ذكرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية أن نظام التجارة العالمي أصبح على “صفيح ساخن”، بعد أن شهدت الحروب التجارية حول العالم تطورات “مخيفة” الأسبوع الماضي، لتقض على مضاجع المستثمرين ودوائر صنع القرار الاقتصادي، الذين أصبحوا أكثر قلقا وتخوفا حيال تدهور حركة التجارة والاقتصاد العالمي بصورة عامة.
وأوضحت “بلومبرج”-في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني /اليوم السبت/-أن الأسبوع الماضي حمل تطورات سلبية لاقتصادات تعد محركا أساسيا لحركة التجارة العالمية ؛ البداية جاءت من الولايات المتحدة والصين ، أكبر اقتصاديين على مستوى العالم؛ فبرغم اسئتناف المفاوضات التجارية بينهما مؤخرا، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلنت الخميس الماضي فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة تصل إلى 10 % على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار بحلول شهر سبتمبر المقبل، متسببة في انعكاسات سلبية لم يتوقف مداها عند الداخل الأمريكي فحسب بل تخطته لتضرب أسواق أوروبا وآسيا أيضا.
وأظهرت بيانات رسمية صدرت أمس/الجمعة/ تراجع عجز الميزان التجاري للولايات المتحدة بأقل من المتوقع خلال شهر يونيو الماضي، متأثرا بإنخفاض حجم الواردات والصادرات مسجلا 55.2 مليار دولار وهو أقل من العجز المسجل في الشهر السابق له والبالغ 55.3 مليار دولار بعد التعديل، في حين كانت تشير توقعات المحللين إلى تراجع عجز الميزان التجاري إلى 54.2 مليار دولار.
وبحسب البيانات، فإن الهبوط المحدود في العجز التجاري الأمريكي يرجع إلى هبوط كل من الصادرات والواردات بنسبة متقاربة بلغت 2.1 بالمائة و1.7 بالمائة على الترتيب.
كما من المتوقع أن تتسبب التعريفات المزمعة -حسب “بلومبرج”-في الإضرار بمصالح المستهلك الأمريكي وأصحاب الشركات في ظل اضطراب الإمدادات من السلع وتوعد الجانب الصيني برد انتقامي..مشيرة إلى تقديرات المحللين بوحدة “بلومبرج إيكونوميكس” الأولية بشأن تراجع الاقتصاد الأمريكي والصيني على حد سواء بنسبة 2ر0 % كتقدير مبدئي بحلول عام 2021.
على صعيد متصل، يشهد النزاع التجاري بين اليابان وكوريا الجنوبية تطورا مؤسفا يضع اقتصاد اثنين من أكبر الاقتصادات الآسيوية على المحك.. بعد أن أعلنت اليابان أمس عزمها تشديد القيود التجارية التي فرضتها على كوريا الجنوبية، عبر إزالتها من قائمة الدول التى تستفيد من معاملة مميزة بحلول 28 من أغسطس الجاري، فيما اعتبرته سول “عقابا” ورَدت بتدبير مماثل.
ومن خلال سحب كوريا الجنوبية من فئة الدول (إيه) “المستثناة من إجراءات الترخيص لشراء منتجات حساسة يابانية الصنع” إلى فئة الدول (بى) “ترخيص خاص إلزامى” تعنى طوكيو أن جارها ليس جديرا بالثقة، ويتعين التأكد قبل التصدير من أنه لن يستخدم المعدات التجهيزات الآتية من اليابان لغايات فى غير محلها.
كذلك لم تسلم أوروبا من التداعيات السلبية لتوترات التجارية بعد أن انهت البورصات الأوروبية تعاملات الأسبوع الماضي على انخفاض، فيما تزداد المخاوف بشأن تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما يعرف “بريكست” دون التوصل لاتفاق مع دول الاتحاد لاسيما مع تولي بوريس جونسون المناصر لفكرة الخروج دون اتفاق زعامة حزب المحاظفين ورئاسة الورزاء خلفا لتريزا ماي التي اضطرت لتقديم استقالتها بعد تحطم مبادراتها بشأن مغادرة الكتلة الأوروبية على صخرة البرلمان البريطاني الذي عرقل خططها على مدار ثلاث مرات متتالية.
وفي تطور لافت، تلقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أول هزيمة منذ أن أصبح رئيسا للوزراء الأسبوع الماضي، حيث خسر حزب المحافظين الذي يتزعمه مقعدا حاسما في انتخابات فرعية جرت يوم الخميس الماضي بعد فوز جين دودز، المرشحة من حزب الديمقراطيين الأحرار المناهض لبريكست، على منافسها المحافظ كريس ديفيز، بمقعد بريكون ورادنشاير في ويلز بفارق 5ر4%.
وقالت دودز بعد إعلان فوزها في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة: “إن التصرف الأول لي كنائبة برلمانية عندما أصل إلى ويستمنيستر هو العثور على السيد بوريس جونسون في أي مكان كان وأقول له رسالة واضحة للغاية هي: توقف عن اللعب بمستقبل مجتمعاتنا واستبعد الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق الآن”.
المصدر: أ ش أ