تقلصت التجارة بين الدول الأعضاء بمنطقة اليورو، فى يونيو الماضى، بأسرع وتيرة منذ أكثر من 6 سنوات، ما زاد المخاوف من أن النزاع التجارى بين الولايات المتحدة والصين بدأ يضرب الصادرات الأوروبية.
وكشفت بيانات صحيفة «فاينانشيال تايمز» تراجع قيمة التجارة داخل منطقة اليورو بنسبة %6.6 فى يونيو الماضى، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى، وهو أسوأ أداء منذ مارس 2013.
وقال أنجيل تالافيرا، الخبير الاقتصادى بجامعة «أكسفورد للاقتصاد»، إن التجارة داخل منطقة اليورو تمثل أكثر من نصف إجمالى الصادرات لمعظم الدول الأوروبية، وهذا التراجع يثير القلق، ويهدد بأن تصبح منطقة العملة الموحدة فى حلقة مفرغة. وأوضحت بيانات الصحيفة البريطانية، أن صادرات منطقة اليورو إلى باقى دول العالم انخفضت، أيضاً، بنسبة %4.7 مسجلة أسوأ قراءة منذ أغسطس 2016.
وكان أداء الصادرات فى منطقة العملة الموحدة مرناً إلى حد كبير على الرغم من تصاعد التوترات التجارية العالمية؛ حيث نمت صادرات منطقة اليورو إلى بقية العالم بنسبة %5 فى الأشهر الخمسة المنتهية بشهر مايو الماضى، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن صادرات المواد الخام والآلات ومعدات النقل انخفضت بمعدل سنوى يبلغ بنسبة %8.5 و%7.5 على التوالى.
واستمرت تركيا فى التأثير على الأرقام التجارية؛ حيث انخفضت صادرات منطقة اليورو إلى أنقرة بنسبة %12 مقارنة بالعام السابق.
وتعانى تجارة الاتحاد الأوروبى مع تركيا منذ بداية الصيف، ويعود السبب فى ذلك إلى حد كبير إلى انكماش الاقتصاد التركى. وذكرت الصحيفة البريطانية، أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن صادرات منطقة اليورو إلى الصين تقلصت بنسبة %3.4 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى، وهو ما يتناقض مع البداية القوية للعام بمعدلات نمو مضاعفة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ظلت فيه صادرات الأغذية والمشروبات فى منطقة اليورو إلى الصين مرنة؛ حيث سجلت توسّعاً سنوياً بنسبة 26% فى يونيو الماضى، بينما شهدت معظم القطاعات الأخرى انكماشاً بما فى ذلك المواد الخام والآلات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يمكن أن تكون الإحصاءات الشهرية متقلبة، ولكن التباطؤ واسع النطاق لا يزال يثير القلق.
وتباطأت صادرات منطقة اليورو إلى الولايات المتحدة بشكل كبير من زيادة بنسبة %18 فى شهر مايو إلى نمو بنسبة %1.2 فقط فى شهر يونيو وانكماش بنسبة %20 فى صادرات المواد الخام.
وعلى الرغم من عدم توفر أرقام صادرات منطقة اليورو إلى المملكة المتحدة، فإنَّ الإحصاءات الوطنية تشير إلى استمرار انخفاض الصادرات؛ حيث تراجعت بمعدل سنوى بلغ %9 فى أبريل و%6 فى مايو؛ حيث انخفض الإنتاج الصناعى البريطانى بشكل حاد، ما أدى إلى تقلص نمو الناتج المحلى الإجمالى خلال الربع الثانى.