«المهندس»: التكنولوجيا الحديثة تصعب مهمة الصناعات الهندسية
«السويفى»: انخفاض الصادرات إلى أمريكا يقلل استفادة مصر
«عبدالشافى»: الاتجاه العالمى لكبسولات المنظفات يخفض فرص صادرات القطاع
تباينت آراء العاملين بالقطاعات الصناعية المختلفة حول مدى الاستفادة من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، إذ يرى العاملون فى قطاع الصناعات الهندسية، أن ارتفاع قيمة الشحن، وعدم التطور التكنولوجى للمنتجات يقفان عائقاً أمام بدء التصدير إلى أمريكا.
وترى قطاعات أخرى، أن دخول السوق الأمريكى يجب أن يبدأ من خلال مكتب التمثيل التجارى فى أمريكا من خلال إمداد الشركات المحلية بمتطلبات ومواصفات دخول السوق.
قال محمد فكرى عبدالشافى، رئيس شعبة المنظفات بغرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات، إن الصعوبة التى تواجه زيادة صادرات القطاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية، سببها الاتجاه العالمى نحو استخدام المنظفات على هيئة كبسولات وليس سائلاً أو بودرة.
وأضاف لـ«البورصة»، أن إنتاج تلك النوعية من المنظفات يتطلب ماكينات معينة وتكنولوجيا حديثة، بجانب ارتفاع قيمة الاستثمارات المطلوبة لتشغيل تلك المصانع.
وكشف «عبدالشافى»، أن المواد الخام لتلك الكبسولات يجرى استيرادها، وتخضع للتعريفة الجمركية، ما يرفع إجمالى التكلفة النهائية للمنتج، ومن ثم صعوبة جذب استثمارات فى هذا المجال.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر 5 دول استيراداً للمنظفات المخصصة للاستخدامات المنزلية من مصر، إذ سجلت وارداتها العام الماضى 1.1 مليار دولار، مقابل 684.6 مليون دولار فى 2017، بحسب بيانات هيئة تنمية الصادرات بوزارة التجارة والصناعة.
وقال محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إن فرصة المنتجات المصرية لدخول السوق الأمريكى فى ظل الحرب التجارية بين أمريكا والصين، صعبة، لاشتراط شهادات ومواصفات معينة غير متوافرة فى المنتج المحلى.
وأضاف أن المنتجات التى تصدر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يشترط أن تكون ذات تكنولوجيا مرتفعة جداً، بعكس السوقين العربى والأفريقى اللذين تتاح للمنتجات المصرية فرصة كبيرة للمنافسة فيهما.
وأوضح أن ذلك لا يعنى عدم إمكانية التصدير للولايات المتحدة الأمريكية إطلاقاً، لكن ذلك سيكون بنسب منخفضة جداً فى قطاعات معينة بمجال الصناعات الهندسية.
ورهن حازم بشر، المدير التنفيذى لشركة سيتى جلاس لصناعة الزجاج، اقتحام المنتجات الزجاجية السوق الأمريكى بزيادة تفعيل دور الملحقين التجاريين فى السفارات المصرية بالخارج.
وأكد ضرورة قيام الملحقين التجاريين وجهاز التمثيل التجارى بدراسة السوق الخارجى والتواصل مع الشركات المستوردة للمنتجات الزجاجية من الخارج لتعريفها بالمنتج المصرى.
وتابع «بشر»: «بعد ذلك يتم التواصل مع الشركات المحلية المصدرة للخارج لتعريفها بمواصفات المنتجات المطلوبة ومن ثم إمكانية التنسيق بين الطرفين لإتمام عملية التواصل والاتفاق على التصدير».
وقال «بشر»، إن مصانع العبوات الزجاجية والزجاج المسطح، مؤهلة لزيادة صادراتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يبلغ عدد الأولى فى مصر 7 مصانع والثانية 4 مصانع فقط.. لكن منتجاتها ذات جودة مرتفعة.
«بشر»: زيادة صادرات الزجاج مرهونة بتفعيل دور الملحقين التجاريين
وأضاف المدير التنفيذى لشركة سيتى جلاس لصناعة الزجاج، أن %10 فقط من إجمالى مصانع زجاج أدوات المائدة هى المؤهلة للتصدير، مشيراً إلى أن الحرب التجارية بين واشنطن وبكين فرصة كبيرة لدخول المنتجات الزجاجية المصرية السوق الأمريكى بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة.
فالمنتجات المصرية تتمتع بميزة السعر التنافسى، ما يستدعى من المصانع المحلية زيادة جودة منتجاتها لرفع قدرتها التنافسية.
وسجّلت المنتجات الزجاجية أكبر زيادة بين المنتجات المصدرة عبر اتفاقية «الكويز» خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالى، إذ ارتفعت قيمة صادراتها من 48 ألف دولار خلال أول 5 أشهر فى 2018، إلى نحو 1.3 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2019، بحسب بيانات الوحدة.
وقال نديم إلياس، رئيس المجلس التصديرى للطباعة والتغليف والكتب والمصنفات الفنية، إن الأدوات المكتبية لها فرصة جيدة لزيادة صادراتها إلى السوق الأمريكى.
وأكد أهمية توافر المعلومات عن جميع المنتجات الصينية المفروض عليها رسوم مرتفعة للسوق الأمريكى، للتعرف على الفرصة المتاحة للمنتجات المصرية؛ لكى تكون بديلاً مثالياً للمنتج الصينى.
وأوضح «إلياس»، أن المنتج المحلى من الكراسات والكشكول والمنتجات القرطاسية تتمتع بجودة عالية وقادرة على المنافسة فى السوق الأمريكى، خصوصاً إذا استغل حجم السوق الكبير ومعدلات طلباته التصديرية المرتفعة.
وقال وليد عبدالحليم، عضو مجلس إدارة المجلس التصديرى للأثاث، إن فرصة القطاع جيدة فى السوق الأمريكى، متابعاً: «لكننا نعانى غياب البيانات، سواء بالنسبة للشركات المستوردة للأثاث أو المشروعات الكبرى التى يوجد للشركات المصرية فرصة جيدة لإتمام تعاقدات تصديرية معها».
وأضاف أن غياب المشاركة فى المعارض المتخصصة فى أمريكا من أبرز أسباب عدم الاستفادة المباشرة من الحرب التجارية التى تخوضها مع الصين، بالتزامن مع اتجاه المستوردين الأمريكيين إلى أسواق بديلة للصين.
وأكد أهمية إعداد دراسة وافية للسوق الأمريكى بالتعاون مع مكتب التمثيل التجارى، فضلاً عن عودة المشاركة فى المعارض المتخصصة مع بدء تفعيل منظومة تنمية الصادرات والبرنامج الجديد لرد الأعباء.
واستبعد شريف الصياد، وكيل المجلس التصديرى للصناعات الهندسية، استفادة القطاع من الحرب التجارية؛ لارتفاع تكلفة شحن السلع الهندسية إلى أمريكا؛ نتيجة كبر حجم السلع الهندسية، ما يجعل منافستها السعرية ضعيفة هناك.
وأضاف أن عدد شركات الصناعات الهندسية المسجلة ضمن اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة ضعيف للغاية، ولا يتجاوز 4 شركات، خاصة فى ظل ضعف الصادرات للسوق الأمريكى، واقتصار الصادرات على بعض الصناعات الصغيرة مثل تشكيل المعادن.
وقال أيمن النجولى، رئيس شعبة تشكيل المعادن بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إنَّ لدى القطاع فرصة جيدة للتصدير إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه بحاجة إلى تطوير وتحديث منتجاته كى تكون بديلة للمنتج الصينى.
وأشار إلى أهمية تنمية البنية التحتية لصناعة تشكيل وتشغيل المعادن لرفع تنافسيتها فى مختلف الأسواق، فى ظل المنافسة الشرسة من قبل المنتجات التركية.
وقال هانى قسيس، عضو المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية، إنَّ إحلال الصادرات المصرية محل الصينية فى أمريكا بمثابة حلم بعيد المنال؛ لارتباط الصادرات بقوة الطاقة الإنتاجية والوفرة الإنتاجية، وهو ما لا يتوفر فى مصر بالشكل الأمثل.
وأضاف أن الصين وصلت إلى تلك المكانة فى السوق الأمريكى بعد 40 عاماً، ما نتج عنه قدرتها على تلبية احتياجات سوق ضخم كالولايات المتحدة الأمريكية، حتى أصبحت تناطح الاقتصاد الأمريكى نفسه.
«قسيس»: إحلال المنتجات المصرية مكان الصينية حلم بعيد المنال
وأشار إلى أن تلك القوة التى اكتسبتها الصادرات الصينية، تعود للدعم المطلق الذى تقدمه حكومتها للشركات المُصدّرة، وتدخلها لإزالة العقبات التى تواجه المصدرين حتى منحتهم قوة ضاربة لا يُمكن منافستها.
وبلغت قيمة صادرات البضائع الأمريكية إلى الصين العام الماضى، نحو 120.3 مليار دولار، مقابل 129.9 مليار دولار فى 2017 بنسبة تراجع %7.6، فى حين سجلت الواردات الأمريكية من الصين نحو 539.5 مليار دولار فى 2018 مقابل 505.5 مليار دولار العام قبل الماضى بنسبة ارتفاع %6.7.
وأكد مسعد عمران، رئيس مجلس إدارة غرفة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات، أن قطاع السجاد اليدوى والمشغولات اليدوية له فرصة كبيرة فى السوق الأمريكى، فى ظل الجودة المرتفعة للمنتج المصرى الذى يمكنه دخول السوق الأمريكى دون جمارك، من خلال اتفاقيتيّ الكويز والنظام المعمم للمزايا.
وأضاف أن ارتفاع الرسوم الجمركية المفروضة على جميع المنتجات الصينية، سيجعل المنتجات المصرية منافسة سعرياً أيضاً بجانب الجودة.
وذكر «عمران» الذى يشغل عضوية المجلس التصديرى للحرف اليدوية، أن المجلس بدأ مخاطبة مستوردين من أمريكا؛ للبحث عن الفرص المتاحة للمنتجات المصرية هناك.
وقال عبدالرحمن الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إنَّ الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، ستؤدى إلى تباطؤ الطلب الصينى على وارداتها من الجلود المدبوغة من مصر؛ لتراجع الطلب على منتجاتها من المنتجات الجلدية والأحذية فى أمريكا.
ووفقاً لتقديرات جمعية موزعى وبائعى الأحذية الأمريكيين (FDRA)، فإنَّ أسعار أحذية الأطفال سترتفع من 10 دولارات إلى 15 دولاراً. أما الأحذية المخصصة لرياضة السلة، فسترتفع من 130 دولاراً إلى 179 دولاراً، وبالنسبة لأحذية الصيد ستصل إلى 249 دولاراً بدلاً من 190 دولاراً، بواقع 169 دولاراً خسارة سنوية للأسرة الأمريكية.
وقالت رضوى السويفى، رئيس قسم البحوث بشركة «فاروس القابضة»، إن مصر لن تستفيد بشكل مباشر من الحرب التجارية؛ نظراً إلى انخفاض عدد السلع التى تصدرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وانحصارها فى سلع محددة منها الملابس الجاهزة والمنسوجات.
وأضافت أن دولاً مثل بنجلاديش وتركيا تستعد لزيادة صادراتها إلى السوق الأمريكى، لذلك يتوجب على مصر تعزيز قدرتها التنافسية عبر تحسين جودة منتجاتها؛ حتى تستطيع دخول هذا السوق، سواء استمرت الحرب التجارية من عدمه.
وأبدت «السويفى»، تخوفها حال استمرار الحرب التجارية، من حدوث تباطؤ فى حركة التجارة العالمية، ما سينعكس على حركة الموانئ المصرية بالسلب؛ لأن كل دولة ستلجأ إلى تحقيق اكتفائها الذاتى، ولكن على المدى البعيد.
واعتبرت أن الحرب التجارية بين أمريكا والصين ما زالت فى حيّز التهديدات فقط، ولو تم تنفيذ القرارات التى أصدرها الجانبان ستتضرر الأسواق الناشئة.
كتبت: مي خاطر