خرجت مصر من دور الـ16 فى كأس الأمم الإفريقية بعد الخسارة 1-0 أمام جنوب إفريقيا، هزيمة أحزنت 104 ملايين مصرى، ولكن ماذا كسبنا حتى الآن؟
كسبنا عودة الجماهير للملاعب ونريد ذلك أن يستمر.
لماذا؟ لأن ذلك ينعش اللعبة، مما يجعل عندنا فرصة أعلى لاكتشاف المواهب ويزيد إيرادات النوادى.
ماهو المطلوب؟
المطلوب الاستمرار فى استخدام نظام الفان أى دى Fan ID وتطبيقه لدخول مباريات الدورى المصرى، من الممكن أن يتم عمل تذكرة موسمية على الفان أى دى يستطيع بها المواطن الدخول كل المباريات، فيذهب بالتذكرة الموسمية للحصول على تذكرة كل مباراة، ومن الممكن بيع 30% من الطاقة الاستيعابية للاستاد كتذاكر موسمية والـ70% الباقية بسعر متغير حسب الفريق المنافس.
ميزة نظام الفان أى دى أن الأمن يعرف مسبقا من سيحضر بالاستاد ويستطيع حصر من حضر فى أى وقت، وإذا طبقنا نظام التفتيش ونظام الكاميرات ونظام تسجيل الرقم القومى عند الدخول (إذا أردنا) يكون عندنا قاعدة بيانات متكاملة.
ما الإيرادات المتوقعة إذا عادت الجماهير للاستاد؟
يوجد 18 فريقاً فى الدورى المصرى ويتم لعب حوالى 300 مباراة فى السنة.
بمتوسط 20 ألف حضور جماهيرى يكون إجمالى الحضور المتوقع 6 ملايين.
فى متوسط 20 جنيهاً للتذكرة (طبعاً ممكن يكون السعر أعلى إذا أراد كل نادى) يكون إجمالى الإيرادات 120 مليون جنيه فى السنة.
الإيراد تذاكر المباريات يجعل كل نادى به إيرادات إضافية يستطيع شراء بها لاعبين ودفع مرتبات، ولكن الإيرادات ليس إيرادات التذاكر فقط.
فحضور الجماهير إلى الاستاد سيشجع الرعاة إلى دفع أموال أكثر لرعاية الفرق المتنوعة وسيشجع ذلك القنوات الناقلة على دفع أيضاً أكثر، وسيتشجع اللاعبين على عمل أقصى ماعندهم لاسعاد جماهيرهم (فأنتم ترون كيف يلعب فريق ليفربول فى أرضه وفى وسط جمهوره بالمقارنة بلعبه خارج أرضه) مما يزيد من فرص اكتشاف المواهب وبالتالى تزداد الفرص لكى يكون عندنا منتخب أقوى يحقق نتائج أحسن تسعد الـ104 ملايين مصرى.
الـ120 مليون جنيه فى السنة إيرادات تذاكر المباريات قد تكون مهمة جدا لبعض الأندية التى تفتقر التمويل ولكنها جزء (اعتقد لايتعدى الـ%20) من الإيرادات التى ممكن أن تتحقق من المنظومة كلها.
ففريق ليفربول مثلاً حقق عام 2018 إجمالى إيرادات 455 مليون جنيه استرلينى (حوالى 9 مليارات جنيه مصر) وربع المبلغ كصافى ربح، وحقق 80 مليون جنيه استرلينى من إيرادات الاستاد (فالتذكرة هناك بـ50 جنيه استرلينى) و155 مليون جنيه استرلينى من الرعاة و220 مليون جنيه استرلينى من القنوات الناقلة.
مصر دولة بها كفاءات، ولكن يجب علينا اكتشاف هذه المواهب والأهم من ذلك رعايتها لكى تنضج مثل الثمرة التى يجب رعايتها حتى تطرح الفاكهة بعد سنة من الكفاح.
علينا السعى والرزق بيد الله.
بقلم: على والى
خبير استثمار وإدارة أعمال