«قسيس»: انخفاض القوى الشرائية دفع المكتبات لتقليص المعروض
«خضر»: الورق يخسر 2000 جنيه فى الطن منذ بداية العام الحالى
«حمدى»: ارتفاع أسعار «الجديدة» ينعش الطلب على الكتب القديمة
شهدت أسعار الكتب الدراسية الخارجية، للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ارتفاعاً ملحوظاً بالأسعار، قبل بداية العام الدراسي الجديد، وتراوحت الزيادات بين 5 و20%، مقارنة بأسعار الكتب نفسها خلال العام الماضى، بالرغم من تراجع اسعار الورق خلال الفترة الأخيرة.
وقال محمد الصفتى، أحد الوكلاء الموزعين للكتب الدراسية الخارجية، وعضو بشعبة الأدوات المكتبية، بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الكتب الدراسية الخارجية، ارتفعت على مستوى كل المراحل التعليمية بداية من الابتدائى وصولاً إلى المرحلة الثانوية.
وأضاف الصفتى، إن الزيادة جاءت نتيجة ارتفاع اسعار الورق فى السوق، وزيادة تكلفة التصنيع المحلى الفترة الأخيرة، بجانب ارتفاع أجور العمالة، وارتفاع تكلفة الأحبار وغيرها من مستلزمات التصنيع.
برر الصفتى، ارتفاع أسعار الكتب الخارجية بشراء معظم دور النشر والتوزيع احتياجاتها من الورق قبل تراجع الأسعار العالمية، للاستعداد للموسم الدراسي من شهر فبراير الماضى، لافتاً إلى أن الزيادة تتراوح بين 10 و%20 فى كل الكتب مقارنة بالعام الماضى.
وتابع أن عدد المكتبات المتعاملين لديه نحو 150 مكتبة، بعدة مناطق مختلفة، ويبدأ حجم حصصهم من الكتب الدراسية الخارجية من 300 إلى 200 نسخة من كل صنف بكل مرحلة.
وقال رامى قسيس، صاحب إحدى المكتبات لبيع الكتب الخارجية، بمنطقة الفجالة، إنه مع زيادة الأسعار خلال الموسم الحالى، تم تقليص عدد النسخ التى يتم بيعها داخل المكتبة من 100 نسخة إلى 80 نسخة بكل صنف من كل مرحلة، بسبب ضعف القوى الشرائية لدى المواطنين.
وأوضح أن الكتب الدراسية الخارجية، تنفذ من الاسواق بشكل مبكر بسبب تقليص الناشرين عدد الكتب التى يتم طبعها، نتيجة إلى زياده عدد الأعداد المرتجعة، خلال السنوات السابقة.
وأشار عبدالرحمن صدقى، أحد بائعى الكتب الخارجية، إلى أن الطلب على الكتب الخارجية لم يبدأ بعد، متوقعا عودة الاقبال مع بداية العام الدراسى، بسبب اعتماد الطلاب عليها بالدروس الخصوصية.
وسجل كتاب سلاح التلميذ للغة العربية للصف الرابع الابتدائى 36 جنيهاً مقابل 30 جنيهاً العام الماضى، بزيادة بنسبة %20، بينما الصف الخامس الابتدائى يباع بسعر 38 جنيهاً، مقابل 30 جنيهاً، بينما سجل كتاب المعاصر للغة الإنجليزية للصف الثانى الإعدادى 39 جنيهاً، مقابل 33 جنيهاً بزيادة %18، وللصف الثالث الإعدادى بنفس المادة سجل 40 جنيهاً مقابل 34 جنيهاً، بزيادة %17.
وارتفع كتاب الامتحان للغة العربية للصف الأول الثانوى بنحو 10 جنيهات، ليصل إلى 60 جنيهاً خلال العام الحالى، بينما الصف الثالث الثانوى يسجل 57 جنيهاً بزيادة %5 عن العام الماضى.
وتبدأ قائمة الأسعار من 20 وحتى 80 جنيهاً لبعض كتب المرحلة الابتدائية، وتراوح سعر كتاب المرحله الإعدادية ما بين 45 و85 جنيهاً، بينما كتاب المرحلة الثانوية ما بين 60 و90 جنيهاً باللغة العربية، وجاءت أسعار كتب مرحلة الثانوية العامة فى مواد الكيمياء والجيولوجيا والفيزياء والأحياء باللغه الإنجليزية ما بين 125 و175جنيهاً.
من جانبه، قال عمرو خضر، رئيس الشعبة العامة للورق، بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن سعر الورق شهد تراجعاً بنسبة تصل إلى %25، نتيجة زيادة المعروض وتراجع الطلب.
وأوضح أن طن الورق محليا شهد تراجعاً تدريجياً منذ بداية العام، حيث انخفض 1000 جنيه فى الطن بشهر يونيو، بعدما تراجع 1000 جنيه منذ بداية العام، ليصل التراجع فى سعر الطن منذ بداية العام وحتى الآن 2000 جنيه.
وأشار خضر إلى أن طن الورق المحلى إنتاج شركة قنا سجل 15.8 ألف جنيه، مقابل 17.8 ألف مطلع العام، فيما يصل سعر الورق إنتاج شركة إدفو إلى 15.6 ألف جنيه، مقابل 17.6 ألف جنيه للطن بينما يترواح سعر طن الورق المستورد بين 14.5و15.5 الف جنيه للطن مقابل 20 ألف العام الماضى.
ويبلغ حجم استهلاك مصر من الورق نحو 500 ألف طن، تنتج امصانع المحلية كمية تتراوح بين 220 و230 ألف طن إنتاج محلى تمثل نحو %45 من حجم الاستهلاك، فيما يتم استيراد النسبة المتبقية من الخارج.
ورصدت “البورصة” خلال جولتها بسور الأزبكية، بمنطقة العتبة، ارتفاع نسبة الإقبال على الكتب الدراسية الخارجية “المستعملة”، بسبب ارتفاع أسعار الكتب الجديدة خلال الموسم الحالى، ما دفع فئة كبيرة للإقبال عليها هرباً من غلاء الأسعار.
وقال يحيى عواد صاحب أحد المكتبات بسور الأزبكية، لبيع الكتب القديمة، أن الكتب الدراسية الخارجية المستعملة شهدت ارتفاعاً بنسبة الإقبال بداية من الأسبوع الماضى بنسبة تتراوح ما بين 20 و%40، راجع ذلك إلى ارتفاع الكتب الخارجية الجديدة بقيمة تتراوح ما بين 6 و15 جنيهاً بسعر الكتاب الواحد.
وأضاف أن المكتبات بها كتب خارجية «مستعمل، وجديد، ومرتجعة»، لافتاً إلى أن الكتب الخارجية المستعملة يتم بيعها بربع الثمن المدون على الكتاب، بينما الكتب المرتجعة يتم بيعها بنصف ثمنها، أما النسخ الجديدة من العام الحالى يتم بيعها بالسعر الجديد المسعر على الكتاب.
وأشار عواد إلى أن “الكتب المستعملة” يشترونها بالكيلو من تجار بيع الجملة بمنطقة إمبابة، وبالفترة الأخيرة ورفع التجار الأسعار بنسبة %10، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النقل خلال شهر يوليو الماضى.
وقال ناصر طة أحد البائعين بنفس المنطقة، إن الكتب الخارجية “المرتجعة” هى بواقى مكتبات الفجالة من العام الدراسى الماضى، وتباع بنصف الثمن المسعر على الكتاب، حيث انها كتب جديدة لم يتم استعمالها، ودائماً ما تتلقى نسبة كبير من الإقبال.
وأشار طه إلى أن أرتفاع أسعار الكتب الخارجية بالمكتبات، خلال العام الجارى، ضاعف نسبة الإقبال على مكتبات المنطقة، مقارنة بالأعوام الماضية.
وأضاف أن الكتب الخارجية أصبحت منذ أعوام طويلة أساسية بالنسبة لطلبة المدارس بجميع المراحل والمدرسون يعتمدون عليها لشرح المناهج بعيداً عن كتب وزارة التربية والتعليم.
وقال عماد حمدى صاحب احد المكتبات لبيع الكتب القديمة، إن الكتب الخارجية “المستعملة” الخاصة بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية والثانوية، تباع بنصف الثمن أو أقل تبعاً لحالة الكتاب، ويصل متوسط أسعارها بين 10 و15 جنيهاً، باستثناء بعض الكتب التى يتخطى سعرها الـ40 جنيهاً، فإنه من الممكن أن يصل سعر القديم منها إلى 20 جنيهاً.
وأضاف أن الكتب الدراسية الخارجية الخاصه بالعام الحالى 2020 -2021 يتم شراؤها بتخفيض يتراوح ما بين 10 و%15، ويتم بيعها للمواطنين بنفس القيمة المسعرة على الكتاب، وأشار عدد من الزائرين إلى أنهم يلجأون إلى شراء الكتب الخارجية المستعملة من سور الأزبكية، نظراً لارتفاع أسعار الجديد منها بالمكتبات بصورة كبيرة.