إعادة بناء استراتيجيات تقنية حديثة تركز على خدمات العملاء
يؤكد ستيفن وول، المؤسس المشارك ورئيس قسم السوق والمحتوى فى “ويلث موسيك”، إنه لطالما كانت التكنولوجيا جزءاً من أعمال إدارة الثروات، ولكن دورها كان تاريخياً يركز على دعم الاحتياجات الداخلية لشركات إدارة الثروات فى مجالات مثل المحاسبة وإدارة المحافظ، ونادراً ما ذهبت التكنولوجيا المستخدمة إلى أبعد من ذلك وهو التواصل مع العميل بشكل إيجابى.
ومع ذلك، فإن القطاع يشهد تطوراً فى تطبيقات التكنولوجيا ومرونة هائلة فى الاستخدام ما جعل معدل الانتشار سريع داخل سوق إدارة الثروات مع ظهور تقنيات حديثة ذات صلة من خلال عمل المكاتب الأمامية مع عدم الاكتفاء بالتكنولوجيا للاستخدام الداخلى فقط وهذا أمر جيد لرجال الأعمال والمستشارين ولحسن الحظ للعميل أيضاً.
فى حين أن الكثير من تكنوولجيا التواصل مع العميل تركز على مواضيع عصرية مثل تقديم المشورة الآلية فإن العديد من الموضوعات ذات الصلة تدعم أيضاً تطوير التكنولوجيا وتطبيقها على نطاق أوسع فى جميع أنحاء العمل.
ويمكن توضيح استراتيجة هذا التطور من خلال استخدام المصطلح Built for Wealth أو بناء الثروة الذى يسلط الضوء على التقنيات المبنية على احتياجات هذا القطاع الذى حقق ازدهاراً كبيراً فى الحلول المصممة لإدارة الثروات.
ومن وجهة نظر العميل، فإن التطورات التكنولوجية المتعددة تعمل على تغيير إدارة الثروات، ومن الذى يقوم بتسليمها، وكيف يتم تقديمها، ومن الذى يقدمها وما الذى يتم تضمينه.
ويبدو هذا التغيير المستمر لتقديم عرض إدارة الثروات الذى سيكون أفضل لكل من قاعدة العملاء الأثرياء التقليديين وكذلك تمكين نموذج إدارة الثروات للجميع بشكل متزايد لكسب العملاء الافراد العاديين.
ويمكن تلخيص دور التكنولوجيا فى تلبية متطلبات أى مدير ثروات افراد، للمساعدة على دوران عجلة العلاقة بطريقة أكثر سلاسة وأسرع وأكثر إحكاماً وأطول وأكثر كفاءة.
ويمكن تقديم أربعة أعمدة لهذه العلاقة:
1- العلاقة والتواصل
ما نوع العلاقة التى يريدها العميل؟ القيادة من خلال مستشار بشرى وتكنولوجى أيضاً فى مزيج يجرى تحديده عند ومتى يطلب العميل ذلك بعد أن كانت هذه الخيارات ضئيلة أو معدومة فى الماضى.
وتتيح التكنولوجيا الآن للعميل الوصول الفورى والأعمق إلى محافظه عبر وسائل متعددة للتواصل مع مدير ثروتهم متى وأينما يريدون ذلك سواء عبر الدردشة أو البريد الإلكترونى الآمن أو الفيديو أو المتصفح الخاص وتمثل هذه المرونة المتزايدة تغييراً كبيراً فى القطاع وكذلك بالنسبة للعميل.
2- التجميع وإعداد التقارير
كان تحقيق رؤية كاملة لصافى الثروة عبر البنوك والاستثمارات والديون والمعاشات التقاعدية وغير ذلك الكثير أمراً صعباً دائماً لكن هذا يتغير من خلال التنظيم وأدوات التكنولوجيا وطلبات العملاء وأصبح الوصول إلى عرض كامل أمراً ممكناً بشكل متزايد عبر العديد من مقدمى الخدمات، ويعد الوصول إلى هذا التقرير فى مكان واحد خطوة مهمة إلى الأمام فى مفهوم إدارة الثروات.
3- السلوك والتخصيص
ماذا يحتاج ويريد العميل بالضبط؟ تاريخياً يمكن الإجابة على هذا السؤال من قبل المستشار وهكذا تجرى عملية تخصيص الأصول لكن الآن تعمل التكنولوجيا على تغيير هذا للحصول على فهم متزايد لسلوك العميل بدقة ترتبط ارتباطًا وثيقاً بإمكانية تقديم خدمة مخصصة ومنتجات وتسعير لملف شخصى فردى وليس مؤسسة كبرى والفارق بينهم كبير.
4- المنتجات والأفكار الاستثمارية
كل ما سبق يخطط جيداً للقدرة الجديدة لإدارة الثروات على تقديم مجموعة واسعة من المنتجات لقاعدة عملائها والتى مع فهم أكبر لتفضيلات العميل يمكن أن تسهل أيضاً تقديم الأفكار الاستثمارية المتطورة للعملاء.
وسواء كانت الصناديق المتداولة فى البورصة أو التعاونية أو الصفقات خارج السوق أو أى شئ آخر، فإن التكنولوجيا تعمل على تحسين الوصول والمعالجة والتكلفة والتخصيص.
فى الختام، من وجهة نظر العميل بات العمل أكثر شفافية وفعالية من حيث التكلفة وأكثر تخصيصاً وأسهل عموماً للوصول إلى قاعدة عملاء أوسع.
ولايزال التطور مبكراً فى رحلته، إلا أن العناصر الأساسية للتغيير وتطوير القطاع، والتى تعد مفيدة لجميع المشاركين، متاحة بشكل متزايد ويتم وضعها موضع التنفيذ.