توصلت الولايات المتحدة والصين إلى هدنة فى حربهما التجارية بعد أن وافقت واشنطن على اتفاق محدود سيشهد تأجيل الإدراة الأمريكية لزيادة التعريفة الجمركية الأسبوع المقبل مقابل بعض التنازلات الصينية وبشكل أساسى على المشتريات الزراعية.
وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إن الاتفاقية المبدئية ستوفر بعض الراحة للاقتصاد العالمى ويمكن أن تهدئ الأسواق التى تعانى من التوترات المتصاعدة بين البلدين.
أضافت الصحيفة أن ذلك سيكون أقل من إعادة ضبط شامل للعلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين التى سعى إليها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ أيامه الأولى فى البيت الأبيض، وفى حملة الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2016.
ومن المتوقع أن يضع المسئولون الأمريكيون والصينيون اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق المحدود فى الأسابيع الخمسة المقبلة قبل قمة محتملة بين ترامب، ونظيره الصينى شى جين بينغ، خلال اجتماع قادة “أبيك” فى تشيلى الشهر المقبل.
وقال الصحيفة إنه إذا تم الانتهاء من الصفقة فسوف تعطى ترامب، فرصة للمطالبة بالتقدم فى التجارة لأنه يواجه ضغوطًا سياسية متزايدة.
يأتى ذلك بعد أن بدأ الديمقراطيون تحقيقًا فى مجلس النواب حول الجهود المزعومة للرئيس للحصول على مساعدة أوكرانيا لإعادة انتخابه عام 2020.
واتفق المسئولون فى الإدارة الأمريكية على تعليق الزيادة فى الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بقيمة 250 مليار دولار من 25% إلى 30% والتى كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء المقبل.
ومع ذلك، لم يتراجعوا عن أى من التعريفات الحالية المفروضة على البضائع الصينية التى فرضوها منذ بداية الحرب التجارية أوائل عام 2018 بما فى ذلك 15% من الضرائب المفروضة على 110 مليارات دولار أخرى من البضائع التى دخلت حيز التنفيذ فى سبتمبر الماضى.
بالإضافة إلى ذلك، لم تقدم الولايات المتحدة أى تعهدات جديدة لتخفيف حملتها على “هواوى” شركة معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية الصينية التى يتهمها المسئولون الأمريكيون بأنها تهديد للأمن القومى.
وعلى الجانب الآخر كانت التنازلات الصينية طفيفة نسبيًا فقد أعادت تجميع التعهدات الحالية التى تم التعهد بها على مدار جولات متعددة من المحادثات.
ووافقت بكين على بعض المشتريات الإضافية للسلع الزراعية وخاصة فول الصويا ولحم الخنزير بقيمة سنوية تتراوح بين 40 و50 مليار دولار أى أكثر من ضعف المستويات قبل الحرب التجارية.
وقدمت الصين أيضًا بعض التدابير الجديدة بشأن الملكية الفكرية والعملة والخدمات المالية لكنها لا ترغب فى تقديم تنازلات كبيرة بشأن الدعم الصناعى والممارسات الأخرى التى أحبطت المسئولين والشركات الأمريكية منذ فترة طويلة.
وقال ديفيد دونابديان، كبير مسؤولى الاستثمار فى شركة “سى آى بى سى” الامريكية إن هذه الهدنة جاءت فى أوقات عدم اليقين الضخمة فى السياسة التى ضربت الأسواق العام الحالى بداية من سياسة بنك الاحتياطى الفيدرالى، وحتى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
ومع ذلك، حذر جيفرى جوندلاش، الرئيس التنفيذى لمدير الصندوق “دوبل لاين كابيتال” من أن الصفقة لا تبدو جوهرية للغاية ولكن الصفقة التجارية تجميلية أكثر منها حقيقية.
وقال ستيفن منوشن، وزير الخزانة الأمريكى إن الولايات المتحدة تدرس إلغاء إعلانها بأن الصين كانت تتلاعب بالعملة كجزء من الصفقة حيث من المتوقع أن تتعهد بكين بعدم الانخراط فى تخفيض قيمة اليوان بشكل تنافسى وأن تكون أكثر شفافية بشأن أى تدخلات.