تجنب التحيز فى تحليل البيانات يحد خسائر العوائد طويلة الأجل
%4 خسائر الأرباح سنوياً بسبب سلوك المستثمر
معظم المستثمرون يعتقدون أنهم يعرفون ما يفعلونه وهذا غير صحيح وفقاً لما تظهره صورة مذهلة عن التكلفة الحقيقية للخطأ البشرى فى الاستثمار.
فبحسب الأكاديميين الحائزين على جائزة نوبل مثل دانييل كانيمان وريتشارد ثالر فإن البشر مدفوعون بالعديد من التحيزات السلوكية المتأصلة بعمق مثل الخوف والجشع والثقة المفرطة فى قراراتهم الاستثمارية.
وقد أدى ذلك إلى قيام جيش صغير من خبراء الإحصاء فى الاستثمار بمحاولة حساب تكلفة هذه التحيزات على الأفراد وظهر ما يسمى بالاستثمارات السلبية.
ويتم الاعتماد على الحوسبة لتحليل البيانات دون تدخل بشرى لأنها أقل تكلفة وتتبع مؤشراً تلقائياً دون تدخل كبير من مدير الصندوق ويزيلون مخاطر قيام مدير بشرى بارتكاب أخطاء.
أيضاً ما يسمى صناديق “بيتا” الذكية، والتى تصل تلقائياً إلى بعض العوامل لقياس السوق وتشمل الاستثمار فى الشركات الأصغر حجماً والقيمة أو الشركات الأقل تكلفة والشركات ذات الربحية العالية.
ونقلت صحيفة “التايمز” البريطانية عن شركة الأبحاث “مورنينيج ستار” أن التحيزات السلوكية كلفت المستثمر العادى 1 % سنوياً من العوائد، لكن شركة “فانجارد مانجمنت” تقول إن النسبة 1.5%، وقدر الباحثون فى “دالبار” هذه النسبة بـ3.5 %، فى حين يقول الخبير الاقتصادى المالى البروفيسور براد باربر وزملاؤه إن الأخطاء تكلف المستثمرين 4% سنوياً من أرباحهم.
وأنشأت شركة “افودا الاستشارية التعليمية” أداة توضح كيف تؤثر هذه النسب المئوية على الاستثمارات بمرور الوقت.
ووفقاً لهذه الأداة فإن استثمار قدره 100 ألف جنيه إسترلينى على مدى 25 عاماً يعنى أن التحيزات السلوكية ستكلف المستثمر 85 ألف جنيه إسترلينى على أساس تكلفة سنوية تبلغ 1% من الأخطاء أو 191 ألف جنيه إسترلينى على أساس 2%.
وبالنسبة لأفراد يقومون باستثمار شهرى قدره 250 جنيه إسترلينى، فإن التكلفة بنسبة 1.5 % ستخسرهم 24 ألف جنيه على مدى 20 عاماً، ولكن هذا سوف يصل إلى 274 ألف جنيه إسترلينى على مدار 50 عامًا.
ويمكن أن يكون التغلب على التحيزات السلوكية أمراً صعباً أو مستحيلاً كما يعتقد كريج بورجس العضو المنتدب لشركة “اى بى اى” للمحافظ الاستثمارية والذى ينصح بقراءة كتاب دكتور كانيمان فى التفكير السريع والبطئ لمعرفة السبب.
يقول بورجيس، إن تطورت هذه التحيزات على مدى آلاف السنين هو مايخلق الأنماط التى تفيد فى تحديد الفريسة عند الصيد لكنه فظيع بالنسبة للمهام المعقدة مثل الاستثمار حيث يكون التحليل عرضة بانتظام لمئات من التحيزات المتأصلة للغاية ولا يمكن التغلب عليها دون إزالة الإنسان من هذه العملية.
مثال بسيط هو هوس صناعة الاستثمار التعسفى مع تحليل بيانات الأداء لمدة 3 و5 سنوات وهى وجهة النظر قصيرة الأجل يمكنها التأثير على المستثمرين، لكن كين فرينش، وهو أكاديمى رائد فى هذا المجال، أظهر أن هناك حاجة إلى تحليل بيانات لمدة 22 عاماً للتغلب على السوق باستمرار.
يقول بورجيس، إن إزالة الإنسان يجعل من السهل نسبياً حل هذه المشكلات باستخدام نهج منظم قائم على المبادئ التى أثبتتها الأدلة الأكاديمية.
وتتضمن هذه المبادئ التنويع عبر فئات الأصول والصناديق والقطاعات والمناطق الجغرافية وأساليب الاستثمار.
مبدأ آخر هو الاستثمار على المدى الطويل وتجاهل التقلبات قصيرة الأجل، والثالث هو تقليل التكاليف إلى الحد الأدنى لأن هذه يمكن أن تقلل من العائدات بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
ومع ذلك، فإن ما يسمى بالمديرين النشطين ينازعون هذه الأفكار ويشيرون إلى أدلة أخرى تظهر أن المدير الماهر الذى لديه قناعة بأنه يمكنه التغلب على السوق باستمرار.
ولتجنب التحيزات السلوكية، يقترح الخبراء طلب التعليقات من زميل أو صديق أو مستشار وتخطيط استراتيجيات الاستثمار والالتزام بها وإعادة التوازن تلقائياً عند الضرورة للبقاء ضمن نطاق توزيع الأصول المرغوب فيه الخاص بالشركة ومدى المخاطرة.