أوضح تحليل أجراه البنك الدولى، مؤخراً، أن تدنى نوعية المياه يهدد ثلث النمو الاقتصادى المحتمل فى أكثر المناطق تلوثاً حول العالم، وهو الأمر الذى يؤكد أهمية المياه النظيفة لتعزيز الإنتاجية.
وقال رئيس البنك الدولى، ديفيد مالبليس، إنَّ تدهور نوعية المياه يؤدى إلى تعطيل النمو الاقتصادى وتدهور الظروف الصحية وتقليل إنتاج الغذاء، بالإضافة إلى تفاقم معدلات الفقر فى العديد من البلدان.
وكشف التحليل انخفاض نمو الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 0.82% فى المناطق الواقعة على مجرى الأنهار شديدة التلوث، مقارنة بمتوسط انخفاض بنسبة 2.33% فى بقية المناطقة، وفى البلدان متوسطة الدخل سيكون التأثير أكبر؛ حيث ستفقد هذه الدول نصف النمو تقريباً، وفى الدول ذات الدخل المرتفع انخفض الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 0.34 نقطة مئوية.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن باحثى البنك الدولى، استندوا فى تقريرهم إلى استنتاجات حول ثلاثة أنواع رئيسية من بيانات جودة المياه، وهى محطات المراقبة التى تم جمعها وبيانات الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى البيانات المولدة من قبل الحاسب الآلى.
وأكد الباحثون، أن هناك حاجة إلى بيانات أفضل لتسليط الضوء على هذه القضية؛ حيث تفتقر مراقبة نوعية المياه على مستوى العالم بشدة إلى تكنولوجيا الأقمار الصناعية.
وأوصى التقرير بالحلول السياسية مثل جمع المعلومات بشكل أفضل من خلال التكنولوجيا الحديثة، وزيادة جهود الوقاية، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمار فى حماية موارد المياه.
وقال التقرير، إن البكتيريا والصرف الصحى والمواد الكيميائية والبلاستيكية يمكن أن تقلل نسبة الأكسجين فى الماء وتزيد معدل التسمم.
وعلى وجه الخصوص، يمكن لمستويات النيتروجين المتزايدة فى الماء أن تؤثر على النمو والتطور العقلى بين الأطفال وتقلل من دخل البالغين فى المستقبل بنسبة تصل إلى 2%.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تسهم فيه الملوحة العالية فى تدنى نوعية المياه؛ بسبب الجفاف الشديد وهذا بدوره يؤدى إلى انخفاض الغلة الزراعية بمقدار يمكن أن يطعم 170 مليون شخص حول العالم أو حوالى سكان بنجلاديش.
وأعرب الباحثون بقيادة ريتشارد دامانيا، وأودى صوفى روديلا، عن قلقهما المتزايد بشأن المواد البلاستيكية والصيدلانية.
واكتشفت بعض الدراسات وجود مواد بلاستيكية دقيقة فى أكثر من 80% من مصادر المياه العذبة العالمية ومياه الصنبور والمياه المعبأة فى زجاجات.