ مليار جنيه بنسبة ٣٧٪ من تلك الاستثمارات لمحافظات صعيد مصر.
وأكدت على أن الحكومة تسعى لتطبيق خطة إصلاح هيكلي حقيقي لا تعتمد على سياسة المسكنات ، إلى جانب السعي لتحقيق المستهدفات الخاصة بمعدلات النمو وتوفير فرص العمل باعتبارها من أهم برامج الحماية الاجتماعية.
وفيما يتعلق بالقرض المخصص لتنمية محافظتي قنا وسوهاج ،أشارت إلى قيام وزراء التنمية المحلية المتعاقبين في العمل على وضع المشروعات الخاصة بهذا القرض،منوهة بأن أسباب تعثر القرض خارجة عن إرادة الحكومة.
وأشارت إلى ضرورة مراعاة الفجوات التنموية بين المحافظات والعمل على توجيه موارد إضافية للمحافظات الأكثر احتياجًا بشكل يقلل من تلك الفجوات، حيث إن العدالة الاجتماعية المكانية هى أحد مستهدفات خطة الحكومة المصرية.
وأوضحت وزيرة التخطيط أن الاهتمام بتنمية صعيد مصر يأتى ضمن أهداف رؤية مصر 2030 وكذلك الخطة متوسطة أو طويلة المدى، مشيرة إلى أن تنفيذ برنامج التنمية المحلية بسوهاج وقنا بصعيد مصر يهدف إلى تعزيز التنمية المحلية المستدامة وخلق فرص العمل للحد من الفقر في المحافظات، من خلال تحسين البنية التحتية المحلية وتحسين بيئة الأعمال، بالإضافة إلى برامج دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس لحصولهم على حقهم في التعليم وكذلك توفير فرص العمل اللائقة لهم.
ومن جانبه استعرض الدكتور هشام الهلباوى مدير البرنامج كافة تفاصيل الموقف التنفيذي وخطة مشروعات المرحلة الأولى الجاري تنفيذها في المحافظتين خاصة مشروعات الطرق والصرف الصحي ومياه الشرب
وأشار إلى تطبيق إجراءات الطرح والترسية والمعايير الفنية والبيئية والصحية والسلامة المهنية لكافة المشروعات التى تم الإنتهاء منها أو الجارى تنفيذها وفق قواعد دليل تشغيل البرنامج ، حيث تقدر بأكثر من 4.1 مليار جنيه منها 2.1 مليار جنيه من قرض البنك الدولى و2 مليار جنيه من المكون المحلى ، حيث تم الانتهاء من تنفيذ 439 مشروعا بالمحافظتين .
واستعرض نسب تنفيذ عدد من المشروعات الجارية علي أرض المحافظتين خاصة الطرق والصرف الصحي ومياه الشرب ، لافتاً إلى أن جميع مشروعات مكون القرض قد تم طرحها وترسيتها وتم الإنتهاء من تنفيذ 20 مشروعا من إجمالى 86 مشروعا والمشروعات تحت التنفيذ حالياً ومعظمها بنسب تنفيذ مرتفعة ( 38 مشروعا بقنا و48 مشروعا بسوهاج ) .
وأوضح مدير البرنامج أنه على صعيد المكون المحلى فقد تم الإنتهاء من 419 مشروعا من المشروعات المدرجة فى خطط محافظتى قنا وسوهاج حتى مارس 2019 وجارى الإنتهاء من 51 مشروعا بالمحافظتين .
وأكد أن برنامج التنمية المحلية في صعيد مصر هو برنامج الحكومة المصرية وليس البنك الدولي ، لافتاً إلي أن القرض مشروط بمعني أن المبالغ المالية للبرنامج لا يتم تحويلها للمحافظتين بدون تحقيق النتائج التي يراجعها البنك الدولي عبر كافة البعثات التي تزور القاهرة بالاضافة الي فريق البنك بالقاهرة.
وأشار إلي ما تحقق في إطار البرنامج من إنجازات واصلاحات مؤسسية في منظومة تقديم الخدمات وتيسير الإجراءات على المواطنين ومنها تبسيط وتوحيد إجراءات ترخيص المحلات والمباني حيث تم خفض المدة المستغرقة لاستخراج رخص المباني بنسبة 76% في حي شرق سوهاج و63% في نجع حمادي بقنا، وتم إصدار دليل المواطن ودليل الجهة الإدارية لخدمة رخص البناء معتمد من السيد المحافظ في كلا المحافظتين، هذا بالإضافة إلى التشغيل التجريبي للتطبيق الجديد بالمراكز التكنولوجية بالمحافظتين حيث تم البدء في التشغيل التجريبي في 5 مراكز في محافظة قنا و5 مراكز في محافظة سوهاج.
وأعلن أن مسئولي البنك الدولي بعد مراجعة النتائج التي حققها البرنامج خلال الفترة الماضية وافق علي بدء تحويل دفعة مالية جديدة للمحافظين من مبلغ القرض وتقدر بحوالي ١٣٢ مليون دولار .
ومن جانبه ،أكد اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا أن معدل تنفيذ كافة المشروعات الموجودة في المرحلة الاولي يتم وفق الخطط التي تم وضعها ،مشيرا إلي أن البرنامج سيحدث نقلة كبيرة في حياة مواطني قنا وسيساعد في توفير فرص عمل للمواطنين .
و أكد الدكتور أحمد الانصاري محافظ سوهاج أن كافة المشروعات الجاري تنفيذها أو التي نفذت بمراكز ومدن وقري المحافظة تمت بمعرفة المحافظة ويقوم بالمرور عليها ، مشيراً الي وجود لجان تفتيش تقوم بالمرور علي المشروعات من وزارتي التنمية المحلية والتخطيط ومجلس الوزراء بالاضافة الي بعثات البنك الدولي.
ومن جانبه أشار الدكتور محمد ندا ممثل البنك الدولى إلى برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر شهد فترات من التعثر خلال الشهور الأولي له ، إلي أن حدث تحول كبير بعد تشكيل لجنة التسيير للبرنامج برئاسة رئيس الوزراء وإدارة البرنامج بوزارة التنمية المحلية حيث تم عقد اجتماعات مستمرة لتذليل كافة المشاكل والتحديات التي تواجه تنفيذ البرنامج وتطوير أسلوب التخطيط المحلي وخلق فرص عمل بقنا وسوهاج .
وأكد علي أهمية إستمرار تحويل المبالغ المالية فى مواعيدها المحددة وبشكل دورى لضمان إستكمال تمويل المشروعات المتفق عليها والجارى تنفيذها فى التوقيتات المحددة .
وشدد علي أهمية قيام وزارة التجارة والصناعة خلال الفترة القادمة بدعم مكون التنمية الصناعية والقدرات التنفيذية لهيئة التنمية الصناعية لمشروعات الترفيق بالمناطق الصناعية وتوفير نصيب التنمية الصناعية فى المكون المحلى.
وفي ختام الاجتماع تم التأكيد علي أهمية التطورات المؤسسية التي حدثت في إطار البرنامج علي مستوي منظومة التخطيط والمشاركة الشعبية والمجتمعية للمواطنين في عملية التخطيط والتنفيذ للمشروعات وبناء القدرات في المحافظتين ، وكذا أهمية استمرار ذلك لارتباطه بمؤشرات الصرف المالي المتعلقة بالقرض واستدامة الجهود التنموية .
و تم الاتفاق علي عقد مجموعة من الجلسات بين محافظي قنا وسوهاج مع أعضاء مجلس النواب في المحافظتين ومدير البرنامج ومدير الوحدات التنفيذية للمشروع لاستعراض ومراجعة المسودات النهائية وخطة المشروعات التي سيتم تنفيذها في الثلاث سنوات القادمة والخطط الاستثمارية علي أن يتم مراعاة كافة الاشتراطات التي يطالب بها البنك الدولي في عملية اختيار المشروعات والتأكيد من أنها تلبي احتياجات المواطنين وتتوافق مع رؤية النواب باعتبارهم ممثلي الشعب .
كما تم الاتفاق أيضاً علي دورية التواصل بين آليات البرنامج والسادة النواب وأعضاء لجنة الادارة المحلية بمجلس النواب لعرض أهم التطورات علي أرض الواقع في تنفيذ المشروعات ، كما تم الاتفاق علي الاهتمام بمشروعات التكتلات الاقتصادية والتنافسية ومشروعات الاقتصاد المحلي و تنمية المناطق الصناعية لجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل وإعطاء دفعة وتسريع وتيرة تنفيذ هذه المشروعات.
المصدر : أ.ش.أ