مع بداية عام 2017، ضاعفت شركات المواد العازلة طاقتها الإنتاجية، فى ظل زيادة الطلب على منتجاتها من قبل الشركات العقارية وشركات أجهزة تكييف الهواء لتوفير استهلاك الكهرباء.
وجاء هذا التوجه من الشركات بعد إعلان الحكومة تقليص دعم الكهرباء، إذ توفر المواد العازلة استهلاك الكهرباء بنسبة %40 حال تطبيق بنود العزل الحرارى، بحسب شركات مواد عازلة وعقارية.
قال أسامة حسان، رئيس شركة المقاولون المصريون لتصنيع العوازل، إنَّ صناعة المواد العازلة لا تقتصر على منتج العزل الحرارى فقط، بل يوجد أكثر من 20 نوعاً من المواد العازلة.
لكن الزيادات السعرية التى طرأت على الكهرباء نهاية 2016 زادت من الإقبال على هذا النوع.
وأضاف لـ«البورصة»، أن الطلب تراجع تدريجياً بنسبة %20 مقارنة بالعام الماضى؛ بسبب ضعف القدرة التنافسية فى الأسواق التصديرية؛ نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج.
وأوضح «حسان»، أن %90 من المشروعات العقارية أصبحت تعتمد على المواد العازلة فى أعمال البناء والتشييد، خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن أسعار المنتجات ارتفعت بشكل كبير المرحلة الماضية، ومنها منتج الصوف الصخرى الذى زاد سعره من 40 جنيهاً للمتر عام 2016 إلى حوالى 200 جنيه حالياً، ولذلك تخلى عدد كبير من المستهلكين عن بعض مميزات المنتجات مثل تجاهل إضافة مستحلب لتحسين خواص «المونة»، والاستغناء عن عوازل الرطوبة.
أكد «حسان»، أن أغلب المصانع العاملة فى القطاع تستورد المواد الخام من تركيا والصين؛ لصعوبة إنتاجها محلياً، وهو ما أثر على تطور صناعة المواد العازلة؛ بسبب سيطرة الجهات المستوردة عليها.
أضاف أن الشركة تقدمت إلى هيئة التنمية الصناعية للحصول على 2000 متر مربع بمدينة العاشر من رمضان؛ لإنشاء مصنع لإنتاج الدهانات الأسمنتية لواجهات المبانى، لكنَّ الطلب لا يزال فى قوائم الانتظار منذ أكثر من عامين.
وتمتلك الشركة مصنعاً على مساحة 900 متر مربع بمدينة العاشر من رمضان، وتنتج مادة «البيتومين» الذى تعمل كعازل للحرارة والرطوبة فى المبانى، بجانب تخصصها فى إنتاج الصوف الصخرى.
قال «حسان»، إنَّ قطاع المواد العازلة من القطاعات الواعدة الفترة المقبلة؛ نظراً إلى إلزام بعض الدول الشركات العقارية باستخدام العزل الحرارى فى أعمال البناء لتوفير استهلاك الطاقة.
وأشار إلى أن مواد العزل توفر نسبة كبيرة من استهلاك الطاقة الكهربائية فى المبانى والتكييفات المركزية، وهو ما دفع بعض الجهات الحكومية إلى مطالبة وزارة الإسكان بإدراج العزل ضمن شروط ترخيص المبنى للحد من الطلب المتنامى على الكهرباء.
وقال فادى الدسوقى، نائب رئيس شركة روكال للعوازل، إنَّ الشركة تعمل منذ عامين على تطوير منتجاتها، بعد رفع الحكومة أسعار الطاقة، من خلال تقديم منتج يعمل على ترشيد الاستهلاك، ويتوافق مع صناعة التكييفات فى مصر.
وأضاف أن الشركة خاطبت الشركات العقارية والمقاولات والمكاتب الاستشارية، لتطبيق منهجية العزل الحرارى فى المبانى من خلال منتج الشركة.
وأوضح أن معظم الشركات استجابت بعد عرض رؤية منتجى العوازل الحرارية، وقامت بتطبيقها بعد التأكد من مدى فاعليتها.
وتوقع تضاعف مبيعات الشركات التى تعمل فى هذا القطاع خلال 5 سنوات، فى ظل رفع الدعم عن الكهرباء وإقبال المصانع والمستهلكين على استخدام تلك المنتجات.
وأشار إلى أن المواد العازلة، تخفف حدة الحرارة عن المبنى بنسبة كبيرة، كما تسهم فى خفض استهلاك التكييفات للطاقة بنسبة تتراوح بين 40 و%50.
وقال أحمد عثمان، رئيس شركة تكنوبت للمواد العازلة، إنَّ زيادة الطلب على منتجات الشركة دفعتها إلى وضع خطة تطويرية تمثلت فى رفع كفاءة خطوط الإنتاج الحالية، وإنشاء مصنع جديد لإنتاح لفائف المواد العازلة باستثمارات تبلغ 67 مليون جنيه، بمدينة العاشر من رمضان.
وأضاف أن الطاقة الإنتاجية للشركة ستبلغ 15 مليون متر مربع سنوياً بعد ضخ الاستثمارات الجديدة، موزعة على 3 خطوط إنتاج لتصنيع لفائف المواد العازلة والبيتومين المؤكسد ومستحلبات البيتومين.
وأشار إلى أن الشركة تطرح %50 من إنتاجها داخل السوق المحلى، والباقى يصدر إلى بعض الدول الأوروبية والأفريقية، فى حين تستهدف الشركة فتح أسواق تصديرية جديدة فى شرق آسيا ومنها إندونيسيا وتايوان.
وكشف أن صناعة المواد العازلة تواجه بعض المشكلات، منها صعوبة الحصول على المواد الخام كالبيتومين؛ لامتناع شركات تكرير البترول عن توريده بشكل دورى لشركات المواد العازلة، فى حين أنه من المواد الرئيسية التى تعتمد عليها الصناعة.
وقال ضيف صالح، رئيس الشركة الهندسية لإنتاج العوازل، إنَّ الطلب على منتجات العوازل لا يعتبر مقياساً على نشاط القطاع؛ لعدم استمرارية المشروعات القومية التى تنفذها الدولة.
وأرجع «صالح» تراجع قطاع المواد العازلة فى مصر إلى عدم إدراجه ضمن خطط الحكومة؛ حيث يفتقد وجود استراتيجية واضحة تضبط عمله وتعمل على زيادة صادراته.
وتابع: «تحسن أحوال القطاع يحتاج إلى عمل دراسة حقيقية من قبل وزارة التجارة والصناعة، تتضمن تحديد المشكلات التى تواجه الشركات وحلها، وتقييد الشركات بالمواصفات والجودة العالمية؛ حتى تتمكن من المنافسة الخارجية وفتح أسواق تصديرية».
وذكر أن عدد المصانع المنتجة للمواد العازلة فى مصر لا يزال محدوداً؛ نظراً إلى انغلاق القطاع على نفسه، وعدم الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة فيه، ما قد يفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية التى تعد من المحركات الرئيسية لأى قطاع.
ولفت «صالح»، إلى أن المواد العازلة من القطاعات المناسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لكنَّ ارتفاع أسعار المواد الخام، وغياب الدعم المتمثل فى توفير أراضٍ مجانية أعاقا دخولهم إلى القطاع.
وطالب شركات المواد العازلة بالتنويع فى عملية الإنتاج؛ لسد الفجوة الاستهلاكية فى السوق المحلى، بالإضافة إلى خفض الاستيراد.
وتخطط الشركة لضخ استثمارات جديدة بقيمة 6 ملايين جنيه لإنشاء مصنع للبيتومين، كما تنتظر تخصيص هيئة التنمية الصناعية قطعة أرض لها بمدينة السادس من أكتوبر.
وتمتلك الشركة الهندسية لإنتاج العوازل، مصنعاً بمدينة 6 أكتوبر لإنتاج العزل الحرارى وعزل الرطوبة والصوف الصخرى.
وقال محمد صلاح، رئيس شركة أرتك للعوازل الحرارية، إنَّ الطلب على منتجات الشركة ارتفع بمعدل خمسة أضعاف خلال السنوات الأربع الماضية؛ لاعتماد بعض القطاعات الصناعية عليها ومنها صناعة التكييفات ومبردات المياه.
وأرجع زيادة الطلب على العوازل الحرارية، الفترة الحالية، إلى قلة عدد الشركات المنافسة فى السوق المصرى، ما خلق مساحات كبيرة أمام الشركات للتوسع وزيادة طاقتها الإنتاجية.
وأوضح «صالح»، أن الشركة تنتج أصنافاً معينة من العوازل الحرارية تتمثل فى الدهانات الأسمنتية التى تتميز بدرجة ثبات لونية عالية، وهى عبارة عن أسمنت يوضع فى أساسات البناء أو على المحارة، بالإضافة إلى إنتاج مادة البولى يوريثان.
وأشار إلى أن الصناعة تواجه بعض التحديات الفترة الحالية، منها الزيادة المستمرة فى أسعار مستلزمات الإنتاج، بجانب فرض ضرائب عقارية على المصانع.
وكشف أن الشركة كانت تدرس إجراء توسعات جديدة مع بداية العام الحالى؛ لزيادة طاقتها الإنتاجية عبر الاقتراض من البنوك.. لكن ارتفاع أسعار الفائدة حال دون ذلك، إذ يعد لجوء الشركات الصغيرة إلى البنوك فى ظل ارتفاع أسعار الفائدة بمثابة «مغامرة خطيرة».
قال «صالح»، إن الشركة بدأت تعمل موزعاً لعدد من المصانع لامتلاكها قاعدة كبيرة داخل السوق المحلى، وتوجه إنتاجها إلى العاصمة الإدارية وبعض المصانع تحت التجهيز بمدينة بدر.
وقال محمد غازى، مدير مبيعات شركة جلاس روك للمواد العازلة، إحدى شركات القلعة القابضة، إنَّ ارتفاع الطلب على منتجات الشركة خلال السنوات الماضية، دفعها إلى وضع خطة تطويرية تناسب الفترة الحالية.
وأضاف أن الشركة ستضخ استثمارات بقيمة 70 مليون دولار، لإنشاء خطيّ إنتاج صوف صخرى وزجاجى، فى ظل زيادة الطلب من جانب الدول الأفريقية.
وتوقع وصول الطاقة الإنتاجية للشركة إلى 70 طناً بعد بدء تشغيل خطىّ الإنتاج الجديدين مقابل 50 طناً حالياً.
أشار «غازى»، إلى أن الشركة تصدر منتجاتها إلى 30 دولة حالياً، وتستهدف فتح أسواق جديدة فى جميع الدول الأفريقية حال انخفاض الإقبال على المواد العازلة من قبل المشروعات القومية.
وتورد الشركة منتجاتها إلى بعض المشروعات التى ينفذها جهاز الخدمة الوطنية، بالإضافة إلى مدينة العلمين والعاصمة الإدارية الجديدة. ولفت إلى أن المشاركة فى تلك المشروعات حققت طفرة فى مبيعات الشركة تخطت %30 بنهاية العام الماضى، ومن المتوقع أن تصل إلى %50 بنهاية 2019، فى ظل الإقبال المتزايد على المواد العازلة بالتزامن مع ارتفاع أسعار الطاقة وتوجه المستهلكين نحو الترشيد.
قال جوزيف صبرى، رئيس شركة ألفا لتوريد المواد العازلة، إن الطلب على المواد العازلة ارتفع بنسبة %50 منذ بداية 2016، بدعم من المشروعات القومية والأبنية الحكومية ومشروع الإسكان الاجتماعى.
وأضاف أن الشركة تورد منتجاتها لبعض الجهات، ومنها جهاز الخدمة الوطنية، وشركات الكهرباء وعدد من الشركات العقارية.
وطالب «صبرى»، وزارة الاستثمار بدعم صغار الصناع من خلال توفير أراضٍ مجانية لهم داخل المدن الصناعية، ومنحهم إعفاءات ضريبية فى بداية المشروع لمدد لا تقل عن 5 سنوات.