مع بداية العام الحالى، تغيرت ملامح أسواق المفروشات فى مصر لظهور منتجات مصرية عالية الجودة وبأسعار أقل من نظيرتها المستوردة بنسبة تصل إلى 10 و%15، وهو ما شجع المستهلكين على تغيير نمط الشراء ليتحولوا إلى شراء المنتجات المحلية بدلا من المستوردة.
وكشفت جولة لـ «البورصة » داخل أسواق المفروشات بمناطق الغورية، والعتبة، وشبرا الخيمة، زيادة المعروض من المفروشات المحلية لدى المعارض والمحلات مع زيادة إقبال المواطنين عليها مقارنة بالمستوردة.
قال عادل بدر، تاجر بمنطقة الغورية، إن سوق المفروشات شهد خلال الفترة الماضية ظهور منتجات مصرية جديدة فى الشكل ومتفاوتة فى الجودة وبأسعار مناسبة لجميع المواطنين، مما أدى إلى زيادة الطلب عليها مقارنة بالمستوردة التى استحوذت على السوق طوال الأعوام الخمسة الماضية.
وأضاف بدر لـ«البورصة»، أن مصر من أكبر الأسواق الاستهلاكية للمفروشات، إلا أن التغيرات الاقتصادية التى نتجت عن منظومة الاصلاح الاقتصادى منذ عام 2016 تسببت فى تراجع الطلب نتيجة الزيادة الكبيرة فى الأسعار.
وتابع: «أغلب المحلات والمعارض زودت معروضها من المنتجات المصرية على حساب المستوردة، والتى كانت تمثل نحو %60 خلال الأعوام الماضية»، مضيفًا: «لو كانت الظروف الاقتصادية أفضل من كده كان الطلب هيزيد، والصناعة المصرية هتستحوذ على السوق كله».
وأشار إلى أن أسعار المفروشات تختلف على حسب الجودة، وبلد المنشأ حيث يتراوح سعر الملاءات ألوان بين 120 إلى 800 جنيه للمنتج التركى، فى حين تبدأ أسعار الملاءات المصرية من 60 جنيها وحتى 500 جنيه للقطعة.
كما تبدأ أسعار أطقم الأسرة، بجميع أحجامها بين 160 جنيها وحتى 700 جنيه للمصرى، أما المستورد فيبدأ من 150 وحتى 400 جنيه بحد أقصى للمنتج التركى، والصينى.
وقال خالد عبدالهادى، تاجر بمنطقة الغورية، إن شريحة كبيرة من رواد منطقة الغورية أحجمت عن شراء المنتجات المستوردة، وأقبلت على شراء المنتجات المصرية باعتبارها ملائمة أكثر لجميع الفئات.
أضاف أن عددا من المواطنين أصبحوا يتعاملون مع بعض المنتجات المصرية على أنها «علامة تجارية»، وذات جودة عالية . كما أن عددا كبيرا من تجار الغورية تحولوا من تجارة المفروشات المستوردة فقط إلى عرض بعض المنتجات المصرية لزيادة الإقبال عليها.
وأوضح أن عددا من الشركات المصنعة للمفروشات، تمنح تخفيضات للموزعين والعملاء بحسب كمية السحب التى تحددها الشركة أو إعطائها البضاعة والدفع آجل.
وتحدثت «البورصة» مع إحدى الزبائن داخل محل مفروشات، فقالت: «أغلب مشترواتى فى جهاز ابنتى منتجات مصرية، لأنها أرخص من المستورد وجودتها أحيانًا أفضل، عكس المنتج الصينى عمره قصير».
وأشارت إلى أن ظهور منتجات مصرية جديدة من الدفايات متدرجة فى الجودة والسعر مع بداية موسم الشتاء، أدى إلى تحريك سوق المفروشات خلال الشهرين الماضيين.
ويبدأ سعر الدفاية من 200 جنيه حتى 600 جنيه للمنتج المصرى. كما تتراوح أسعار البطاطين المحلية بين 320 جنيها و750 جنيها زنة 4 و10 كيلو جرامات، مقابل 350 و900 جنيه للمنتجات الصينية والتركية.
وتوقع خالد عبدالهادى ارتفاع الطلب على المنتجات الشتوية هذا العام نظرًا لزيادة الطلب خلال الشهرين الماضى والحالى، مضيفًا: «الأسعار مناسبة لجميع الفئات.. فسعر اللحاف فى أغلب المحال يبدأ من 350 جنيها ويصل حتى 950 جنيها. وتوجد خامات أعلى يصل سعرها إلى 2500 جنيه بحد أقصى».
ولم تختلف منطقة العتبة كثيرًا عن الغورية، إذ انخفضت جودة بعض المنتجات المصرية وتفاوت سعرها لتناسب جميع شرائح المجتمع.
وأشار محمد هاشم، تاجر، إلى أن المصانع تتنافس حاليًا فى تقديم منتجات بجودة عالية وأسعار متوسطة بدلا من المنافسة فى أعلى جودة فقط كما كان يحدث خلال السنوات الماضية.
واعتبر هاشم، التنوع فى جودة المنتجات من أنجح الخطوات التى اتخذتها المصانع خلال الفترة الأخيرة، لأن عددا كبيرا من المستوردين كانوا يستحوذون على أسواق المفروشات وأغلبها رديئة الجودة، لتحقيق مكاسب أعلى.
أضاف أن أسعار الفوط المصرية تتفاوت بحسب الجودة.. فسعر الدستة عدد 4 فوط يبدأ من 70 جنيها وحتى 200 جنيه، أما عدد 6 فوط فيبدأ سعرها من 150 جنيها ويصل إلى 300 جنيه، وتبدأ أسعار الفوط التركى من 190 جنيها وتصل حتى 500 جنيه للدستة عدد 6 فوط.
وفى شارع ناصر بمنطقة شبرا الخيمة، قال محمد سعد، تاجر، إن أسعار مفارش السفرة بجميع أنواعها تتراوح بين 170 و600 جنيه، ويرجع التفاوت فى السعر إلى الجودة والمنشأ، معتبرًا أن أغلب منتجات المفارش بالأسواق مستوردة من سوريا و الصين.
وذكر أن المفرش من النوعين التركى والهندى، من أغلى أنواع المفارش حيث تتراوح أسعارها بين 600 و1000 جنيه للقطعة.