كشفت مجموعة من البيانات، أن نشاط الصناعات التحويلية يتقلص عبر الاقتصادات المتقدمة والتى تشير إلى تأثير السياسات التجارية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على الاقتصاد العالمى.
وفى الولايات المتحدة، سجل المؤشر الرئيسى لقياس النشاط الصناعى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد من الزمان الشهر الماضى فى حين أظهرت البيانات العالمية أن القطاع كان يشعر بالرياح الباردة للركود وسط مخاوف من تصاعد التوترات التجارية.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن إجمالى الناتج فى الصيف الحالى كان أقل من العام السابق فى جميع الاقتصادات المتقدمة البالغ عددها 36 دولة وتشير مؤشرات المعنويات إلى أن هذا هو التراجع الصناعي الأكثر انتشارًا منذ 7 سنوات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى سجل فيه مؤشر مديرى المشتريات العالمى في سبتمبر شهره الخامس دون مستوى 50 نقطة وهو المستوى الذي يفصل التوسع عن الانكماش لتكون أطول فترة لانخفاض المؤشر منذ عام 2012، وتراجع مؤشر مديرﻻ المشتريات لمنطقة اليورو إلى 45.7 نقطة فى الشهر الماضى منخفضًا من 47 في أغسطس وأدنى قراءة منذ أكتوبر 2012.
وألقى تشاد باون، زميل بارز في معهد “بيترسون” للاقتصاد الدولي باللوم فيما يتعلق بالتراجع على زيادة الشكوك المحيطة بالحرب التجارية الأمريكية الصينية، بالإضافة إلى الضعف المتزايد فى الاقتصاد العالمى، وبدلاً من الرهان الخاطئ على سياسات شخص مثل الرئيس الأمريكى هناك بعض الشركات التى تقوم بتأجيل قرارات الاستثمار وسط ارتفاع التكاليف.
وعلى الرغم من أن التصنيع ليس سوى جزء صغير من الاقتصاد العالمى، إلا أنه أحد أكثر القطاعات تقلباً وغالبًا ما يكون بمثابة مؤشر رئيسى لتقلبات الثروة العالمية، وكانت منظمة التجارة العالمية، قد خفضت توقعاتها لنمو التجارة الدولية العام الحالى بأكثر من النصف وسط التوترات التجارية المتصاعدة.
وقال روبرتو أزيفيدو، مدير عام المنظمة، إن النظرة المظلمة للتجارة تزيد من حالة عدم اليقين الأمر الذى يدفع بعض الشركات إلى تأخير الاستثمارات المعززة للإنتاجية الضرورية لرفع مستويات المعيشة.
وأوضح إيان شيبردسون، كبير الاقتصاديين فى جامعة “بانثيون” للاقتصاد الكلى، إن انخفاض مؤشر التصنيع فى الولايات المتحدة علامة تحذيرية واضحة بما فيه الكفاية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن نشاط التصنيع تباطأ فى جميع أنحاء العالم منذ أن بدأ الرئيس الامريكى فى تصعيد التوترات التجارية فى أوائل العام الماضى بغض النظر عن التقلب فى سوق العملات.