تستعد أسعار الغاز الطبيعى فى أوروبا إلى الانخفاض لأدنى مستوياتها فى عقد من الزمن فى الوقت الذى تتوافر فيه كميات أكبر من المخزونات القادمة من الناقلات وخطوط الأنابيب، وعلى الرغم من خفض المنتجين بعض التدفقات بسبب عمليات الإصلاح والصيانة في محطات معالجة حقول الغاز، فإن السعر القياسى للغاز فى هولندا يكافح من أجل التعافى من الانهيار.
وقال نيك فان كوترين، أحد كبار المتداولين في شركة الطاقة الهولندية “بى زد إى إم”، إن مواقع تخزين الغاز فى شمال أوروبا ستكون ممتلئة الشهر الحالى، مما يزيد من خطر حدوث مزيد من الانخفاض فى الأسعار.
وأضاف أن المنتجون سيحاولون استخراج كميات أقل من الغاز فى الوقت الذى يحاول فيه كبار الموردين مثل روسيا زيادة حصتهم فى السوق.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن الإمدادات لاتزال تستمر فى تجاوز الطلب حيث بلغت المخزونات فى شمال غرب أوروبا وإيطاليا والنمسا 62.3 مليار متر مكعب أو 94% من السعة فى 28 أغسطس الماضى.
وأوضح نوربرت رويكر، رئيس قسم الاقتصاد في مجموعة “جوليوس باير” المحدودة أن الطريقة الوحيدة لاسترداد الأسعار الأوروبية هى تخفيض التدفقات من روسيا أو النرويج أو وقف وصول المزيد من الشحنات من الغاز الطبيعى المسال، وأضاف أن الأسعار الهولندية الشهرية قد تنخفض بنسبة 20% أخرى فى الخريف.
وأعلنت شركة الطاقة الروسية العملاقة “جازبروم” الأسبوع الماضي أن صادراتها إلى أوروبا ستنخفض إلى 192 مليار متر مكعب العام الحالى أى أقل بنسبة 4.5% عن الأحجام القياسية التى سجلتها فى عام 2018، ومن المتوقع أيضًا أن ينخفض متوسط سعر الغاز بنسبة 13%، مقارنة بما كانت عليه العام الماضى.
ومع ذلك، من غير المرجح أن تقوم شركة “جازبروم” بإيقاف تشغيل الصنابير فقط بسبب انخفاض الأسعار رغم تراجع سعر الغاز الرئيسى الهولندي بأكثر من 50% العام الحالى، وقال ميخائيل مالجين، نائب رئيس قسم الصادرات لدى “جازبروم” لـ”بلومبرج” الأسبوع الماضى” عندما تتاح لنا الفرصة فسوف نجنى مبيعات إضافية.. حصة السوق فى حد ذاتها ليست هدفنا وإنما نتائج أعمالنا”.
وأوضح أحمد حمودان، تاجر الغاز فى شركة الطاقة الهولندية “إنكو”، إن الأسعار يجب أن تنخفض أكثر بكثير بالنسبة للمنتجين لإجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج.
وأضاف حمودان، “الموردون الكبار ليسوا مدفوعين بالسعر، ولكن بالإيرادات، فحتى لو انهارت الأسعار فقد لا تتعرض الشركات لضغوط لتقليل التدفقات”.