تحظى صناعة الغزل والنسيج باهتمام كبير الفترة الحالية من جانب الدولة، نظرًا لكونها إحدى الركائز الأساسية التى تعتمد عليها فى تشغيل أكبر عدد من العمالة، بالإضافة إلى التخطيط لعودة تربعها على عرش صناعة النسيج فى العالم كما كانت سابقًا.
ووصف عدد من العاملين فى القطاع، الخطة التى تنفذها الدولة للنهوض بالصناعات النسيجية وخصوصا التى تقودها وزارتي قطاع الأعمال العام والصناعة والتجارة، بأنها إعادة الحياة للمصانع المتوقفة، والتى كانت تعتمد عليها فى توفير المادة الخام اللازمة للتصنيع.
قال الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للقطن و الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، إن شركات الغزل والنسيج تشهد ثورة إصلاحية الفترة الحالية على مستوى القطاعين العام و الخاص.
وأشار إلى أن الخطة التطويرية التى تنفذها وزارة قطاع الأعمال حاليًا ستعيد الحياة مرة أخرى إلى صناعة الغزل والنسيج، بعد تدهورها على مدار السنوات الماضية، بسبب الإهمال وعدم التحديث المستمر للماكينات والمنتج الخام.
وذكر أن خطة التطوير ليست لصالح شركات قطاع الأعمال فقط، بل لجميع الشركات العاملة فى الصناعات النسجية، وذلك من خلال توفير جميع المنتجات الخام بأسعار منافسة بدلا من الاعتماد على استيرادها حاليًا.
أضاف مصطفى أن الوزارة اعتمدت تطوير 11 محلجا من أصل 25 محلجا تملكها الشركة القابضة، فى حين عرضت الوزارة أراضى 14 محلجاً للبيع لاستغلالها فى عملية التطوير.
ووفق تقديرات الوزارة فإن الحصيلة المتوقعة من البيع تتراوح بين 25 و27 مليار جنيه.
وأشار إلى أن خطة التطوير الحالية تختلف عن أى خطط سابقة نظرًا لاهتمام القيادة السياسية، لافتا إلى أن الشركة حققت أول إنجاز لها نهاية يوليو الماضى بافتتاح محلج الفيوم والذى تم تطويره بتكلفة استثمارية 250 مليون جنيه.
قال مصطفى، إن الشركة القابضة للغزل وقعت نهاية يونيو الماضى، عقود المرحلة الأولى لتوريد ماكينات حديثة لمصانع الغزل والنسيج بقيمة 237 مليون يورو، ومن المتوقع أن تتسلمها خلال أبريل 2020.
وأشار إلى أن وزارة قطاع الأعمال تسعى خلال الفترة المقبلة إلى تقليل عملية التصدير لتعزيز القيمة المضافة للمنتج بدلا من تصديره فى صورته الخام.
وتابع: «الشركات التابعة للقابضة ستسد الفجوة الاستهلاكية فى السوق بعد الانتهاء من الخطة التطويرية بنهاية 2025، وستوفر جميع المنتجات التى يحتاجها السوق المحلى»، متوقعًا أن يعزز ذلك عمل الشركات والمحالج القيمة التنافسية للشركات لانخفاض التكلفة بالإضافة لارتفاع معدل الجودة.
وقال أشرف عزت، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، إن الشركة تعمل على إنشاء أكبر مصنع للمنسوجات فى العالم حاليًا والذى سيلبى جميع احتياجات المصانع العاملة فى الصناعات النسيجية سواء ملابس جاهزة أو مفروشات.
وأضاف لـ«البورصة»، أن المصنع الجديد سيضم 182 ألف «مردن» (عمود يحمل بكرة لِلَفّ الخيوط يقوم بغزل الألياف إلى خيوط) وهذا ما يضعه فى المركز الأول عالميًا كأكبر مصنع لإنتاج الغزول فى العالم ، وسيقام المصنع على مساحة 16 فداناً.
وأشار إلى أن المصنع سيتخصص فى إنتاج خيوط متوسطة 100و120 نمرة إنجليزى (تدخل فى صناعة المفروشات وأقمشة القمصان، والبنطلون، والستائر) بطاقة إنتاجية تصل إلى 15 طن يوميًا.
وذكر عزت أن الشركة تنتظر استلام وزارة قطاع الأعمال الماكينات الحديثة التى تعاقدت على شرائها من شركات عالمية، والتى ستحصل منها الشركة على 270 ماكينة من إجمالى 700 ماكينة ستورد إلى شركة مصر للغزل والنسيج، ومن المقرر تركيبها منتصف العام المقبل.
وقال هشام أبوشامية، مدير التصدير بشركة غزل المحلة، إن الشركة تتطلع للتوسع بصادراتها فى عدد من الأسواق الأوروبية والأفريقية خلال السنوات المقبلة بدلًا من اعتمادها على اسواق محددة.
أضاف أن الشركة تستهدف زيادة صادراتها إلى 220 مليون دولار بعد تنفيذ خطتها الاستثمارية الجديدة المقرر إتمامها عام 2021.
وتصدر «غزل المحلة»، منتجاتها لـ30 دولة حول العالم (موزعة على جميع الدول العربية والأوربية)، وتتطلع الشركة للتوسع فى القارة السمراء لبلوغ مستهدفاتها التصديرية.
وقال محمد المرشدى رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، إن اهتمام القيادة السياسية بصناعة النسيج سيضع مصر فى مصاف أكبر الدول المصنعه للمنسوجات فى العالم.
وأضاف أن تزامن الخطة التطويرية لوزارة قطاع الأعمال مع خطة وزارة الصناعة والتجارة سيختصر وقتا كبيرا لنهضة الصناعة، بجانب جذب مزيد من الشركات الأجنبية للاستثمار فى هذا القطاع.
أشار المرشدي، إلى أن تشغيل شركات الغزل سيحل مشكلات الشركات التى تعانى من عدم وفرة المواد الخام اللازمة للتصنيع والتى تعتمد على استيرادها من تركيا والصين والهند.
وذكر أن هذا القطاع يمثل نحو %3 من الناتج المحلى الإجمالى، و%27 من الناتج الصناعى، كما تستحوذ صادرات القطاع على نحو %12 من إجمالى الصادرات المصرية.
وقال المهندس مجدى طلبة رئيس المجلس التصديرى للصناعات النسيجية والملابس الجاهزة والمفروشات، إن الصناعة تحتاج إلى مزيد من الدعم حتى تستطيع الشركات المنافسة فى السوق المحلى والتصديرى.
وأضاف أن الخطط التطورية التى تنفذها وزارتي الصناعة وقطاع الأعمال جهد لم يبذل منذ عشرات السنين، سواء فى اهتمامها بزراعة القطن أو الغزل والنسيج بالإضافة إلى الصباغة والتجهيز حتى يخرج فى شكل منتج نهائى.