بعد سنوات من ضخ الأموال خلال طفرة البترول الصخرى يزداد مشترى السندات انتقائية مع ارتفاع حالات التخلف عن السداد.
وكشفت بيانات وكالة أنباء «بلومبرج»، أن شركتى «إكسون موبيل» و«أوكسيدنتال بتروليوم» قامتا، مؤخراً، ببيع 20 مليار دولار من ديون الدرجة الاستثمارية.
وباعت شركات الطاقة ذات العائد المرتفع حوالى نصف ديونها العام الحالى، وعلى النقيض من ذلك ارتفع الإصدار فى سوق السندات دون الدرجة الاستثمارية بنسبة 30%.
وقال إريك روزنتال، كبير مديرى التمويل فى وكالة «فيتش» فى مقابلة مع «بلومبرج» عبر الهاتف، «لم نشهد صفقات طاقة جديدة يتم تنفيذها فى الأشهر السبعة الأولى من العام».
ويدفع المستثمرون الحذرون، المستكشفين الصخريين أكثر من أى وقت مضى إلى التحول من التركيز على النمو الذى كانوا عليه من قبل إلى شركات تدار بشكل أفضل وتولد النقدية.
وفى الوقت الذى يجلسون فيه على ثروة البترول الخام فى مناطق مثل حوض بيرميان، فى غرب تكساس ونيو مكسيكو، فإن استغلال هذه الموارد باستمرار من خلال استخدام منصات التكنولوجيا الفائقة وتكنولوجيا التكسير يمكن أن يكون هجرة أموال عالجها البعض بطريقة سيئة.
وعلى الرغم من ارتفاع البترول بأكثر من الضعف عن أدنى مستوى له فى عام 2016 كان التداول غير منتظم.
وفى وقت سابق من الشهر الحالى عانى مؤشر الخام انخفاضاً حاداً فى يوم واحد منذ فبراير 2015؛ حيث أدت الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين إلى ضرب الأسواق المالية.
وأوضحت «بلومبرج»، أن هبوط أسعار الخام يضر بالإيرادات ويجعل من الصعب على الشركات مواصلة إنفاق الكثير من الأموال على المشاريع.
وقال مارك فريمان، مؤسس ورئيس الاستثمار فى «سوكورو» لإدارة الأصول «أصبح المستثمرون أيضاً أكثر انضباطاً؛ بسبب التقلبات الكبيرة فى سوق السلع».
وعانى قطاع الطاقة الذى يشكل الجزء الأكبر من سوق السندات ذات العائد المرتفع فى الولايات المتحدة بمؤشر «بلومبرج باركليز» العام الحالى؛ حيث ارتفعت فيه معدلات التخلف عن السداد.
وكتب استراتيجيون فى بنك «يو بى إس» بقيادة ماثيو ميش، فى مذكرة بحثية صدرت مؤخراً، أن معدلات التخلف عن سداد الديون دون الدرجة الاستثمارية فى قطاع الطاقة من المرجح أن ترتفع بنحو 10%.
وأضاف أن خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطى الفيدرالى لم يكن كافياً للتعويض عن هوامش الائتمان المتزايدة لديون الشركات.
وفى الوقت نفسه، أصبح الوصول إلى سوق الديون ذا أهمية متزايدة لشركات الطاقة، وفقاً لما ذكره نوح باريت، محلل أبحاث لدى «جانوس هندرسون» الاستثمارية.