أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى قراراً بقصر قبول شهادات اللحوم المستوردة من أمريكا اللاتينية (الحلال) على مركز واحد فقط؛ هو الشركة المصرية الإسلامية (Is EG)، الأمر الذى أحدث حالة من الغضب لدى المجازر البرازيلية، يهدد حركة التجارة بين البلدين.
يأتى قرار وزير الزراعة بعد أقل من 5 أشهر على إصدار قرار مشابه بتولى نفس الشركة مسئولية إصدار شهادات «الحلال» فى أمريكا الشمالية، على أن يدخل حيز التنفيذ مطلع الشهر المقبل.
وكشفت مصادر قريبة الصلة بالملف، أن وزير الزراعة البرازيلى يزور القاهرة فى الوقت الحالى على رأس وفد من رجال الأعمال وممثلى اتحاد المؤسسات الإسلامية للاستفسار عن أسباب القرار، والتفاوض للعدول عنه؛ حتى لا تتأثر حركة التبادل التجارى بين البلدين.
وأكدت المصادر، أن التمثيل التجارى المصرى فى أمريكا اللاتينية تلقى العديد من الاستفسارات من المجازر والمسئولين فى البرازيل، لمعرفة أسباب إصدار هذا القرار بصورة منفردة، ودون أسباب.
وحصلت «البورصة» على صور من الخطابات الرسمية بين وزارة الزراعة المصرية ورابطة مستوردى ومُصنعى وموزعى المواد الغذائية المُجمدة، والغرفة التجارية بالإسكندرية، بالإضافة إلى الخطاب الموجه من التمثيل التجارى فى أمريكا اللاتينية إلى وزارة الزراعة المصرية بشأن القرار.
وأكدت إدارة الحجر البيطرى وقطاع الشئون الخارجية بوزارة الزراعة صحة القرار، وأن جميع المراكز المصدرة للشهادة مستمرة فى العمل حتى نهاية شهر سبتمبر الجارى.
أوضحت مصادر فى الوزارة لـ«البورصة»، أن القرار جاء اعتباراً للمعايير الفنية التى ستلبيها شركة (Is EG Halal Latin America SRL)، عن غيرها من المراكز الأخرى.
وسألت «البورصة» عن أى أخطاء ارتكبتها المراكز الأخرى، أو مُلاحظة أى شُبهات على أدائها فى إصدار شهادة «الحلال» خلال الفترة الماضية، وكانت الاجابة بأنه حق من حقوق الوزارة، ولا يشترط أن تكون المراكز الأخرى مخالفة.
وأكد مستوردون للحوم البرازيلية، أن القرار سيؤدى إلى ارتفاع الأسعار، خاصة أن الشركة نفسها رفعت رسوم إصدار الشهادة فى أمريكا الشمالية من 20 دولاراً للطن إلى 220 دولاراً، والأمر سيتكرر حال تطبيقها فى أمريكا اللاتينية.
وأرسلت الإدارة المركزية للحجر البيطرى، خطاباً إلى قطاع الهيئات وشئون مكتب الوزير، وإلى الغرفة التجارية المصرية فى الإسكندرية، وإلى مكتب التمثيل التجارى فى (ساو باولو) البرازيلية؛ لتوضيح القرار، ورد التمثيل التجارى المصرى فى أمريكا اللاتينية على خطاب الزراعة، بأن القرار قد يتسبب فى أضرار كبيرة على التجارة بين مصر والبرازيل، بخلاف أنه سيتسبب فى زيادة تكاليف شهادات الحلال، وطالب بتفسير أسباب القرار.
وارتفعت أسعار المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة بعد تطبيق القرار بين 13 و17 جنيهاً فى الكيلو حسب النوع.
وفقاً لتقرير «الزراعة الأمريكية»، كانت مصر مُستهلكاً رائداً للحوم الأمريكية خاصة «الكبدة»، قبل أن تنخفض وارداتها منها إلى 54 ألف طن خلال 2018.