تعمل النائبة وسيدة الأعمال سحر طلعت مصطفى على دعم ملف السياحة فى مصر كأحد الملفات المهمة التى تعد أحد أهم موارد مصر الدولارية وتؤثر مباشرة فى الدخل القومى للبلاد، وتظهر جلياً جهودها فى هذا الملف منذ أن كانت رئيسة للجنة السياحة والطيران المدنى داخل البرلمان المصرى، حيث طالبت بتأسيس مجموعة وزارية، خاصة بملف السياحة على غرار المجموعة الاقتصادية بهدف حشد جهود مختلف مؤسسات الدولة لدعم ملف السياحة، كما لا تدخر سحر طلعت مصطفى الجهد فى دعم ملف السياحة خارجياً من خلال عدد كبير من اللقاءات والجولات الخارجية المهمة فى مختلف بلدان العالم لتبادل الآراء حول المعوقات التى قد تقف كعائق أمام السائح خلال زيارته لمصر.
التقت جريدة “البورصة” سحر طلعت مصطفى الرئيسة السابقة للجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، رئيسة مجلس الأعمال المصرى الروسى داخل مكتبها فى فندق فورسيزونز القاهرة، أحد الفنادق التابعة لمجموعة طلعت مصطفى القابضة، لمناقشة عدد من القضايا الخاصة بملف السياحة فى مصر والجهود التى تبُذل بهدف تطويره…. إلى أسئلة الحوار
قبل إجراء الحوار.. هناك وفد روسى قام بزيارة مصر مؤخراً، كنتى فى استقبالهم بصفتك رئيسة لمجموعة الصداقة البرلمانية الروسية المصرية ورئيس مجلس الأعمال المصرى الروسى، وعقدت عدة لقاءات معهم، ماذا حدث خلال تلك اللقاءات ؟
بالفعل التقيت وفد المجلس الفيدرالى الروسى أعضاء مجموعة الصداقة، فى لقاء موسع بمقر مجلس النواب وشهد اللقاء مناقشة استئناف رحلات الطيران إلى مصر بشكل كامل لزيادة معدلات التدفق السياحى، وتوقع خلاله أعضاء الوفد استئناف الرحلات الجوية لمصر خريف العام الجارى.
كما تناول اللقاء تطوير التعاون الثقافي، خاصة التوسع فى مجال أكاديميات الفنون، فالجانب الروسى قدم دعما لمصر لإنشاء أول أكاديمية فنون فى منطقة الهرم منذ نحو 60 عاماً، لكن هناك فرعاً يجرى إنشاؤه حالياً فى 6 أكتوبر، وهو ما طالبت الجانب الروسى لدعم تأسيسه، ضمن مقترحات أخرى رأيتها مناسبة للعام الثقافى المشترك بين مصر وروسيا.
كما تتوافق المقترحات مع ما قرره الرئيسان عبدالفتاح السيسى وفيلاديمير بوتين بأن يكون 2020 هو عام الإنسانية بين الدولتين، بخلاف الاتفاق على زيادة حجم الاستثمار المباشر لمصر على خلفية عدد من النقاشات التى جرت فى اجتماعاتنا داخل مجلس الأعمال المصرى الروسى، وإتفقنا أيضاً على تنظيم زيارات ولقاءات متبادلة بين الجانبين لبحث التعاون المشترك.
كيف ستستفيد مصر من القمة الروسية الأفريقية المقرر عقدها فى أكتوبر القادم؟
مصر بوابة العالم لإفريقيا، والقمة تأتى مع تولي الرئيس السيسي رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، ما يجعل مصر على رأس دول القارة في هذه القمة، ومن المنتظر فتح الباب لمزيد من التعاون الاقتصادي بين روسيا ودول القارة، فضلاً عن تطوير التفاعل فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ومن المخطط، حسب إطلاعى، مناقشة مجموعة واسعة من القضايا الدولية، بما فى ذلك محاربة التحديات والتهديدات الجديدة، وتعزيز الاستقرار الإقليمى.
وفي ذات السياق، زيارة الوفد البرلمانى الذى كنتى أحد أعضائه لروسيا مؤخراً كان لها نتائج مهمة، حدثينا عنها؟
زيارة الوفد البرلمانى لروسيا برئاسة الأستاذ الدكتور على عبدالعال كانت مهمة جداً، حفاوة استقبال الجانب الروسى لنا كانت معبرة عن اهتمامهم بمصر، شاركنا فى المنتدى الدولى الثانى حول التطور البرلمانى والمؤتمر البرلمانى روسيا – أفريقيا، وكانت لنا لقاءات مهمة فى هذا الصدد، من بينهم لقائى رئيسة مجلس الاتحاد الفيدرالى الروسى ورئيس مجلس الدوما الروسى.
وعلى المستوى الشخصى التقيت مجموعة أصدقاء مصر في مجلس الاتحاد الفيدرالى الروسى، وبحثنا جميع أوجه التعاون بين الجانبين في المجالات المشتركة، وتناقشنا أيضاً في كيفية الاستفادة من الحدث الأبرز قمة روسيا_ – أفريقيا، المقرر عقدها فى أكتوبر المقبل، كما ناقشنا ملف “توأمة المدن” بين مصر و روسيا، وأهمية التعاون بين البرلمان المصرى ونظيره الروسى فى تنظيم أجندة التشريعات المشتركة.
كيف تؤثر جهود الدولة خارجياً وكذلك جهودها الداخلية فى تعزيز تدفقات السياحة إلى مصر؟
أعتقد أن الكم الهائل من الزيارات الخارجية للرئيس السيسى، والتى أثرت بشكل مباشر في علاقاتنا مع دول العالم كان لها دور كبير فى إعادة طرح اسم مصر بالشكل الذى يليق بها، والقيادة السياسية لديها اهتمام كبير جداً بملف السياحة فى مصر، والرئيس لا يترك فرصة لدعم القطاع السياحى إلا ويقدمه، وذلك كان واضح جداً من خلال لقاءاته مع المستشارة الألمانية ميركل و تطوير العلاقات مع الجانب الألماني، مما كان له أثره البالغ فى زيادة حجم حركة السياحة، أيضاً البرلمان المصرى له دور كبير من خلال تقديم جميع أشكال الدعم التشريعى بقوانين جديدة تخدم القطاع إلى جانب دور الدبلوماسية البرلمانية، فضلاً عن الجهود الكبيرة التي يبذلها وزيرى الآثار والسياحة وكل أجهزة الدولة ذات الصلة، والتي كان لها دورها الواضح أيضاً فى استعادة الأمن الذى كان بمثابة الرسالة الأبرز إلى العالم ليأتى السائحون إلى مصر.
وهنا أود أن أُشير إلى أن العديد من الوزارات يتداخل عملها بشكل مباشر مع قطاع السياحة، وزارة السياحة والآثار والثقافة والشباب والتنمية المحلية والنقل والطيران والرى، أى أن الحكومة تعمل كخلية واحدة بهدف تنشيط حركة السياحة وحل أى مشكلات تواجه القطاع بشكل سريع.
هل تعتقدين أن المقصد السياحى المصرى يمكنه فتح أسواق جديدة؟
نعم مصر بلد متنوع و غني بالعديد من المنتجات السياحية التى يمكن تسويقها فى مختلف الأسواق المصدرة لحركة السياحة، لدينا في مصر ما هو غير موجود في أي دولة بالعالم، لدينا الآثار والثقافة والحضارة والشواطئ والترفيه والتسوق، لدينا كل شىء، وأصبح لدينا خطاب ترويجى مختلف للسوق المستهدف، وأذرع ترويجية فى جميع الأسواق المصدرة للسياحة، ونستعين أيضاً بعدد كبير من المنصات الإلكترونية للسير مع التطور التكنولوجى السريع حول العالم.
وفتحنا تعاملات مع عدد مختلف من المقاصد السياحية مثل دول شرق آسيا، لدينا إتفاقية بين الرئيس السيسى ورئيسي قبرص واليونان، بهدف تنسيق النشاط السياحى بين الدول الثلاث، وهو ما ناقشناه فى أحد زياراتنا البرلمانية لقبرص.
هل مصر فى حاجة إلى زيادة الطاقة الفندقية حالياً أم إضافة مشروعات ترفهية عالمية علي غرار ما يحدث فى دبى؟
كفانا غرفا فندقية فى المقاصد السياحية التقليدية، لكن هناك أماكن بالطبع تحتاج غرف سياحية جديدة مثل العلمين، وأؤكد أن مصر دائماً قادرة على أن تلبى حاجة الطلب علي المقصد السياحى، ما نحتاجه حقاً هو مشروعات ترفيه ذات مستوى عالمى، كونها أحد أبرز وسائل الجذب والترويج للسياحة، بحيث لا يكون السائح حبيس لغرفته.
ملف السياحة الميسرة من الملفات أصبح مطروحاً بقوة على طاولة منظمة السياحة العالمية، كيف تحصل مصر على نصيب عادل منها؟
بالتأكيد السياحة الميسرة ملف مهم جداً خاصة وأنه أصبح توجها عالمياً وهو أحد العوامل المؤثرة فى القرار السائح بالتوجه نحو المقصد السياحى، خاصة في حالة وجود أحد أفراد الأسرة من ذوى الاحتياجات الخاصة، ومؤخراً أصبح هذا الملف على قائمة اهتمام الحكومة والقطاع الخاص السياحى.
تلك الشريحة من السائحين من حقهم الحصول على خدمات تساعدهم على تجربة سياحية متميزة، وإعداد العناصر البشرية من المرشدين السياحين ومقدمى الخدمات والفنادق، وكذلك المنشآت السياحية بالشكل الفني الذي يراعي تلك الشريحة من السائحين، والتى تمثل 20% من حجم حركة السياحة العالمية.
ملف سياحة المعاشات مهم أيضاً، يوجد فى الخارج أعداد كبيرة من الاشخاص ممن وصلوا إلى سن المعاش ولديهم اهتمام بالزيارات الخارجية، جلست مع عدد كبير منهم خاصة من السوق الألمانى، ولكنهم يطلبون اهتماماً خاصاً بالسائح من بداية وصوله أرض المطار وحتى خروجه من البلد، وهو ما يجب أن نعمل عليه بحرص.
كيف ترين جهود تسويق السياحة المصرية خارجيًا وهل ترينها مجازفة؟
في البداية دعني أتحفظ على استخدام مصطلح المجازفة، أولا التسويق لابد أن يتم وفق أسس علمية، بمعني أن يتم دراسة السوق قبل اتخاذ القرار، ويتم صناعة ذلك القرار من خلال ممثلين للقطاع الخاص مثل إتحاد الغرف السياحة وغرفة شركات السياحة والجهة الإدارية ممثلة فى هيئة تنشيط السياحة إلى جانب الشركة أو تحالف الشركات المسئول عن الترويج للمقصد السياحى.
سحر طلعت مصطفى: لجنة السياحة والطيران “اتولدت على يدى” فى فترة دقيقة من عمر القطاع
أدعو للاهتمام بالسياحة “الميسرة” لتقديم تجربة جيدة لذوى الاحتياجات الخاصة وسياحة “المعاشات”
ثانياً فى حالة اختيار سوق أو مجموعة أسواق للبدء في التسويق للمقصد السياحي فيها، لابد من تحديد طبيعة هذا السوق، والنظر فى جميع الدراسات المتعلق به من حيث ميول السائح المرتقب، هل يفضل السياحة الثقافية أم الترفيه أم التسوق، هل هذا السائح الوافد من ذلك السوق يأتى مع أسرته أم الشريحة التي تأتي منه من شباب، وأي الأدوات التسويقية التي تؤثر فيها بشكل كبير، فبعض الأسواق مثلاً تكون المرأة هي الأكثر تأثيرا في اتخاذ قرار وجهة الرحلة، وبعضها الآخر الأطفال هم الأساس، وبعض الأسواق يأتي منها شباب و هؤلاء يفضلون سياحة المغامرة .
و بالتالي لا توجد مجازفة و لا خسارة، طالما أن هناك عمل مؤسسي مبني على دراسات السوق، وليس من المنطق أن تقوم مصر مثلاً بعمل حملات تسويق وترويج فى بعض الأسواق وهى تفرض حظر سفر عليها، ولكننا نبدأ فى العمل على رفع الحظر أولاً.
فى رأيك هل أدت الشراكة بين وزارة السياحة وشبكة CNN إلى خلق محتوى متميز يعكس الصورة الحقيقة لمصر؟
أستطيع هنا أن أؤكد الأهمية الكبيرة لذلك النوع من الشراكات خاصة عندما يكون مع شبكات لها تأثير كبير دوليا مثل “سي ان ان”، وأثق فى أن مؤسسة بهذا الحجم ستصنع المحتوى الذى يعكس التجربة السياحية فى مصر بحرفية عالية وبجميع الأدوات العصرية الحديثة.
فى سياق ملف الآثار، ظهرت مؤخراً بعض القطع الأثرية المصرية وهى تعرض فى عدد من دول العالم مثل رأس توت عنخ آمون التى عُرضت فى لندن، ما الذى يمكننا فعله لاسترداد هذه القطع إلى مصر؟
أولاً يجب أن نوضح أن التمثال المقصود هو رأس المعبود آمون ويحمل ملامح الملك الشاب توت عنخ آمون، ثانياً الحكومة المصرية اتخذت مجموعة من الإجراءات منذ البداية ممثلة فى وزارة الخارجية والآثار والنائب العام وتم إبلاغ الحكومة البريطانية بضرورة وقف المزاد، ورغم ذلك تم اجراء المزاد وبيع التمثال، وعقدت الحكومة المصرية اجتماعاً طارئاً لبحث الأمر وتحركت قانونياً نحو إيقاف خروج التمثال وتوقيفه ف حال انتقاله إلى أى بلد آخر، وفى اعتقادى أن الملاحقة القانونية والجنائية مهمة خاصة أن صالة المزادات لم تقدم أى دليل على الملكية واكتفت ببيان قصير لم يقدم أى معلومات ذات دليل.
وهنا أطالب منظمة اليونسكو بضرورة التدخل من أجل وقف ما أعتبره “سرقة” للهوية المصرية، وأطالب عشاق الحضارة والقوى الناعمة حول العالم للضغط الشعبى لإيقاف مثل تلك الجرائم، و يجب أن يعلم العالم أجمع أن جانب من أموال تجارة الآثار قد يذهب إلي تمويل الإرهاب، وهو ما جعلنى أراجع حالياً جميع التشريعات الدولية التى تتحدث عن بيع الآثار، وبحث ضبطها.
الرسالة التي أريد أن أنقلها للعالم فى هذا السياق، أن مصر لا تحتاج لأن تثبت أن حضارتها المعروفة للدنيا كلها هي ملك وحق أصيل لها، وأن هويتنا المصرية الغالية ليست للبيع.
كيف ترين مشروع تطوير الأهرامات والنتائج المتوقعة منه؟
أريد أن أوضح فى البداية، أن مشروع تطوير منطقة الأهرامات هو حلم كبير بالنسبة لى، يمكنك أن تقول أننى مرتبطة ارتباطاً روحياً بكل آثارنا، وسبق أن عملنا كثيراً فى لجنة السياحة بالبرلمان خلال فترة رئاستى لها بالتعاون مع وزارة الأثار والجهات المعنية بهدف الوصول لصورة حضارية لمنطقة الأهرامات، خاصة وأنها تحمل جانبا مهما من هويتنا المصرية، ونظمنا عددا من الزيارات الميدانية لبحث المستجدات وتذليل أي عقبات تواجه المشروع، بهدف حل أي مشكلات يتعرض لها السائح خلال زيارته، ليحصل على تجربة سياحية وخدمات على أعلى مستوى تجعل لديه الرغبة فى تكرار الزيارة وأن يكون سفيرا للسياحة المصرية، وهناك تكاتف الآن من كافة أجهزة الدولة للانتهاء من المشروع في أسرع وقت، وأنا أتابع الأمر بدورى كعضو مجلس نواب مع وزير الآثار بشكل دورى.
ماذا يقدم مشروع المتحف المصرى الكبير للسائح الوافد إلى مصر؟
مشروع المتحف المصرى الكبير هو أحد أهم و أكبر المتاحف فى العالم، وهو يروي قصة الحضارة المصرية معتمداً على أحدث الأساليب المعتمدة علي التكنولوجيا، ويقدم صورة دقيقيه عن حضارة وتاريخ مصر، وسيكون تجربة سياحية لا مثيل لها، وهو فرصة كبيرة لمصر لرفع معدلات حركة السياحة الثقافية الوافدة.
وهنا أريد أن أشير لحجم الجهد الكبير التي تبذله وزارة الآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة في هذا الصدد، فضلاً عن المئات من العمال الذين يعملون ليل نهار بدون إجازات، وأنا لم أسافر أى دولة إلا وسألونى عن المتحف وآخر مستجداته، وأتصور أن الجزء الذى يضم الأهرامات والمتحف الكبير سيكون جوهرة مصر للعالم، فمن المخطط أن يتم ربطهما، وأتوقع أيضاً أن احتفالية افتتاح المتحف الكبير ستكون هى الأخرى مشهداً جديداً لإبهار العالم بقوة مصر وقدرتها على التنظيم.
طالبتى قبل بدء بطولة كأس الأمم الأفريقية بالترويج للآثار المصرية خلال الفعاليات.. هل تحقق ذلك؟
بالتأكيد بطولة كأس الأمم الأفريقية فرصة مهمة للترويج للسياحة المصرية بشكل عام خاصة في ظل وجود رموز مهمة لكرة القدم الأفريقية والعالمية والإعلام الدولى، وأعتقد أن مصر استطاعت أن تبهر العالم كله فى أقل من ربع ساعة خلال حفل التنظيم وتوجه رسالة واضحة مفادها أن مصر دولة قوية قادرة على تنظيم ما هو أكبر من ذلك، ولكن بخصوص ما طالبت به، فبالفعل كانت هناك استجابة من د. خالد العناني وزير الأثار والذي أعلن عن باقة أسعار مخفضة لحاملي بطاقة المشجع، وظهر العديد من الضيوف في تدوينة أو تغريدة أو صور علي مختلف وسائل التواصل الاجتماعى خلال زيارتهم مثلاً للأهرامات و غيرها من المقاصد الأثرية.
ما سر اهتمامك بالهوية المصرية فى العديد من المنشورات التى تكتبيها على صفحتك الرسمية على فيس بوك؟
دعنى أتحدث عن هذا الأمر بشكل تفصيلى لأننى قررت أن أضعه على رأس اهتماماتى، فأنا مهتمة بالهوية المصرية لأنها بما تتمتع به من خصوصية وتفرد تتعرض لما يقرب من 5 عقود إلى محاولات طمس وتخريب متعمد، ولصق عادات غريبة ووافدة بالمجتمع المصرى دون مراعاة لخصوصية الشخصية المصرية، ولأن موجات التجهيل ونشر الشائعات والأكاذيب عن مصر وتاريخها وثقافتها وهويتها تحتاج لمواجهة شاملة بالحقائق والأدلة من أجل حماية الأجيال الشابة حتى لا نفاجئ باليوم الذى يصبح فيه لدينا جيل يتشكك فى ماضيه ولا يفخر بمصريته.
ولأن كثير من المصريين تنحصر حدود معرفتهم بمصر على الحيز الجغرافى لمحافظتهم، ولأن معركة بناء الإنسان هى معركة مصير ووجود وتحتاج لأن يحشد لها جميع الطاقات والجهود بما فى ذلك المجتمع المدني والجهاز الحكومى من أجل النجاح فى هذه المهمة.
ولأن الحروب وأدوات التدمير الممنهج للأمم قد اتخذت أشكالا عدة فى عصرنا الحالى من أهمها الغزو الفكري والثقافي والعدوان على ثقافة أهل البلد، ولأن مصر تستحق منا الكثير وأول حقوقها علينا أن نعرفها جيدا ونحافظ على هويتها ولا نترك الفرصة لأى مغرض أو صاحب هوى أن يعبث بمصادر قوتها الناعمة.
إذا هل هناك مشروع ستتبناه سحر طلعت مصطفى بالنسبة للهوية المصرية خلال الفترة المقبلة ؟
سيكون هناك مشروع مهم في ذلك السياق، وأعكف على دراسته بشكل دقيق مع فريق متخصص، ولكن سيتم الاعلان عنه بشكل رسمي في الوقت المناسب.
ما هى قراءتك لمشهد أول رحلة تجريبية إلى مطار العاصمة الإدارية؟
رأيت أن الحلم يتحول إلى حقيقة وواقع، ففي خلال 12 شهراً فقط أصبح لدينا مطار على أفضل مستوى ووفقًا للمقاييس العالمية، ومنطقة انتظار سيارات تسع لـ 400 سيارة و20 أتوبيساً و45 مبنى وبرج مراقبة جوى بطول 50 مترًا.
يُمكنك اليوم القول أنه تم ربط العاصمة الإدارية الجديدة بكل دول العالم ومن وجهة نظرى أن هذا المشهد يفتح آفاق واسعة للاستثمار والسياحة ويعد إنجاز جديد للدولة المصرية.
كنتي رئيسة للجنة السياحة فى البرلمان لمدة 3 أعوام فهل راضية عن أدائك خلال تلك الفترة؟
لا أستطيع تقييم نفسى، ولكننى راضية عن أدائي خلال فترة رئاستى للجنة، فقد كانت فترة دقيقة جداً فى تاريخ القطاع السياحى، وأريد أن أوضح أن هذه اللجنة “إتولدت على إيدى”، لم يكن هناك لجنة مستقلة فى البرلمان للقطاع السياحى، ووجد البرلمان وأنا أؤيده فى ذلك أن ضم قطاعى السياحة والطيران فى لجنة مستقلة له أهمية كبيرة، فلا طيران بدون سياحة ولا سياحة بدون طيران.
منذ بداية دور الانعقاد الأول أخذت اللجنة على عاتقها النهوض بالقطاع، والتصدي للمشكلات التى تواجهه، فقد ناقشت اللجنة المشكلات التي تواجه المستثمرين السياحيين، وأوصت بحل مشكلة الديون مع البنوك من خلال إعادة جدولة مديونية القروض، وتقديم التسهيلات والإعفاءات اللازمة لحين تعافى القطاع.
كما تدخلت اللجنة في مشكلة زيادة رسوم تأشيرة دخول الأجانب مصر وتم تأجيلها، وكذلك تأجيل ضريبة القيمة المضافة من جانب الحكومة علي القطاع السياحي استجابة لتوصيات اللجنة، ولم يقف دور اللجنة علي التدخل لحل المشاكل فقط، بل كانت تستمع أيضا إلي رؤية المستثمرين السياحيين فى مشروعات القوانين التي تتعلق بدورهم المهنى، على غرار قانون الاستثمار الذى يمثل محور مجوهري من بيئة العمل في مجال الاستثمار السياحي، وتمت الاستجابة لتوصياتنا كاملة فى مشروع القانون، فى ضوء اجتماعاتنا مع وزارات الاستثمار والمالية والتخطيط.
كفانا غرف فندقية بالمناطق السياحية التقليدية ونحتاج مشروعات ترفيهية بمستوى عالمى
أعكف حالياً على إعداد مبادرة تهدف للحفاظ على الهوية المصرية بعد 5 عقود من محاولات طمسها
ودعني أؤكد لك أيضا أن اللجنة لم تكن تعمل داخل غرفة البرلمان فقط، لكنها كانت تعمل بشكل ميدانى، تقوم بزيارات ميدانية للمشروعات القومية التي تمثل دعماً هاماً للقطاع السياحى مثل مشروع تطوير منطقة الأهرامات والمتحف الكبير، وأفردت له اللجنة عدة اجتماعات للوصول إلى جدول زمنى محدد للانتهاء من أعمال التطوير، بحضور وزراء السياحة والآثار والتنمية المحلية ومحافظ الجيزة والمسئولين ذات الصلة بالأمر، فضلاً عن زيارات اخرى مثل زيارتنا للمواقع الأثرية فى الإسكندرية والعلمين والغردقة ومناطق اخرر لرصد جميع مشكلاتها.
ولم يتوقف اهتمام اللجنة علي المستثمرين و المشروعات فقط، إنما الشباب كانوا يمثلون جانب مهم من أجندة لجنة السياحة، حيث عقدت اللجنة اجتماعات مع عدد من الوزراء، لدراسة إقامة مشروعات صغيرة للشباب لإنتاج الهدايا التذكارية التى تحمل الطابع المصري، وأوصت اللجنة بتفعيل القرار الخاص بوقف استيراد السلع و الصناعات ذات الفن الشعبى، وأكدنا أنه لا ينبغى أبداً أن تحمل الهدايا التذكارية عنوان “صنع فى الصين”.
وكانت فكرة الوعي جزء مهم من عمل اللجنة، وهو ما جعلنا نتفق على إعداد مدونة سلوك مجتمعى مشترك لوضع أسس للارتقاء بالسلوكيات فى التعامل مع السياحة الوافد، والتأسيس للتوعية السياحية فى مناهج الطلاب، وذلك فى اجتماع موسع بحضور وزير التعليم آنذاك.
وكان من بين أعمال اللجنة ملف حماية الشواطئ من التلوث، وفتحنا عدد من الملفات الأخرى مثل رحلة العائلة المقدسة وأوصينا حينئذ بإنهاء جميع المشكلات التى تعيق تنظيمها بالشكل اللائق، فى أكثر من اجتماع بحضور جميع الأطراف ذات الصلة بهذا الملف.
ماذا عن دور لجنة السياحة آنذاك فيما يتعلق بالصورة الذهنية لمصر بالخارج، والتى كانت تؤثر على تدفق الحركة السياحية؟
ملف الصورة الذهنية عن مصر كان من أهم الملفات التى قامت اللجنة بمتابعتها بسبب حجم الآثار التي ترتبت عليه من تراجع الحركة الوافد بسبب مواقف سياسية دفعت مصر ثمنها، ونحن فى لجنة السياحة عملنا مع عدد من الجهات والأجهزة فى ذلك الملف من بينها وزارة الخارجية والسياحة والثقافة والهيئة العامة للاستعلامات، وبحثنا كيفية تحسين صورة مصر علي الساحة الدولية، وتحسين المركز التنافسى لمصر بالبورصات العالمية، فضلاً عن دورى كنائبة من خلال مشاركتى فى العديد من الزيارات البرلمانية لعدد كبير من دول العالم، والتى استعرضت خلالها الموقف الحقيقى والمؤشرات الواقعية فى مصر، فى مواجهة المعلومات المغلوطة لدى تلك الدول، إضافة إلى حضور أبرز المعارض الخارجية فى أمريكا وموناكو وغيرها.
كان هناك اشتباك واضح بين المستثمرين ووزارة السياحة خلال فترة رئاستك للجنة فيما يتعلق بالترويج والتسويق، وإصدار دول منافسة للتأشيرة الالكترونية كيف تعاملت اللجنة مع تلك الملفات؟
تدخلت اللجنة آنذاك وتابعت جهود هيئة تنشيط السياحة، للوقوف على ما قامت به خططها وبرامجها وخصصت اللجنة اجتماعاً لمناقشة تنوع المنتج السياحى، أما فيما يتعلق بإصدار التأشيرة الإلكترونية فقد أوصت اللجنة بسرعة تطبيقها وتشجيع شركات السياحة على الحجز الإلكترونى والدفع والتسويق الإلكترونى، وأصبح لدينا الآن 46 جنسية يمكنها الحصول على التأشيرة الالكترونية.
وما هى الملفات التى تنوى سحر طلعت مصطفى العمل عليها خلال الفترة المقبلة؟
دائرتى فى الإسكندرية، سيدى جابر، ستظل على رأس اهتماماتى أيضاً خلال الفترة المقبلة، من خلال العمل على عدد من الملفات التى تمس المواطن السكندرى، بقطاعات الشباب والمرأة والطفل، فضلاً عن الملف الأبرز الذى أخذت على عاتقى أن أتبناه بمشروع متكامل سأعلن عنه قريباً بتنسيق على أعلى المستويات، وهو “هويتنا المصرية” والحفاظ عليها، وفى القلب منها قطاعى السياحة والآثار وكل ما يمكن عمله من دعم تشريعى من خلال دورى فى البرلمان، أو الدور الميدانى لعمل أى تطوير مُمكن بالتعاون مع الجهات المختصة.
حوار: طه صقر