المخاوف المتنامية بشأن حدوث تباطؤ اقتصادى دولى إلى جانب ضخامة الامدادات تُسقط أسعار النفط الخام لمدة ستة أسابيع، وتجتاح الأسواق المالية حالة من المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمى ووفرة المعروض.
يسلط انخفاض أسعار النفط الضوء على مخاوف المستثمرين من أن التوترات التجارية ستقوض التوسع الاقتصادى في جميع أنحاء العالم، فى الوقت نفسه في غياب الركود تميل أسعار النفط المنخفضة إلى دعم النشاط الاقتصادى.
يتتبع المستثمرون أسعار النفط لقياس مستويات العرض والطلب في أسواق الطاقة وكذلك الزخم في الاقتصاد العالمى، نظرًا لأن الاستثمار في النفط الخام يعد أمرًا مهمًا في صناعات النقل والشحن، فغالبًا ما تتأرجح توقعات النمو العالمى في الأسعار.
ويأتي الانخفاض السريع لأسعار النفط عقب أسابيع فقط من ارتفاع الأسعار عن 66 دولار للبرميل في 23 نيسان/ أبريل، عندما كانت البيانات الاقتصادية مختلطة بشكل عام وتوقع الكثيرون أن تؤدى الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تحفيز النمو في وقت لاحق من العام، ومنذ ذلك الحين أدت الرسوم الجمركية المتصاعدة إلى تراجع الأسهم في جميع أنحاء العالم إلى جانب عائدات السندات، حيث يخشى المحللون من أن المزيد من الحمائية ستجعل الضرر الاقتصادى على المدى الطويل أمرًا لا مفر منه.
ويشعر العديد من المحللين بالقلق من أن الانخفاضات الأخيرة في السوق ستجعل الشركات والمستهلكين في الولايات المتحدة أكثر حذرًا، بعد تباطؤ نمو الانفاق بالفعل في الربع الأول.
إن المؤثر الرئيسى لأسعار النفط خلال هذا العام هي صحة الاقتصاد العالمى في المقام الأول، وهذا هو السبب وراء تعقب الأسعار عن كثب لأسواق الأسهم والسندات في الأشهر الأخيرة، وقد يكون لكل من ارتفاع انتاج النفط الصخرى في الولايات المتحدة وسياسة أوبك وحلفائها والعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران والتهديد بفرض عقوبات على فنزويلا تأثير أيضًا على سعر برميل النفط، لكن هذه المؤثرات ثانوية.
الاقتصاد العالمى
تراجعت معنويات الأعمال تحت ضغط العلاقات المتدهورة بين الولايات المتحدة والصين، فضلًا عن تشديد الظروف المالية في شكل تكاليف اقتراض أعلى وتراجع أسعار الأسهم.
يفقد التوسع الاقتصادى العالمى زخمه منذ منتصف العام الماضى، وهناك علامات على أن التباطؤ قد ازداد سوءًا في الأشهر الأخيرة مع انحراف المخاطر إلى الجانب السلبى.
لذا فمن المحتمل أن ينمو استهلاك النفط خاصة المنتجات المقطرة المتوسطة مثل الديزل والتي ترتبط ارتباط وثيق بنقل البضائع والنشاط الصناعى بشكل أبطأ في عام 2019.
إن تراجع أسعار النفط وإدخال لوائح جديدة للتلوث على وقود الشحن سوف يعوضان بعض التباطؤ الضمنى، لكن نمو الاستهلاك لا يزال في طريقه إلى الركود.
ويعتمد مدى التباطؤ على ما إذا كان النمو الاقتصاد العالمى يبدأ في التسارع مرة أخرى أو يستقر في رقعة ناعمة ممتدة أو يقع في ركود صريح.
وسيعتمد النمو الاقتصادى على ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة والصين أن تنهى بنجاح الصراع التجارى، وما إذا كانت الظروف المالية أسهل.
النفط الصخرى للولايات المتحدة
ارتفع انتاج الولايات المتحدة من النفط الخام بأكثر من مليوني برميل في عام 2018، مسجلًا أكبر زيادة في عام واحد تم الإبلاغ عنها في أي دولة بمفردها في تاريخ صناعة النفط.
الطفرة الصخرية إلى جانب تباطؤ نمو الاستهلاك وعقوبات الولايات المتحدة السخية بشكل غير متوقع سيدفع بالسوق نحو فائض كبير في الربع الرابع.
الأمر الذى سينتج عنه انخفاض حاد في الأسعار مما دفع أوبك بالفعل وبالأخص المملكة العربية السعودية إلى خفض الإنتاج بشكل حاد.
ومن المحتمل أيضًا أن يؤدى انخفاض الأسعار إلى تخفيف نمو انتاج النفط الصخرى في الولايات المتحدة هذا العام والعام المقبل.