تطبيقات حديثة لتقليل التعرض لشاشات الهواتف لحماية صحة المستهلك
2.5 مليون بريطانى يستفيدون من برنامج تدريب رقمى ترعاه المصارف الكبرى
فى حين أن التقنيات الرقمية يمكن أن تساعد فى توصيل الناس وتعزيز الإحساس بالانتماء إلى المجتمع، فإن طبيعة الوسائط الاجتماعية والهواتف الذكية يمكن أن يكون لها تأثير سلبى على الرفاهية الشخصية بسبب طول فترات الاستخدام، وأصبح تحقيق توازن صحى فى استخدام التكنولوجيا الشخصية حاجة أساسية للاقتصاد الرقمى وهو ما دفع عدداً من الشركات للعمل على مساعدة المستهلكين الآن على إدارة وقت التعرض للشاشة بفعالية.
وفى يونيو 2018، على سبيل المثال، أطلقت شركة “أبل” الأمريكية العملاقة مجموعة من أدوات الرفاهية الرقمية الجديدة لتقليل الوقت الذى يقضيه الأشخاص عبر الإنترنت.
ويوفر تطبيق Screen Time الجديد لوحة معلومات لمستخدمى اجهزة “أى فون” و”أى باد” لرصد المستهلك لنشاطه بدءاً من الوقت الذى يقضيه فى أى تطبيق وصولاً إلى عدد المرات التى أمسكوا فيها أجهزتهم، بالإضافة إلى تعيين حدود زمنية يومية لكل تطبيق على حدة.
ويمكن التطبيق الذكى الآباء من الوصول إلى نشاط أطفالهم وفهم عادات التصفح لديهم وفى جزء مهم من استبيان شركة “دينتسو” أجاب الناس عن أسئلة مرتبطة بتأثير التقنيات الرقمية على صحتهم ورفاهيتهم، وكذلك على جودة حياتهم بشكل عام.
ويوجد اتجاه واضح فى النتائج وهو أن الدول الآسيوية تميل للنظرة السلبية فى هذا الجانب حيث تحتل سنغافورة، التى تتصدر تصنيفات مؤشر المجتمع الرقمى لهذا العام، المرتبة الأدنى حيث يعتقد 25٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع أن احتياجاتهم النفسية قد تم تلبيتها.
ويكشف انخفاض مستوى الرضا فى الهند والصين عن الصورة المزيفة النمطية التى مفادها أن الصحة الرقمية هى مشكلة فقط فى الاقتصادات المتقدمة وذلك نظراً لتبنى الأسواق الناشئة للتقنيات الرقمية بسرعة مما جعلها أكثر إدراكاً للتأثير المفاجئ الذى يمكن أن يحدثه التحول الرقمى على رفاهيتهم.
ويتطلب الاستفادة من الإمكانات الفردية والإنجاز فى سياق الاقتصاد الرقمى امتلاك المهارات والتعليم والفرص لإيجاد عمل ناجح لكن مع وجود قدر كبير من عدم اليقين حول التأثير المحتمل للتكنولوجيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعى على الوظائف، تعد الثقة فى قدرة المجتمع على إدارة التغيير فى المستقبل من العوامل الحاسمة للتفاؤل والسعادة الفردية تجاه الابتكارات الحديثة.
ولعل عنصر الحسم فى الثقة والتفاؤل هو مدى شعور الناس أن تعليمهم قد أعدهم لمستقبل تقنى، ومستوى مهاراتهم الرقمية بحسب التقييم الذاتى للشخص، ومدى تمكينه من استخدام مهاراته الرقمية بالكامل.
ويسجل فقط 45% من الناس رضاهم بشكل إيجابى عن هذا الجانب ويظل التعلم مجالًا لضعف الرضا بشكل كبير، ففى الأسواق المتقدمة باليابان وألمانيا وفرنسا لا يتذكر شخص من بين كل 3 أشخاص آخر مرة تلقوا فيها أى تدريب رقمى أو لم يتلقوا أى تدريب أصلاً، لكن نسبة الرضاء ترتفع فى الأسواق الناشئة مثل الصين والهند والمكسيك.
ويمثل فشل الشركات فى استغلال إمكانات الأشخاص الماهرين سبباً رئيسياً فى ضعف الثقة بالمستقبل، ومن المثير للدهشة، أنه فى اقتصادات الشمال المتقدمة يبدو أن هذا يمثل تحدياً خاصاً فعلى سبيل المثال، تشكل الدنمارك وفنلندا والنرويج الدول الـ3 الأدنى عندما سُئل الناس عما إذا كان صاحب العمل يستغل مهاراتهم الرقمية بشكل كامل ويعتقد حوالى أربعة من كل 10 أشخاص فى تلك البلدان أن هذا هو الحال.
وبعض الشركات تستجيب مباشرة لهذه الحاجة وتقوم مجموعة “ليودز” المصرفية بمعالجة احتياجات الأشخاص المختارين من خلال معالجة فجوة المهارات بالتدريب المباشر.
وكجزء من خطة “مساعدة بريطانيا على الازدهار”، التزمت بنوك المملكة المتحدة بتوفير التدريب على المهارات الرقمية، بما فى ذلك التدريب على الخدمات المصرفية عبر الإنترنت لـ2.5 مليون فرد من الشركات الصغيرة والمتوسطة والجمعيات الخيرية لبناء مهارات الناس الرقمية وإمكانية توظيفهم.