حنفى: 90 ألف طن واردات سنويا.. والقطاع الغذائي يستحوذ على 80% من الاستخدامات
رغم استيراد مصر كافة احتياجاتها من خامات الاستانلس، إلا أن الصناعة فى تطور مستمر بسبب بعض المميزات التى يكتسبها هذا المنتج مثل مقاومته للصدأ، وطول عمره الافتراضى، وشكله الجمالى.
وساهمت تلك المميزات، فى زيادة الطلب على الاستانلس من جانب المستهلكين الأفراد، والفنادق والمصانع والمستشفيات، خلال السنوات العشر الماضية.
ووصف العاملون فى النشاط، صناعة الاستانلس فى مصر، بالضعيفة؛ مقارنة بالدول الأخرى منها البحرين والتى تعد من أبرز الدول الموردة للمادة الخام فى منطقة الشرق الأوسط.. لذا طالب الصناع بتبنى استراتيجة تستهدف انشاء مصنعين أو أكثر لإنتاج المادة الخام.
قال محمد حنفى، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إنه لاتوجد فى مصر مصانع متخصصة فى إنتاج خامات الاستانلس، إذ تحتاج لتكلفة استثمارية ضخمة وتكنولوجيا متطورة، وهذا غير موجود فى مصر.
وأضاف لـ «البورصة» أن قطاع المواد الغذائية أكثر استخدامًا لمنتجات الاستانلس، إذ تمثل المنتجات والمعدات بالقطاع أكثر من %80 من إجمالى الإنتاج، والباقى لصالح منتجات مصنعة من الصاج والحديد.
وأشار إلى أن مصر دولة غير مصنعة لخام الاستانلس وتستورد %100 من احتياجاتها، وتعيد تصنيعها وتصديرها مرة أخرى.
قال حنفى، إن أكبر الدول المصدرة لمصر هى الصين والهند، إذ تقدر واردات مصر من الاستانلس بحوالى 90 ألف طن سنويًا، بقيمة تصل إلى 200 مليون دولار، ويتم استيراده فى اشكال متعددة على هيئة شرائح، وأعمدة، حسب نوع الصناعة التى يستخدم فيها.
وقال محمد سعيد، المدير التنفيذى لشركة الاتحاد الهندسى للاستانلس وتشكيل المعادن، إن زيادة الطلب على منتجات الاستانلس خصوصا خطوط انتاج المصانع، وخزانات المياه، و«التنكات» دفع الشركة إلى وضع خطة تطويرية لإنشاء مصنع جديد بالمنطقة الصناعية فى مدينة برج العرب.
وأضاف سعيد لـ«البورصة»، أن الشركة ستتقدم بطلب إلى هيئة التنمية الصناعية خلال الأشهر المقبلة لتخصيص نحو 1000 متر مربع للبدء فى أعمال الإنشاءات. وبحسب الخطة فإن الشركة ستبدأ التنفيذ خلال العام المقبل حال تسلم الأرض نهاية العام الحالى.
وأشار إلى أن الشركة تحولت من مكتب لتوريد منتجات الاستانلس تامة الصنع للتجار، إلى مصنع عام 2010، بدعم من زيادة الطلب عليه من جانب المصانع التى تستبدل خطوط انتاجها الحديدية بالاستانلس لطول عمرها الافتراضى ومقاومتها للصدأ.. الأمر الذى يخفض التكلفة الاقتصادية على المدى البعيد.
أوضح سعيد، أن الاستثمارات المبدئية للخطة التطويرية ستصل إلى 3 ملايين جنيه، ومن المتوقع أن تتضاعف حال زيادة الطلب على منتجات الشركة.
وتمتلك شركة الاتحاد الهندسى للاستانلس وتشكيل المعادن، ورشة على مساحة 250 مترا مربعا فى منطقة برج العرب، وتتخصص فى انتاج خطوط انتاج المصانع بجميع أنواعها بالاضافة إلى الأحواض وخزانات المياه.
أضاف سعيد، أن صناعة الاستانلس فى مصر لاتواجه مشكلات فى الفترة الحالية، نظرًا لاستيراد المادة الخام، موضحًا أن استيرادها يتم فى شكل عيدان، وألواح.
وقال شريف عبدالمنعم، عضو شعبة الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية، إن أغلب المصانع العاملة فى صناعة الاستانلس فى مصر، تستورد المادة الخام ذات الجودة المرتفعة من عدد من الدول منها إسبانيا وروسيا وهولندا.
وأضاف أن صناعة المادة الخام مكلفة، وتحتاج لتكنولوجيا متقدمة وهى غير موجودة فى مصر، فضلا عن احتياجها إلى مدينة صناعية متكاملة لكل الصناعات التى تتبعها مثل الأدوات المنزلية والطبية.
وأشار إلى ان خامات الاستانلس تختلف بحسب الاستخدام، إذ توجد خامة (18/10) وهى آمنة صحيًا للاستهلاك الغذائى، وخامة(316) و(304) وتستخدم فى صناعة المستلزمات الطبية وهو النوع الأمثل للاستخدام فى هذا الغرض.
حنفى: 90 ألف طن واردات سنويا.. والقطاع الغذائي يستحوذ على 80% من الاستخدامات
وتابع عبدالمنعم: صناعة خام الاستانلس أقوى وأضخم من صناعة الحديد، كما أن كل قطاع صناعى له مواصفة خاصة، مثل مواصفة الاستانلس الخاصة بالأدوات الصحية، والصناعات الغذائية، والقطاع الطبى، وهناك نوع عام متعدد الاستخدامات ولكن يقتصر على المقابض والاكسسوارات والأثاث.
أكد عبدالمنعم، أن صناعة الاستانلس تحتاج إلى عدد من المستثمرين يؤمنون بأهمية الصناعة، لأنها تحتاج إلى تكلفة استثمارية كبيرة تتراوح بين 200 و300 مليون جنيه، وهى لن تحقق أرباحا من يومها الأول، خصوصًا أن تسويقها يحتاج إلى عدة أسواق وليس سوق واحد.
واستشهد عبدالمنعم بشركة مصر للألومينيوم، والتى تنتج خام الألومنيوم وتعد من أبرز 4 شركات مصنعة له على مستوى الدول العربية.
وأشار إلى أن أبرز المشكلات التى تواجه مصنعى منتجات الاستانلس فى الفترة الحالية، هى إغراق السوق بالمنتجات التركية، خصوصا أنها أرخص بنسبة %20 من المنتجات المحلية الأمر الذى يضعف منافسة الشركات المحلية.
وقال هانى السيد، رئيس مجلس ادارة الشركة الوطنية لصناعة الاستانلس، إن الصناعة لا تقتصر فقط على الأوانى المنزلية، أو معدات الفنادق بل هناك توجهات من قبل الدولة لإدخالها فى بعض الإنشاءات منها الكبارى نظرًا لمقاومة الاستانلس للرطوبة والعوامل الجوية.
وأضاف أن التكلفة الاقتصادية للاستانلس ستيل، قد تصل إلى 4 أضعاف أسعار الحديد العادى، وذلك يرجع إلى نسبة النيكل فى السبيكة وهو المادة الأغلى فى هذا المنتج.
وأشار إلى أن أنواع الاستانلس كثيرة ومتعددة، منها الديوبلكس والأستونيتك ولين ديوبليكس، لافتا إلى أن النوع الأخير هو الأرخص نظرًا لإنخفاض نسبة النيكل المستخدمة فيه، وغالبًا ما يعتمد عليه أغلب صناع الأدوات المنزلية والطبية.
قال السيد، إن الشركة متخصصة فى تصنيع «درابزينات» السلالم وبعض المنتجات الفندقية.
وأشار إلى أن الشركة تمتلك مصنعًا على مساحة 1000 متر مربع بالتجمع الخامس، وتسعى إلى إضافة توسعات جديدة بنهاية العام الحالى لتلبية الطلب فى السوق المحلى.
وأشار إلى أن استخدامات الاستانلس تتزايد فى الفترة الحالية، خصوصا فى أعمال الانشاءات السكنية .. فعدد كبير من شركات المقاولات تعتمد عليها فى الواجهات لكونها من أشد المنتجات العازلة للحرارة.
وأوضح أن الاستانلس يتميز عن الحديد فى كونه شديد الصلابة ومتين، ويواجه العوامل المختلفة من برودة، وارتفاع الحرارة، ومتماسك وقابل للشد، ويتميز بالمرونة والقدرة على تشكيله بسهولة، فضلا عن امكانية إعادة تدويره بنسبة %100 من خلال معالجة بسيطة، على العكس من الحديد.
وطالب السيد، وزارة التجارة والصناعة بتبنى استراتيجية تستهدف إنشاء مصنعين لإنتاج خام الاستانلس فى مصر،مقارنة بدولة البحرين التى تمتلك مصنعًا يعد من أكبر المصانع المنتجه لخام الاستانلس فى الشرق الأوسط.
وقال محمد سليم، رئيس مجلس إدارة شركة «المتحدة للتوريدات»، المتخصصة فى صناعة معدات الفنادق والمطاعم، إنه يتم الاعتماد فى توفير مادة الاستانلس ستيل على موردين فى السوق المحلى، لصعوبة تواصل الشركة مع المصدر الرئيسى فى الدول المصنعة له منها أسبانيا وبريطانيا والصين.
وأضاف سليم، أن مادة الاستانلس ستيل تُشكل نحو %95 من إجمالى المنتج النهائى، وأحيانًا لا يستخدم غيره، مؤكدًا أنه يعتمد على المواصفات المناسبة للمنتجات الغذائية، أما المنتجات الموجهة للمستشفيات أو التى يطلب العميل أن تكون خامتها «طبية»، يتم توفيرها بناء على ذلك.
أوضح أن منتجاته تتوجه بالكامل للسوق المحلى، فى حين تدرس الشركة مقترحات غرفة الصناعات الهندسية التى تطرح عليهم إمكانية التصدير إلى نيجيريا وغانا.
أكد أنه حال توفير الخامات محليًا سيتم تخفيض سعر المنتج بنسبة كبيرة، مما سيساهم فى زيادة التنافسية عالميًا ومحليًا أيضًا، نظرًا لتوفير فارق السعر.
وأشار فتحى حماد رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للتجارة والصناعة (المتخصصة فى صناعة معدات الفنادق والقرى السياحية)، إلى انه يضطر لاستيراد نحو %60 من مستلزمات التصنيع متمثلة فى مادة الاستانلس ستيل، الأساسية للتصنيع خصوصًا انها لا تنتج فى مصر نهائيًا.