تمر باريس بأكثر فتراتها جفافاً منذ 150 عاماً ؛ وتستمر درجات الحرارة بجميع أنحاء أوروبا، فى الوصول إلى مستوياتها القصوى، تاركة الحقول والمزارعين محبطين من موجة أخرى من سوء الأحوال الجوية.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن المواطنين بدأوا يشعرون بالقلق من أن فترات الجفاف التى كانت نادرة الحدوث، أصبحت شائعة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يخطط فيه بعض المزارعين، للتخلى عن زراعة بعض الأصناف من البذور فى الأشهر المقبلة؛ بسبب الطقس الجاف، إذ تسببت موجة الحر فى تلف محصول الذرة.
ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بجميع أنحاء أوروبا والتى بلغت ذروتها الخميس الماضى فى باريس ولندن، أصبحت آثار الطقس القاسى أكثر وضوحاً.
وشهد الصيف الحالى، بالفعل، حرائق الغابات فى البرتغال وإسبانيا، وهبط منسوب المياه على نهر الراين فى ألمانيا ومناطق متعددة فى فرنسا. وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن أسعار الكهرباء فى فرنسا وصلت إلى أعلى مستوياتها فى خمسة أشهر يوم الثلاثاء الماضى بباريس.. ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية.
وتخطط شركة «إليكتريستى دو فرانس» لإيقاف مفاعلين نوويين الأسبوع الحالى.
وقالت الشركة التى تنتج نحو ثلاثة أرباع طاقة فرنسا، إنها ستقوم بإعداد محطات نووية لتعمل فى موجات حر أشد خلال العقود المقبلة وسط مناخ متغير.
وفى قطاع الزراعة، يكون للموجة الحارة تأثير أكبر على حقول الذرة التى تمر بمرحلة نمو رئيسية.
وقال أغرافيس رايفايزن، مدير الحبوب الألمانى، إن العوائد ستنخفض بشكل حاد إذا لم تصل الأمطار فى القريب العاجل، إذ يجرى بالفعل جمع قمح الشتاء والشعير الذى نجا من معظم الأحوال الجوية السيئة.
وأوضح لورين سايمون، المحلل فى شركة «جراينز»، أن بعض المزارعين فى فرنسا وألمانيا قد يحصدون الذرة فى وقت مبكر مثل «السيلاج» لبناء إمدادات علف الحيوانات لفصل الشتاء بدلاً من جمع المحاصيل كحبوب لبيعها فى السوق.
وأضاف أن مخزونات العلف منخفضة بالفعل بعد جفاف العام الماضى، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع عقود الذرة المستقبلية فى باريس بنحو 10% منذ أواخر مايو.
وفى ولاية براندنبورغ بشرق ألمانيا؛ حيث يتنافس المزارعون مع الصيف الثالث على التوالى من ظروف الجفاف، دعا ممثلو الصناعة إلى تقديم مساعدات عاجلة من حكومة الولاية والحكومة الفيدرالية.
ورغم أن موجة الجفاف ليست حادة مثل تلك التى شوهدت فى العام الماضى، لا يزال المزارعون يتوقعون محاصيل حبوب أقل من المعتاد.
وقال هنريك ويندورف، رئيس رابطة المزارعين فى شركة «براندنبورغ»: «لن يكون هناك نوع من الحصاد الوفير الذى كان سيمكننا من تعويض الخسائر الفادحة التى حدثت العام الماضى».