الأسعار عند أعلى مستوياتها خلال 6 سنوات
ارتفعت العقود الآجلة للذهب فوق 1500 دولار للأوقية مع استمرار الطلب على الملاذ الآمن بعد احتدام حدة مواجهة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتباطؤ النمو العالمى وتخفيف البنوك المركزية فى جميع أنحاء العالم لسياستها النقدية.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن المعدن الأصفر ارتفع بمعدل 1.3% ليصل إلى 1.503.30 ألف دولار للأوقية وهو أعلى مستوى له منذ عام 2013، وساعدت هذه الزيادة فى صعود الذهب العام الحالى بنسبة 17% مع مكاسب مدعومة بالتدفقات إلى الصناديق المتداولة فى البورصة.
جاء ذلك بعد أن فاجأت البنوك المركزية فى الهند ونيوزيلندا الأسواق صباح اليوم الأربعاء بتخفيضات فى سعر الفائدة أكبر من المتوقع، مما عزز تكهنات خفض الفائدة فى بلدان أخرى حول العالم.
وكان الذهب أحد المستفيدين الرئيسيين من الاضطرابات فى الأسواق المالية العالمية بعد تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وبكين حول التجارة.
وفى الأيام الأخيرة، هددت الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جديدة على السلع الصينية وتم السماح لليوان بالهبوط ووصفت الولايات المتحدة الصين بأنها متلاعب كبير بالعملة، وأوضحت الوكالة الأمريكية أن هذه المواجهة عززت احتمالات حدوث المزيد من التخفيف النقدى من قبل الاحتياطى الفيدرالى.
وقال واين جوردون، المدير التنفيذى للسلع والعملات الأجنبية فى وحدة إدارة الثروات فى بنك “يو بى إس” إن الذهب يقوم بدوره التقليدى كأصل الملاذات الآمنة في ظل حالة المخاطرة التى نواجهها، والتى تتسم بتصعيد إضافى فى المعركة التجارية وربما ترتفع الأسعار إلى 1600 دولار للأوقية.
وتداولت العقود الآجلة للذهب بسعر 1.497.80 ألف دولار للأوقية فى الساعة 7:55 صباحًا فى لندن لترتفع الأسعار لليوم الرابع على التوالى.
وفى الشهر الماضى، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي، بتخفيض تكاليف الاقتراض لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان فى استجابة جزئية لتأثير الحرب التجارية، وتوقع بنك “جولدمان ساكس” 3 تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة الأمريكية العام الحالى.
ودفعت الأزمة التجارية الأخيرة المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مما دفع مخزون العالم من السندات ذات العائد السلبي إلى مستوى قياسي وأغلقت القيمة السوقية لمؤشر “بلومبرج باركليز” للديون عند 15.01 تريليون دولار أمس الأول، بينما هبط العائد على سندات الخزانة أجل 10 سنوات.
وقال مارك موبيوس، مدير صندوق التحوط “راي داليو” في يوليو الماضى إن الأسعار كانت على وشك أن تتجاوز 1500 دولار مع انخفاض أسعار الفائدة ونحن في بداية فترة ستكون إيجابية للغاية للذهب.
وبالإضافة إلى التحديات التي أثارتها الحرب التجارية هناك مخاطر أخرى في أوروبا حيث يتتبع المستثمرون فرص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون صفقة فى وقت لاحق من العام فى حين أن هناك توترات فى الشرق الأوسط بين إيران والولايات المتحدة.
وأوضحت جينجيي بان، الخبيرة الاستراتيجية في “آى جى اسيا بيتى” في سنغافورة أن الأحداث التي وقعت مؤخرًا منذ تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالتعريفة الجمركية قلل من احتمال عقد صفقة أمريكية صينية على المدى المتوسط.
وأضافت: “بالنظر إلى هذه الخلفية ربما ليس من المفاجئ أن يكون مسار العمل الطبيعى هو تبنى رحلة إلى بر الأمان مع استمرار توقع ارتفاع أسعار الذهب الفترة المقبلة”.