تعمل مجموعة شركات الطاقة التايلاندية “بى تى تى” على زيادة الاستثمارات فى توليد الكهرباء لاسيما مصادر الطاقة المتجددة، نظراً للتوقعات غير المؤكدة للغاية بشأن البترول خلال العام المقبل.
وقال الرئيس التنفيذى للشركة شانسين ترين، في مقابلة عبر البريد الإلكترونى مع وكالة “بلومبرج” إن أكبر شركة فى تايلاند، والتى تشارك في كل القطاعات من التنقيب عن البترول وتوليد الطاقة إلى تجارة التجزئة للبنزين والبن قد عدّلت خطة الإنفاق الرأسمالى لعام 2019 أواخر الشهر الماضى.
وأضاف أن معظم الميزانية الإضافية البالغة 1.1 مليار دولار سيتم انفاقها على مشاريع الكهرباء.
وقال شانسين، إن الشركة تعاني من الحروب التجارية والتوتر الجيوسياسى وطفرة البترول الصخرى فى أمريكا الشمالية ولذلك تواجه توقعات غير مؤكدة خلال العام المقبل.
ويأتي تحول “بى تى تى” نحو مصادر الطاقة المتجددة بعد أن أنفقت الشركة 4.2 مليار دولار فى وقت سابق من العام الحالى على شراء شركة “جلو انيجرى” لإنتاج الكهرباء، والتى تولد معظم طاقتها من الغاز والفحم.
وفى ظل البيئة المضطربة تركز “بى تى تى” بشكل أكبر على الطاقة النظيفة وكذلك البنية التحتية حيث تهدف خطة الشركة الجديدة إلى دعم توسع أعمال الشركات التابعة فى أعمال الكهرباء والطاقة المتجددة.
ورفعت الشركة التايلاندية ميزانيتها الاستثمارية العام الحالى وقال شانسين، إن الشركة سوف تستخدم الأموال الإضافية لدعم مشاريع مثل توسيع الموانئ الصناعية وتطوير مركز لتصنيع التكنولوجيا فى شرق تايلاند.
واوضحت “بلومبرج”، أن تايلاند تتجه نحو إنتاج المزيد من الكهرباء من المصادر المتجددة حيث تهدف الحكومة إلى الحصول على حوالى 27% من إجمالى الطاقة المولدة للطاقة من هذه المصادر بحلول عام 2037.
وأنتجت الدولة 8.7% من طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة غير المائية فى العام الماضى وفقًا لبيانات وزارة الطاقة، وتتنافس تايلاند مع الاقتصاديات الأخرى للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، حيث يتكلف إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في تايلاند حاليًا ما بين 62 و111 دولارًا لكل ميجاوات في الساعة مقارنة بما يتراوح بين 69 و88 دولارًا للفحم و90 إلى 96 دولارًا للغاز الطبيعى.
وقال داين لوه، محلل الطاقة والطاقة المتجددة في وكالة “فيتش”، إن تايلاند لديها ظروف طبيعية جيدة للطاقة المتجددة بما في ذلك مستويات الإشعاع الشمسى العالية والنفايات الحيوية الكبيرة من الزراعة ومن المحتمل أن يكون هناك نمو قوى فى هذا القطاع الفترة المقبلة.
ولن تتوقف “بى تى تى” عن الاستثمار فى الوقود الأحفورى، حيث لاتزال وحدة الاستكشاف تبحث عن الأصول حتى بعد إنفاق 2.75 مليار دولار على حقول البترول والغاز فى ماليزيا وسلطنة عمان فى وقت سابق من العام الحالى.
وفى الوقت الذى ترغب فيه الشركة التايلاندية فى التركيز على مصادر الطاقة المتجددة بسبب تغير المناخ فإنها تحتاج أيضًا إلى الحفاظ على أمن إمدادات الطاقة فى البلاد، حيث تسعى لتصبح لاعباً رئيسياً فى سوق الوقود العالمى.