يشهد القطاع الصحى المصرى طفرة ملحوظة فيما يتعلق بالوصول لأماكن الحصول على الخدمات الطبية، وسرعة الوصول للأطباء والأدوية الناقصة والتمريض المنزلى، مع انتشار عدد كبير من التطبيقات والمنصات الإلكترونية.
وتغطى التطبيقات الإلكترونية ثلاث خدمات رئيسية، بدأت بالحجوزات الطبية فى العيادات والمستشفيات، وتقديم خدمات الاستشارات الصحية، ثم تطورت لتشمل تسهيل الحصول على الأدوية غير المتوفرة، وتقديم خدمات توصيلها للمنازل، قبل أن تتوسع لتتضمن خدمات التمريض والرعاية.
وتعد «فيزيتا» المنصة الإلكترونية الأبرز فى تقديم خدمات الرعاية الصحية الإلكترونية لحجز الأطباء وبرنامج تنظيم إدارة العيادات فى السوق المصرى.
وتتيح «فيزيتا» أفضل أماكن تقدم خدمات للمرضى، وتساعدهم على البحث والمقارنة والحجز مع أفضل الأطباء فى الحال، كما تمكّن أيضاً للأطباء أن يوفروا تجربة رعاية صحية سهلة وبدون عقبات بفضل برنامج تنظيم إدارة العيادات من فيزيتا.
وتضم منصة «فيزيتا» أطباء بتخصصات الجلدية والأسنان والعظام والنساء وتوليد الأنف واذن وحنجرة والقلب والأوعية الدموية والعيون والمسالك البولية، إضافة الى جراحات التجميل والأورام والتخسيس والتغذية والجراحات العامة والمخ والأعصاب والقلب والصدر والجهاز الهضمى والمناظير والحقن مجهرى وأطفال أنابيب والكلى وجراحة العمود الفقرى وأمراض الدم.
وشهد السوق بالتزامن مع «فيزيتا» ظهور بعض المنصات الإلكترونية مثل «الطبى» المتخصص فى تقديم الاستشارات الطبية عبر الإنترنت، و«علاجى» الذى يعد أول منصة إلكترونية تهدف لخدمة مجال الرعاية الصحية المتكاملة فى مصر.
وتوفر خدمات «الطبى» الزيارات غير الضرورية للأطباء، عبر تقديم استشارات من أطباء متعاونين مع التطبيق باشتراكات شهرية، فيما يعمل تطبيق «علاجى» على إيجاد أفضل وأنسب مقدمى الخدمات الصحية مباشرة بسهولة ويسر.
ولم يقتصر عمل المنصات الإلكترونية على تسهيل الحجوزات الطبية والمساعدة على اختيار أفضل الأطباء للتخصصات العلاجية المختلفة، بل امتد ليشمل خدمات توفير الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن عبر تطبيقات عديدة من بينها «حكيمة» و«هوسبيتاليا».
ويتخصص «حكيمة» فى إيصال خدمة التمريض للمنازل بالطلب لحل المشكلة الأبرز التى تعانى منها فئات عدة؛ نظراً إلى عدم توفر تمريض جيد فى عدد من المناطق على مستوى الدولة.
ويقدم «هوسبيتاليا» خدمات صحية منزلية عالية الجودة وموثوقة يمكن الوصول إليها بسهولة على مدار اليوم، كما يتيح التحدث مباشرة إلى طبيب متخصص فى طب الأسرة للحصول على عناية فورية من أفضل ممارسى الرعاية الصحية.
ومع انتشار تقديم الخدمات الصحية الإلكترونية، ظهر العديد من التطبيقات المكملة والتى تخصصت فى حل أزمة الحصول على الأدوية وتوصيلها للمنازل.
وشهدت الفترة الماضية ظهور العديد من التطبيقات مثل «يداوى» و«بالشفا دوت كوم» و«درج إى – عين الدواء» والتى تستهدف توصيل الدواء فى أسرع وقت من أقرب صيدلية الى المنازل.
ويتيح تطبيق «يداوى» طلب الأدوية فى دقيقة واحدة مع خاصية تحميل صورة الروشتة أو علبة الدواء، كما يقدم التطبيق إمكانية الحصول على الدواء عبر شركة التأمين الصحى التابع لها، إذ يقوم باختصار جميع خطوات الحصول على موافقة الدواء من شركة التأمين فى خطوة واحدة، من خلال تحميل صورة كارنيه التأمين مع صورة الروشتة ليقوم التطبيق بتوصيل الدواء من أقرب صيدلية.
ويوفر «يداوى» فرص استثمار غير مكلفة، إذ يمكّن الصيدلى من افتتاح فرع إلكترونى جديد، وإضافة عملاء جدد، وتحقيق مبيعات أكثر مع هامش ربح أعلى دون الحاجة إلى افتتاح فروع جديدة.
ويعد تطبيق عين الدواء «drug eye index» الأول من نوعه فى مجال البحث عن الأدوية؛ حيث يقدم مكتبة كبيرة للغاية تمثل دليلاً للدواء مع عرض مثائله وبدائله، ويمكن الرجوع إليه عند الحاجة.
ويوفر تطبيق «عين الدواء» الذهاب للصيدليات أو لشركات الأدوية للاستفسار عن أسعار الأدوية أو بدائلها ومثائلها أو أى معلومات أخرى عنها. وبالتزامن مع انتشار التطبيقات الدوائية، ظهر تطبيق «بالشفا دوت كوم» الذى يتيح خدمات توصيل الدواء إلى باب المنزل، من خلال التسجيل فى التطبيق وإرسال طلب يحوى صورة الروشتة أو اختيار الأصناف من قاعدة بيانات الأدوية المتاحة فى السوق المصرى.
وبموجب التطبيق يتم إرسال الطلب تلقائياً لكل الصيدليات فى محيط 500 متر حول منزل طالب الدواء وتوصيله فى أسرع وقت ممكن.
ويقدم «بالشفا دوت كوم» خدمة مجانية تقوم بتسهيل التواصل بين الصيدلية والمريض وذلك يوفر على المرضى عناء البحث من صيدلية للأخرى عن الدواء.
وتواصلت «البورصة» مع عدد من أصحاب التطبيقات والمنصات الإلكترونية للتعرف على فرص النمو فى السوق المحلى والخطط التوسعية للشركات والتعاون مع القطاع الحاص والحكومة لتعزيز مساعى التحول الرقمى فى المنظومة الصحية وتسهيل الوصول للخدمات.
وقال أحمد أبوالحظ، الرئيس التنفيذى، مؤسس منصة «شيزلونج» للطب النفسى، إنَّ حجم استثمارات شيزلونج بلغ نصف مليون دولار، وإن المنصة تتفاوض مع بعض المستثمرين لجذب استثمارات جديدة.
وتختص منصة «شيزلونج» فى توفير جلسات العلاج النفسى «أون لاين» سواء عبر منصتها أو التطبيق الخاص بها على الموبايل.
وأضاف «أبوالحظ»، أن «شيزلونج» تعمل فى 70 دولة مختلفة، ويضم نحو 140 طبيباً واستشارياً نفسياً، وأنه خدم 55 ألف عميل حتى الآن، ويستهدف زيادتهم إلى 100 ألف عميل العام المقبل، بالتزامن مع زيادة عدد الأطباء إلى 300.
وأشار الرئيس التنفيذى ومؤسس المنصة إلى أن «شيزلونج» لديها خطة توسعية طموحة، وأنها تخطط للتوسع فى جنوب أفريقيا بداية العام المقبل.
وذكر «أبوالحظ»، أن التطبيقات الطبية تسهم بشكل كبير فى تطوير وتحسين المنظومة الطبية، من خلال المساهمة فى الحد من قوائم الانتظار بالمستشفيات وتقليل الوقت والجهد ومصاريف السفر للمريض.
وتابع: «ساهمت التطبيقات الصحية فى خلق فرص كبيرة للمنافسة بين الأطباء لتقديم أسعار وخدمات جيدة للمرضى».
«أبوالحظ»: 30% نمواً شهرياً وخطة لتقديم خدمات التطبيق فى جنوب أفريقيا
وقال إن المنافسة بين التطبيقات الطبية بمختلف خدماتها يمكن وصفها بالقوية جداً وتساعد على خلق الإبداع وتقديم خدمات جديدة للعميل.
وأشار إلى رغبة التطبيقات الإلكترونية فى التعاون مع المستشفيات الحكومية ووزارة الصحة، وقال إن هذا الأمر لم يتم الفترات الماضية؛ بسبب عدم انتشار ثقافة التعامل مع التطبيقات الطبية بين موظفى الحكومة.
ونوه باستعداده لإطلاق مبادرة كبيرة بداية عام 2020 للتوعية بأهمية الطب النفسى، واكتشاف مرض الاكتئاب وكيفية التعامل معه.
وقال «أبوالحظ»، إنه أطلق تطبيق «شيزولونج» عبر أنظمة الأندرويد وأجهزة الآيفون منذ 6 أشهر تقريباً، وإنه ساهم فى تحقيق الشركة نمواً شهرياً يصل إلى %15 تقريباً.
وذكر أن أصعب ما يواجه التطبيقات الحديثة هو الحصول على التمويل اللازم للتوسع فى خدماته، إضافة إلى اجتذاب عمالة مؤهلة للعمل مع شيزولونج.
وقال محمد مأمون، استشارى طب الأسرة وكبار السن ومؤسس منصة «هوسبيتاليا»، إن المنصة متخصصة فى تقديم خدمات الرعاية الصحية لكبار السن عند الطلب، والتى توفر إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الطبية المتكاملة والمقدمة من قبل ممارسى الرعاية الصحية المعتمدين من أطباء متخصصين، بالإضافة إلى توفير خدمات التمريض بالمنزل وأخصائى العلاج الطبيعى.
وأضاف أن «هوسبيتاليا» يوفر خدمات إجراء الأشاعات والتحاليل والسونار للمرضى بالمنزل، وأنها حققت نحو 800 زيارة لـ300 عميل، كما حققت دخلاً بلغ 17 ألف دولار تقريباً خلال 4 أشهر من انطلاقها.
أوضح أن «هوسبيتاليا» بدأ باستثمارات ذاتية بلغت مليون جنيه، وأنه يستهدف جذب استثمارات بنهاية العام الحالى ليتسنى له التوسع والانتشار، مؤكداً أنه يستهدف بيع من 10 إلى %20 تقريباً من قيمة الشركة.
أضاف أن «هوسبيتاليا» تعمل بمناطق القاهرة وتستهدف التوسع بالجيزة، خلال العام الحالى، وتوقع تغطية الإسكندرية والدلتا خلال العامين القادمين.
وأوضح «مأمون»، أن المنافسة فى القطاع الطبى قوية؛ حيث ظهرت العشرات من التطبيقات والمواقع التى تخدم القطاع الطبى، وتسهم فى تطويره وتنظيمه والقضاء على قوائم الانتظار للمرضى.
وقال الدكتور عمر أبوالنصر، الرئيس التنفيذى شركة «بالطو»، إنَّ الموقع الإلكترونى للشركة يضم 230 طبيباً من تخصصات مختلفة، وتعمل الشركة على إطلاق التطبيق الإلكترونى الخاص بها عبر الهواتف التى تعمل بأنظمة «اندوريد» و«IOS»، قبل نهاية العام الحالى.
وأضاف أن تسعير الخدمات سيكون وفقاً لرغبة الطبيب؛ حيث تعمل منصة بالطو عبر رغبة الأطباء فى إنشاء صفحات لهم والترويج لها عبر قيمة معينة يحددها كل طبيب ويضع فى الصفحة ما يريده سواء من أماكن العيادات وخبراته العملية المختلفة، موضحاً أن المنصة لن تقوم بتحصيل أى عمولات من المرضى.
وأشار إلى أن المنافسة فى القطاع، حالياً، صعبة مع سيطرة طرف واحد (فيزيتا) على نحو %70 من الحجوزات الإلكترونية، مؤكداً رغبة «بالطو» فى التعاون مع وزارة الصحة، وبالتحديد فيما يخص مشروع التأمين الصحى الشامل، لكن مازال غير واضح كيفية إتمام هذا التعاون، ويجرى دراسته.