تراجعت الاستثمارات الصينية فى الولايات المتحدة العام الحالى لأدنى مستوياتها منذ عام 2015 حيث يؤدى التدقيق الأمريكى المتزايد بسبب مزاعم الأمن القومى إلى زيادة الانفصال المالى بين أكبر اقتصادين فى العالم.
وفى الوقت الذى تتحول فيه الصناديق الصينية من الولايات المتحدة فإنها تحول طاقاتها إلى آسيا حيث تركز على ضخ الأموال فى الهند ومنطقة جنوب شرق آسيا بشكل خاص.
وأوضحت بيانات شركة “ريفينتف” أن الاستثمارات الصينية فى الهند تجاوزت نظيرتها الموجودة فى الولايات المتحدة خلال الربع الأخير من العام الحالى.
وقال سكوت كوبور، الشريك الإدارى فى شركة “أندريسن هورويتز” الأمريكية إن مجالات التكنولوجيا الحيوية تتأثر بشكل مباشر فى إشارة إلى التأثير المتزايد من دواعى الأمن القومى لواشنطن بشأن بيئة الاستثمار.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن الصناديق الصينية ضخت استثمارات تقدر بحوالى 4 مليارات دولار فقط فى الشركات الأمريكية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2019.
وقالت شركة “ريفينتف” إن هذه القيمة تعد الأصغر منذ عام 2015 انخفاضًا من حوالى 7 مليارات دولار فى نفس الفترة العام الماضى و9 مليارات دولار فى نفس الفترة من عام 2017.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا التراجع يتوافق مع تجفيف أوسع للاستثمار الأجنبى الصينى المباشر فى الولايات المتحدة حيث انخفض الاستثمار الأجنبى المباشر الصينى إلى 5.4 مليار دولار العام الماضى مقارنة بقيمة 29 مليار دولار فى عام 2017.
وأظهرت بيانات “ريفينتف” أن انخفاض رأس المال الاستثمارى تضاعف فى الربع الأخير حيث جلبت واشنطن 813 مليون دولار فقط من تدفقات رأس المال الاستثمارى من الصناديق الصينية بانخفاض قدره 70% مقارنة بنفس الفترة العام الماضى.
وكثفت لجنة التدقيق الأمريكية، من فحصها العام الماضى حيث نفذت برنامجًا لتفقد استثمارات الأقليات فى الشركات الأمريكية التى تصنع تكنولوجيا مهمة مثل المعدات العسكرية وأشباه الموصلات والتكنولوجيا التى يمكن أن يكون لها تطبيقات مدنية وعسكرية على حد سواء.
ووسعت اللجنة نطاق اختصاصها لتشمل مجموعة واسعة من الصفقات بما فى ذلك المشاريع المشتركة.
وذكرت “فاينانشيال تايمز” أن الرقابة على الاستثمار فى شركات التكنولوجيا الأمريكية أصبحت قوية بشكل خاص فى مجالات مثل الذكاء الاصطناعى والبرمجيات حيث أصبحت بمثابة خطر محتمل.
وقال روجر روبنسون، الرئيس والمدير التنفيذى للمجموعة الاستشارية “آر دبليو آر” وهى شركة استشارية للمخاطر فى واشنطن إن المجموعات الصينية تتخلى عن الاستثمارات والاستحواذات فى الولايات المتحدة لتجنب عمليات التدقيق.