الصينيون أكثر الشعوب تفاؤلاً بالمستقبل بفضل طفرات الابتكار
فى عصر التحديات المجتمعية المعقدة والفجوة المتزايدة بين من يملكون والذين لا يملكون، هناك إمكانات هائلة للتكنولوجيات الرقمية للعب دور حاسم فى سد هذه الفجوة عبر مجموعة من التحديات بداية من القضاء على الفقر إلى تحسين الوصول للرعاية الصحية والتعليم.
ولا ينكر عاقل التأثير الذى يمكن أن يحدثه التحول الرقمى فى الحد من أوجه عدم المساواة وخلق مجتمع أكثر عدالة لكن يعتمد ذلك على الاستفادة من الإمكانات التكنولوجية وإقناع الناس بالمشاركة عبر بث التفاؤل والثقة فى أن الرقمنة يمكن أن تكون قوة للتغيير الإيجابى.
ويمكن قياس الاحتياجات المجتمعية أو بمصطلح آخر “المشاركة الرقمية” من خلال رصد مدى شعور الأفراد المتفائلين بقدرة التقنيات الرقمية على تعزيز المجتمع بشكل عام، بالإضافة إلى حل التحديات العالمية الرئيسية وخلق فرص عمل جديدة.
وفى دراسة عام 2019، يعتقد أقل من نصف الأشخاص “49%” أن هذه الحاجة قد تم تلبيتها، حيث كانت الأسواق الناشئة أكثر إيجابية بشكل ملحوظ من البلدان المتقدمة، وتتصدر الصين هذا الجانب بنسبة 76%، لكن الأسواق المتقدمة بشكل عامل غير متفائلة بسبب العديد من قصص الخوف حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعى والروبوتات على الوظائف وتظل الأسواق الناشئة متفائلة على الرغم من التأثير المحتمل على وظائف التصنيع بشكل خاص.
وبنسبة 36%، زادت النسبة الإجمالية للأشخاص الذين يعتقدون أن الرقمنة ستخلق فرص العمل مقارنة بدراسة عام 2018 عندما كانت 29% فقط من الناس يعتقدون ذلك ومع ذلك، فإن هذه الزيادة يفسرها جزئياً الزيادة فى النطاق الجغرافى للدراسة من 10 إلى 24 دولة.
واستناداً إلى مقارنة شبيهة بالمثل، يعتقد 32% من الأشخاص فى البلدان العشرة الأصلية أن الرقمية ستخلق فرص عمل، مما يشير إلى تحسن طفيف فى التفاؤل.
ويعتبر المصدر الأساسى للتشاؤم هو اعتقاد الناس أنه لا يتم تلبية احتياجاتهم الرقمية وهناك أيضاً تباين كبير بين البلدان التى قام الباحثون بتحليلها، ويميل الناس فى الأسواق الناشئة إلى الشعور بالرضا عن تلبية احتياجاتهم إلى حد كبير، لكن لديهم مخاوف أكبر بشأن التأثير النفسى للتكنولوجيات الرقمية.
وبالنسبة لتباين النظرات بين الرجال والنساء اللواتى أظهرن تشاؤماً أكثر فإنه يمكن تفسيره بالفجوات التعليمية التى تكون فيها مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ممثلة تمثيلاً ناقصاً بشكل عام من قبل الفتيات والنساء بداية من المدرسة إلى التعليم العالى.
علاوة على ذلك، فإن صناعة التكنولوجيا يسيطر عليها الذكور، مما قد يزيد من تعقيد التصورات السلبية بين النساء حول الإمكانات الأوسع للتكنولوجيات الرقمية فى المجتمع.
ويجب أن تشعر العلامات التجارية والشركات وواضعو السياسات فى الحكومات بالقلق الشديد إزاء أزمة التفاؤل بالمستقبل الرقمى.
وتتخذ العديد من الحكومات فى جميع أنحاء العالم تدابير لمعالجة ذلك حالياً فعلى سبيل المثال تجرى إقامة معسكرات التخلص من السموم الرقمية من النوع الذى شوهد فى الصين.
ولكن غياب دور مؤثر للعلامات التجارية يظل موضع تساؤل، وبشكل عام يمكن أن تساعد النظرة الأكثر توازناً حول مدى تلبية احتياجات الناس الرقمية على تحسين فهمنا لكيفية إشراكهم كمستخدمين ومستهلكين.