قدمت شركة «سيمنس» دراسة متكاملة لوزارة الصناعة لتحسين القدرات التنافسية للقطاع الصناعى المصرى من خلال تزويد مصر بالحلول والتقنيات المتطورة فى مجال التحول الرقمى للصناعات وحلول التشغيل الآلى والتعاون فى مجال تدريب ورفع قدرات وبناء الكفاءات والكوادر المصرية.
قال وائل عمر نائب الرئيس التنفيذى الأول للصناعات الرقمية فى «سيمنس مصر» إن خبراء ألمان أجروا دراسة لأربع مناطق صناعية فى مصر، و12 مصنعا وتم تقسيمها إلى 3 أنظمة صغيرة ومتوسطة وكبيرة وتصنيفها على أساس حجم المبيعات والإنتاج والعمالة.
أضاف لـ«البورصة» أن الدراسة تضمنت المشكلات والتحديات القائمة فى المناطق الصناعية، ومقترحات تنمية مناطق مثل العاشر من رمضان و6 أكتوبر، وكذلك توصيات من شركة «سيمنس» للنهوض بالصناعة المصرية ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة.
أوضح عمر أن وزارة الصناعة على تواصل دائم مع الشركة، ومن المقرر عقد اجتماع خلال أيام، لتحديد الخطوات المقبلة، خاصة وأن «سيمنس» أرسلت معلومات وتقرير عن المناطق الصناعية فى آلمانيا.
أشار إلى أن الدراسة التى قدمتها «سيمنس» تستهدف تحقيق تطور ملموس فى مجالات المناطق الصناعية والتشغيل الآلى والتكنولوجيا الرقمية فى المصانع، والتعليم والتدريب إلى جانب توفير الطاقة وحلول السلامة وحماية البيئة، خاصة وأن قطاع الصناعة يمثل أولوية قصوى وجزء هام من استراتيجية التنمية الاقتصادية لرؤية «مصر 2030».
وقال إن الدراسة تتضمن تطوير مناهج التعليم لتدريب العمالة على أساليب الإنتاج الحديثة والاستعانة بمدربين معتمدين فى المجال الصناعى، وسيتبع ذلك إطلاق برنامج تدريب متخصص فى مجال التصنيع لإعداد العمال وسيتم دمج مناهج التعليم الخاصة بالتحول الرقمى والتصنيع ضمن نظام التعليم والتدريب المهنى القائم.
وكانت «سيمنس» قدمت منحة لدعم التعليم فى مصر بقيمة 120 مليون دولار، تضم مجموعة من أحدث البرمجيات الصناعية الرقمية «برامج إدارة دورة حياة المنتج» حيث تهدف المنحة إلى دعم التدريب والتعليم العالى والبحث العلمى بكليات الهندسة بجامعات القاهرة، وعين شمس، والإسكندرية، والتى تمثل أكبر ثلاث جامعات فى مصر.
واضاف عمر أن «سيمنس» تستهدف التعاقد على تقديم حلول ومنتجات متطورة فى العمليات التشغيلية الصناعية، والتشغيل الآلى بالسوق المصرى بقيمة 2 مليون يورو خلال العام المقبل.
أوضح نائب الرئيس التنفيذى الأول للصناعات الرقمية فى «سيمنس مصر» إن حجم العقود والتعاملات التى أبرمت مع مجموعة من الشركات فى العام الجارى تقترب من مليون يورو.
أشار إلى اتفاق «سيمنس» مع «أسمنت العامرية» و«لافارج» على توريد حلول تكنولوجيا رقمية لتحسين الكفاءة الإنتاجية، بجانب وضع وحدات لقياس الانبعاثات الحرارية والتلوث فى شركة «حديد عز» بعد إصدار وزارة البيئة تعديلات فى تشريعات المداخن وجار التفاوض مع «أسمنت بنى سويف» لوضع هذه الوحدات بمصنعها.
كما تعاقدت الشركة مع «حديد عز» لتطبيق حلول «سيمنس» الرقمية فى القطاع الصناعى على مستوى الأصول الإنتاجية المختلفة للشركة وتوفير نظام لتحليل القوى المحركة استناداً إلى تقنيِّات الحوسبة السحابية فى مصانع الشركة، حيث تضَّمن العقد توفير مجموعة من المحركات ذات الجهد المتوسط مزودة بنظام رقمى لتحليل القوى المحركة.
وقال عمر إن الشركة تتفاوض على توفير حلول التحكم والمراقبة التشغيلية لنفق «الشهيد أحمد حمدى»، وستعمل تطبيقات «سيمنس» الرقمية على ضمان أعلى مستويات الأمان والكفاءة للسيارات التى تعبر النفق حيث تُغطى هذه الحلول المناطق الرئيسية وغرف التحكم لتوفير إدارة شاملة لجميع المحطات والخطوط داخل النفق.
أضاف أن الشركة تتفاوض أيضاً لتقديم حلول لمرور الكابلات فى أنفاق البنية التحتية والتى تنفذ لأول مرة فى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
وتابع عمر «ليس غريباً أن تنظر مصر للتصنيع باعتباره أحد المكونات الرئيسية لنمو الاقتصاد المحلى فى إطار استراتيجيات التنوع الاقتصادى الهادفة لتحقيق النمو المستدام فى البلاد، وتبنى المُصنّعين المحليين لحلول التحول الرقمى أصبح أمراً حيوياً أكثر من أى وقت مضى».