فى منطقة العتبة وسط القاهرة.. رغم أن جميع أنواع الأدوات المنزلية البلاستيكية متاحة للجميع بأسعار زهيدة، إلا أنه لا يمكنك التأكد من مدى ملائمتها للاستخدام وعدم تأثيرها السلبي على صحة المستهلكين.
ورصدت جولة لـ «البورصة»، بيع 5 علب حفظ طعام بسعر 15 جنيهًا فى حين أن بائع آخر يطرحها بسعر 60 جنيهًا رغم عدم ملاحظة وجود فارق جوهرى بينهما، إذ يحمل النوعان شعار «صنع فى مصر»، ويزينهما رقم 5 الذى يدل على أن تلك الدرجة من البلاستيك آمنة للاستخدام الغذائى.
ولكن ما يُحيّر المستهلك وجود ملصقات باللغتين الصينية والتركية على كلا النوعين، فكيف تكون هويّة تلك المنتجات حقيقية؟ وكيف نصدق أنها تصلح للاستخدام مع الأطعمة.
وإذا قادتك قدماك إلى أحد محلات الأدوات المنزلية المنتشرة فى المنطقة بحثًا عن المنتج ذاته، ستجد سعر 5 علب لحفظ الطعام يتراوح بين 90 جنيهاً و110 جنيهات، ولكن تبقى الحيرة قائمة لتعدد اللغات المكتوبة على العلب، ومحفور عليه أنه صناعة مصرية، فى حين يؤكد البائع أنها استيراد صينى.
وتقول رشا، ربة منزل، أنها اشترت من قبل علباً بلاستيكية مدون عليها «آمنة داخل الميكرويف»، ولكن سرعان ما تلفت حين استخدمتها، وهو ما أفقدها الثقة فى كل المنتجات البلاستيكية أيًا كان المدون عليها أو بلد المنشأ.
وافترش طفل لا يتجاوز عمره 15 عاماً، جانباً من أحد أرصفة منطقة العتبة، ليبيع منتجات مختلفة تتطابق فقط فى سعر بيعها البالغ 7.5 جنيه، بينها قوارير مياه بلاستيكية وأخرى قوارير زجاجية، يقول: «الاتنين نفس السعر بس محدش بيشترى الزجاج عشان عمرها قصير»، كما تحمل القارورة البلاستيكية الدرجة رقم (5) المعروف عنها أنها آمنة، ولكن غير مدون عليها بلد المنشأ، أما أدراج البلاستيك الخاصة بالثلاجات تكاد تكون جميعها صناعة مصرية، بحسب تجار، وتتراوح أسعارها ما بين 5 و25 جنيها للقطعة بحسب حجمها.
ويقول أحد الباعة مفترشى الرصيف: «الزبون لا يهتم سوى بالسعر، لا أحد يسأل عن بلد المنشأ أو الشركة المصنعة أو أى تفاصيل عن المنتج، حتى أنها جميعًا تباع غير مغلفة أو مرفق معها ملصق ببيانات المنتج، كله بيسأل عن السعر وبس»، كما ان تفوق البلاستيك من ناحية السعر امتد لتجارة أدوات العناية الشخصة.
يقول إسماعيل، تاجر: «الزبون بيدور على أعلى جودة بأقل سعر، فى النهاية ينتصر السعر الأرخص على الجودة، بعدما يستعلم الزبون عن أسعار أدوات تصفيف الشعر الخشبية يتجه لنظيرتها البلاستيكية التى يتراوح سعرها بين 5 و10 جنيهات للأمشاط، ولا يتجاوز 20 جنيهاً للفُرش، مع العلم أن المنتجات الخشبية ينصح بها طبيًا لصحة الشعر، إلا أن البلاستيك ينتصر بسبب سعره الرخيص».
محال الجملة المتخصصة فى بيع الأكياس البلاستيكية، تكاد لا تخلو من الزبائن، إذ يتراوح سعر الكيلو بين 14 و30 جنيهاً بحسب الجودة.
تقول عبير، إحدى مسئولات البيع بأحد المحال: «نعانى من الركود، ورغم وجود مستهلكين، لا تغرّك الأعداد الوافدة على المحل، فهى تعتبر محدودة مقارنة بالمرحلة الماضية».
متجر أكياس وشنط آخر يكاد يكون الوحيد الذى يعانى من شحّ واضح فى الزبائن مقارنة بغيره لتغريده خارج السرب.
يقول محمد منصور، صاحب محل: «لم أندم على قرارى بأن تقتصر المبيعات على الأكياس القماشية، لست جديداً على السوق، ولكن قررت بيع منتج مختلف حتى ولو تأثرت معدلات البيع».
يضيف: «الأكياس القماشية أغلى من غيرها، ولكن لها زبائنها، وأبرزهم التجار المتعاملين من خلال المنصات الإلكترونية، إذ يبحثون دومًا عن إرضاء العميل لكسب ثقته، ولذلك تعتبر الأكياس القماشية الحل الأفضل لدفع العميل إلى الاحتفاظ بها، كما أنها أفضل فى تدوين بياناتهم عليها، فلا تُمحى مع مرور الوقت، بجانب أن مظهرها أكثر أناقة».
ويوضح أن أصحاب المحال التجارية فى الغردقة والمدن السياحية، أصبحوا من زبائنه، خصوصاً بعد اتجاه بعض المدن إلى تحجيم أو حظر استخدام الأكياس البلاستيكية.
كتبت: مي خاطر