فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على العديد من الشركات الصينية وكبار مسؤوليها بزعم قيامها بشحن البترول الإيراني ما وضع عشرات من ناقلي الخام خارج حدود تجار الطاقة الغربيين.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن الصين برزت كواحدة من آخر المشترين المتبقين للخام الإيراني، فى وقت تحاول فيه واشنطن خفض مستوى صادرات طهران إلى الصفر من خلال زيادة العقوبات.
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، فرعين لناقلات الخام التابعة لشركة “كوسكو” إحدى المؤسسات الصينية الرائدة في مجال الشحن والخدمات اللوجستية.
وقال رئيس أبحاث واستشارات الناقلات في “بوتن أند كورينز”، إريك بروكهويزن، إن العقوبات المفروضة على فروع “كوسكو” وحدها يمكن أن تؤثر على 40 إلى 50 ناقلة يستخدمها تجار البترول الدوليون في الرحلات الطويلة.
وأضاف بروكهويزن:”ربما لا ترغب شركات البترول الغربية في التعامل مع هذه السفن”، مشيرًا إلى أن بعض الناس قد يجدون أنفسهم في صراع للعثور على سفن بديلة.
وأوضحت “فاينانشيال تايمز” في أغسطس الماضى أن الإدارة الأمريكية تتعقب حركة الناقلات المرتبطة بشركة “كونلون” التابعة لأكبر مؤسسة نفط صينية تديرها الدولة “تشاينا ناشونال بتروليوم كوربوريشن” وسط إشارات إلى أن السفن تساعد في نقل الخام الإيراني إلى بكين في تحد صريح للعقوبات الأمريكية ضد طهران.
وفي أغسطس الماضي، تم رصد ما لا يقل عن ثلاث صهاريج مرتبطة بشركة “كونلون” تتعامل مع السفن الإيرانية منذ شهر مايو من خلال صور الأقمار الصناعية.
وتعد “كوسكو” أكبر شركة شحن في العالم بحمولات ثقيلة الوزن، بعد الدمج مع منافستها “تشاينا شيبينج”، مع أكثر من 1000 سفينة تحت سيطرتها وهدفها العام يتمثل فى القيام بعولمة الاقتصاد الصيني.
ولم تعلن الشركة الرد الفورى لطلب التعليق على العقوبات الأمريكية.. لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية الصينية، قال إن بكين تعارض مثل هذه الإجراءات.
وفي يوليو الماضى أصدرت الولايات المتحدة العقوبات الأولى ضد شركة صينية لأنها تخطت فترة السماح التى أتاحتها واشنطن للصين بمواصلة شراء النفط الإيراني.
أشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن العقوبات الأمريكية ستجبر الشركات الغربية على تجنب استخدام ناقلات “كوسكو” التي تغطيها القيود خشية أن تكون مستهدفة بالعقوبات .
ويعتقد المحللون أنه من غير المرجح أن تتوقف الصين على الفور عن استيراد الخام الإيراني، رغم الضغوط الأمريكية.