نمت استثمارات الشركات الأمريكية فى الصين، العام الحالى، رغم تصاعد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، وإغراء الشركات الأمريكية بتوسع السوق الاستهلاكى فى البلاد.
وأوضحت بيانات شركة «روديوم» الاستشارية، أن الشركات الأمريكية استثمرت مبلغاً قدره 6.8 مليار دولار فى الصين، خلال النصف الأول من العام الحالى، بارتفاع تبلغ نسبته 1.5% عن المتوسط خلال الفترة المقابلة من العامين الماضيين.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن معظم هذه الاستثمارات ذهب إلى المشاريع الجديدة، ومنها مصنع شركة «تسلا» لصناعة السيارات الكهربائية فى شنغهاى والذى سيكون أول مصنع سيارات أجنبى بالكامل فى الصين.
ومن بين الصفقات الكبيرة الأخرى استثمار الصندوق الأمريكى «بين كابيتال» بقيمة 570 مليون دولار فى شركة «بكين تشينهواى» المزودة للبيانات.
وقال رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى شنغهاى، كير جيبس، إن الشركات التى نتحدث إليها لا تزال تستثمر والعديد منها يتوسع إلى مدن الدرجتين الثانية والثالثة، إذ أوضح المستثمرون، أن قصة نمو المستهلك الصينى لا تزال قوية.
وقالت مجموعة «روديوم»، إن معظم الاستثمارات الأمريكية العام الحالى، جاءت من مشاريع بناء متعددة.
وأشارت الشركة، إلى حدوث بعض الانخفاضات فى قيم المشروعات المعلنة حديثاً، وخاصة فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العام الحالى، ويرجع ذلك جزئياً إلى الحرب التجارية.
وتختلف أرقام مجموعة «روديوم» عن البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، والتى قدرت أن الاستثمار الأجنبى المباشر الأمريكى انخفض بنسبة 15% فى النصف الأول من العام الحالى، منخفضاً عن 1.9 مليار دولار قبل عام.
ومع ذلك، قال محللون، إن أرقام وزارة التجارة، أخطأت فى عدد من المشاريع، فى حين أن منهجية مجموعة «روديوم» كانت أكثر موثوقية. وقدرت الوزارة، أن إجمالى الاستثمار الأجنبى المباشر فى الصين ارتفع بنسبة 7.3% فى الأشهر السبعة الأولى من العام الحالى، مقارنة بالفترة نفسها من 2018، صاعداً إلى 75.6 مليار دولار.
وأعلن المستثمرون الأجانب عن صفقات بلغت قيمتها 6.7 مليار دولار فى النصف الأول من العام الحالى، وفقاً لشركة «سى بى آر إى» الاستشارية، مرتفعة من 2.6 مليار دولار فى الفترة المقابلة من العام الماضى.
ورغم أن العديد من الشركات المصنعة كانت تعتبر الصين مركزاً للتصدير، فإنَّ عدداً متزايداً من الشركات يوجه منتجاته للمستهلكين المحليين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يمثل فيه الإنفاق الاستهلاكى أكثر من 75% من النمو الاقتصادى للصين، منذ بداية العام.
وقالت شركة «نايكى»، فى يونيو الماضى، إنها ستوسع الإنتاج فى الصين لصالح الأخيرة، فى حين أن الشركة الكيماوية الأمريكية «داو» بدأت فى يونيو الماضى إنشاء مصنع جديد فى شرق الصين لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمواد عالية الأداء هناك.
وقال رئيس شركة «أبكو» للاستشارات، جيمس مكجريجور، إنهم يقومون بصفقات ويوسعون عملياتهم فى الصين؛ لأنهم يعلمون أن بكين ستظل مركز التصنيع الأكثر نشاطاً فى العالم.
وأضاف «مكجريجور»، أن بعض الشركات المصنعة كانت تنتقل خارج الصين، ولكن بشكل أساسى لتجنب ارتفاع الأجور.