20 عاماً مدة تنفيذ مشروع محطات إقليمية لتوليد 5 آلاف ميجاوات
قدمت دول أفريقيا الصغيرة النامية تطبيقاً عملياً لأهمية الاستقرار السياسى فى نجاح خطط الاعتماد على الطاقة المتجددة وانعكس ذلك فى تدفق الاستثمار القوى للقطاع بفضل توفير الحكومات فى بوتسوانا وناميبيا على سبيل المثال، بيئات قانونية وتنظيمية جيدة.
ويمتلك البلدان قدرة جذب كبيرة للمستثمرين للمشاركة فى برنامج تنافسى واسع النطاق حيث تفوقا على بلدان أخرى فى الجنوب الأفريقى خاصة فيما يتعلق بمؤشر مكافحة الفساد والذى يعد أكبر عائق للتنمية بالقارة السمراء والمفاجأة أن بوتسوانا لديها أقوى تصنيف ائتمانى فى القارة.
ويمكن لهذه المبادرة خلق نموذج يعالج قصور التعاون تاريخياً بين القطاعين العام والخاص حتى وقت قريب لتطوير هذه المشاريع، مما أهدر الكثير من إمكانات الطاقة الشمسية الهائلة فى المنطقة غير المستغلة إلى حد كبير.
وتستعد بوتسوانا وناميبيا لتغيير هذا الاتجاه بدعم من مجلس المستقبل العالمى للطاقة التابع للمنتدى الاقتصادى العالمى حيث تتطلع حكومتا البلدين إلى تطوير مشروع يمكن أن يضيف ما يصل إلى 5 آلاف ميجاوات من الطاقة الشمسية الجديدة خلال العقدين المقبلين.
ويسهم فى تحقيق الاستقرار دور قطاع الطاقة فى خلق فرص العمل من خلال مشاريع تطوير محطات توليد الطاقة الشمسية سواء وظائف مؤقتة أو دائمة لدعم عمليات البناء والتشغيل والصيانة.
وحللت دراسة لمؤسسة «باور أفريكا» مشروعات بوتسوانا وناميبيا وهى 12 مشروعاً حيث ظهر أن تطوير محطة طاقة بقدرة 275 ميجاوات ومصنع طاقة بقدرة 500 ميجاوات يمكن أن يخلق 27 ألف وظيفة مؤقتة و857 وظيفة دائمة.
ومن الأهمية بمكان بالنسبة لنجاح هذه المشاريع وجود إرادة سياسية قوية، ففى مثال البلدين يوجد مقترح قيد الدراسة لتطوير مشروع ضخم للطاقة الشمسية عبر مناقصة تنافسية تنطلق فى مجال الطاقة الشمسية بدءاً من 300-500 ميجاوات لتلبية الطلب المحلى، وتعتبر هذه مرحلة أولية لتطور السوق وتبنى القدرات المحلية لإدارة التقنيات المطلوبة.
وفى المرحلة التالية من هذا المقترح يمكن إضافة 500-1000 ميجاوات ليتم بيعها إقليمياً فى توقيت الانتهاء من البينة الأساسية للتوصيل البينى الإقليمى.
وفى النهاية، يمكن لهذا البرنامج الضخم للطاقة الشمسية أن يضيف ما بين 1000 إلى 3000 ميجاوات أو أكثر ليتم تداوله عبر مجمعات الطاقة الإقليمية فى أفريقيا.
ويواصل أعضاء مجلس المستقبل العالمى للطاقة فى المنتدى الاقتصادى العالمى اتصالاتهم مع مسئولين من بوتسوانا وناميبيا لدفع هذا الجهد الطموح.
وفى قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية فى يونيو الماضى التقى رئيس ناميبيا هاج جينجوب، ووزير الشئون الدولية فى بوتسوانا يونيتى داو، مع منسق الطاقة فى أفريقيا أندرو هيرسكويتز وممثلى البنك الدولى ومؤسسة التمويل الدولية لمناقشة الخطوات التالية، وتضمنت هذه الاجتماعات الالتزام الرفيع المستوى اللازم للبدء فى تصميم جهد بقيادة أفريقيا لتطوير الطاقة الشمسية الضخم فى المنطقة.