من المنتظر أن تنتهى الفترة الأولى لمحافظ البنك المركزى الحالى طارق عامر يوم 28 نوفمبر المقبل، وتثار التكهنات حول إمكانية التجديد له أو تعيين محافظ جديد للبنك المركزى للسنوات الأربع المقبلة.
وعلى الرغم من ترجيح الاقتصاديين والمصرفيين فرضية التجديد لـ«عامر» فترة جديدة، فإنَّه لم تصدر أى إشارات على نوايا صانع القرار حتى الآن، لكن فى حال اختار عدم التجديد لـ«عامر»، فهناك شخصيات تتردد أسماؤها؛ اعتماداً على خبراتها الطويلة فى المجالين الاقتصادى والمصرفى ومعاصرتها تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، إضافة إلى إنجازات تلك الشخصيات على المستوى المهنى فى القطاعات التى عملت فيها.
ومن بين تلك الشخصيات كل من:
عادل اللبان المرشح الدائم للمنصب
ليست هذه المرة الأولى التى يُطرح فيها اسم عادل اللبان، الرئيس التنفيذى لمجموعة البنك الأهلى المتحد البحرينية، لكنَّ خبرته الواسعة وتعدد المسئوليات والمناصب المالية التى تولاها تكرر ترشحه فى كل اختيار لمحافظ البنك المركزى.
ولد اللبان 1957، ويحمل شهادة الدكتوراه، وبكالوريوس بدرجة امتياز فى الاقتصاد والعلوم السياسية من الجامعة الأمريكية فى القاهرة، وشهادة التعليم العام (جى سى اى GCE) من جامعة لندن.
وحصل «اللبان» على جائزة شخصية العام المصرفية عام 2009 من اتحاد المصارف العربية وجائزة الإسهام المتميز من مجموعة اليورومونى.
ومن أهم المناصب الإدارية التى شغلها اللبان؛ الرئيس التنفيذى، والعضو المنتدب لمجموعة البنك الأهلى المتحد، إضافة لكونه عضو اللجنة التنفيذية، مدير عام البنك الأهلى المتحد (المملكة المتحدة).
وعمل «اللبان» عضواً منتدباً للبنك التجارى الدولى فى مصر ورئيس شركة التجارى الدولى للاستثمار، وعمل فى عدد من المؤسسات البنكية فى منطقة الخليج والدول العربية، إضافة إلى خبرته فى بنك مورجان ستانلى عندما عمل فى تمويل الشركات فى البنك.
هشام عز العرب.. هل حان الوقت للخطوة التالية؟
هو رئيس أكبر بنك خاص فى القطاع المصرفى، وأكبر شركة مدرجة فى البورصة المصرية من حيث القيمة السوقية، وفى الوقت نفسه رئيس اتحاد البنوك المصرية، وشغل منصبه الحالى لمدة 17 عاماً.
وتحت رئاسته تحول البنك إلى أكثر البنوك المصرية ربحية حتى سنوات مضت، مسجلاً قصة نجاح أيقونية فى القطاع المصرفى.
ويعمل «عزالعرب» رئيساً لمجلس الإدارة والعضو المنتدب فى «البنك التجارى الدولى» منذ عام 2002.
وهو رئيس مجلس إدارة «اتحاد بنوك مصر» منذ مارس 2013، ويعد أول رئيس بنك قطاع خاص يشغل هذا المنصب.
وعزز البنك مكانته فى السوق المصرى تحت قيادة عزالعرب، فصعدت قيمة البنك الرأسمالية من 200 مليون دولار إلى 4 مليارات دولار، وتحول البنك من مجرد ممول تجارى إلى مؤسسة مالية متكاملة.
وتميز الأداء المالى للبنك باعتماد المعايير العالمية فى مجالات حوكمة الشركات، وإدارة المخاطر والتى بدورها تسهم فى بناء تنمية الثقافة المصرفية الحديثة.
وقام «عزالعرب» بتدشين”مؤسسة البنك التجارى الدولى» ورئيس مجلس أمنائها منذ عام 2010، وعضو فى كل من مجلس أمناء «الجامعة الأمريكية بالقاهرة» منذ نوفمبر عام 2012، والمجلس الاستشارى الإقليمى لمؤسسة «ماستركارد» فى الشرق الأوسط وأفريقيا منذ يونيو عام 2007، والمجلس الاستشارى لـ«معهد التمويل الدولى للأسواق الناشئة- IIF-EMAC» منذ فبراير عام 2014.
حاز على لقب «أفضل رئيس تنفيذى فى قارة أفريقيا» لعام 2015، من قبل مؤسسة «إيميا فاينانس».
بدأ «عزالعرب» مسيرته المهنية عام 1977 بالعمل فى عدد من البنوك المصرية فور تخرجه فى جامعة القاهرة، وفى عام 1983، بدأ رحلته الزاخرة بالإنجازات فى عدد من البنوك العالمية فى كل من لندن ونيويورك.
شغل «عزالعرب» مناصب فى جى بى مورجان – لندن ودويتشه بنك – لندن قبل انضمامه إلى البنك التجارى الدولى نائباً للعضو المنتدب عام 1999.
هالة السعيد.. مزيح الخبرات الأكاديمية والتنفيذية
تمتلك هالة السعيد، وزيرة التخطيط الحالية، أستاذة الاقتصاد التى نبغت منذ صغرها وعينت فى سلك أعضاء التدريس خبرة أكاديمية كبيرة كأستاذة اقتصاد مدعومة بالعمل التنفيذى لعشرات السنين والذى توج بتعيينها وزيرة للتخطيط قبل سنوات.
وشغلت «السعيد» منصب عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأدارت المعهد المصرفى لسنوات، وقبل ذلك عملت «السعيد» مستشاراً لوحدة التمويل الدولى فى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء.
وتضم السيرة الذاتية للوزيرة عشرات من العضويات فى مجالس إدارات الجهات والبنوك والشركات الكبرى، وكانت دائماً قريبة من العمل الحكومى، وتعاونت مع الكثير من المؤسسات الدولية فى الكثير من المشروعات، وقدمت الكثير من الأوراق البحثية.
وفى الوقت نفسه، كانت عضو مجلس إدارة البنك المركزى، وهو منصب يشترط التمتع بقدرات تضيف وتسهم فى القرارات الصادرة عن البنك، خاصة فيما يتعلق بالسياسة النقدية وسعر الصرف.
وكانت «السعيد» عضواً فى اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة غسل الأموال فى «البنك المركزى المصرى» بين 2005 و2011، و«المجموعة الاستشارية لتدريب المراقبين الماليين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» بين 2003 و2011، وعضواً للمجلس الاقتصادى التابع لـ«أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا» بين 2001 و2009.
وقدمت العديد من الدراسات والتقارير والمقالات فى الموضوعات المتصلة بالقطاع المالى والتمويل الدولى والأسواق المالية والخصخصة، والإصلاح الاقتصادى.
وأطلق عليها الكثيرون لقب «سليلة الوزراء»، فهى وزيرة، ابنة وزير، حفيدة وزير، شغل جدها منصباً وزارياً فى إحدى الحكومات الوفدية خلال الحقبة الملكية، بينما كان والدها هو المهندس حلمى السعيد، وزير الكهرباء والسد العالى فى سبعينيات من القرن الماضى.
هى أول عميد منتخب لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة منذ أكتوبر 2011 وحتى 2016، كما شغلت منصب مساعد رئيس جامعة القاهرة لشئون البحث العلمى والعلاقات الخارجية منذ سبتمبر 2013 وحتى 2016.
وشغلت منصب عضو مجلس إدارة الشبكة الأوروبية للتدريب المصرفى EBTN، لتمثيل مصر وجميع الدول العربية، كما كانت عضو اللجنة التيسيرية لمبادرة إتاحة التمويل بالبنك المركزى.
رانيا المشاط.. هل تصبح أول سيدة على رأس البنك المركزى؟
يعد اسم رانيا المشاط، وزيرة السياحة الحالية، من بين الأسماء الأكثر حضوراً عند التفكير فى مرشح لمنصب محافظ البنك المركزى؛ لخبرتها التنفيذية لسنوات فى بيئة البنك المركزى، خاصة فى مجال السياسة النقدية التى تعد مجال العمل الرئيسى للبنوك المركزية.
وعملت «المشاط» وكيلاً لمحافظ البنك المركزى لشئون السياسة النقدية، وهو ما يجعلها تتمتع بخبرة اقتصادية ممتازة غالباً ما كانت مفقودة لدى محافظى البنك المركزى فى العقدين الأخيرين؛ نظراً إلى اختيارهم عادة من الكوادر المصرفية.
والتحقت «المشاط» بالبنك المركزى فى بداية مرحلة الإصلاح المصرفى؛ حيث كانت مسئولة عن تدشين محور السياسة النقدية فى 2005، ثم عاصرت مرحلة الأزمة المالية العالمية، وما نجم عنها من تحديات وبعدها مرحلة الثورة، والتغيرات السياسية، والاقتصادية التى تبعتها.
وخلال فترة عملها، كانت تقوم بتطوير استراتيجية السياسة النقدية، وتشارك فى إدارة السياسة الاقتصادية الكلية للدولة بالتعاون مع الوزارات والجهات الاقتصادية المختصة، كما تولت ملف العلاقات بين البنك المركزى وصندوق النقد الدولى ومؤسسات التقييم والتصنيف الائتمانى الدولية؛ حيث كانت تتصدر المناقشات التقنية من جانب البنك المركزى خلال بعثات الصندوق.
وكانت ضمن فريق التفاوض على برنامج الإصلاح المالى والاقتصادى بين عامى 2011 و2013، ومثلت البنك المركزى فى اللجان المتخصصة فى البرلمان المصرى، وشاركت فى الإعداد والتحدث فى الحوارات المجتمعية عن برنامج الإصلاح المالى والاقتصادى المصرى.
وعلى مستوى الخبرات المصرفية، كانت عضواً فى مجالس إدارات المصرف العربى الدولى وبنك الاستثمار العربى، بالإضافة إلى الهيئة العامة للاستثمار والبورصة المصرية.
وتولت «المشاط»، التى تخرجت فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عام 1995، منصب وزيرة السياحة المصرية، وهى أول امرأة تشغل هذا المنصب.
واكتسبت «المشاط» خبرات دولية عندما عملت مع صندوق النقد الدولى مستشار كبير اقتصاديى صندوق النقد الدولى، لفترة قبل توليها وزارة السياحة خبيرة، وعملت مع مؤسسات مالية بارزة فى مصر والعالم منذ تخرجها فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وتم اختيارها، أيضاً، من بين قائمة من 10 خبراء اقتصاديين ذوى شأن للمساهمة فى مقالة للمنتدى الاقتصادى العالمى عن كيفية جعل العالم أكثر عدلاً وفى عام 2014، أطلق المنتدى الاقتصادى العالمى عليها لقب رائدة عالمية شابة لالتزامها تجاه مصر من خلال عملها المؤثر.
وتولت عضو لجنتى المخاطر والاستثمار فى «المصرف العربى الدولى»، و«الجمعية الاقتصادية للشرق الأوسط»، وكانت عضواً فى المجلس الاستشارى الاستراتيجى لعميد كلية إدارة الأعمال فى «الجامعة الأمريكية فى القاهرة»، ونائب مدير مشروع «IRIS» فى مركز الإصلاح المؤسسى والقطاع غير الرسمى التابع لـ«جامعة ميريلاند»، بالإضافة إلى عملها أستاذ اقتصاد غير متفرغ فى «الجامعة الأمريكية فى القاهرة» وفى «جامعة ميريلاند -كوليج بارك».
نشرت العديد من الأبحاث والدراسات فى دوريات علمية ومؤتمرات عالمية حول سياسات الاقتصاد الكلى، والسياسة النقدية، والسياسة المالية والتنسيق فيما بينهما.
نالت «جائزة ابن خلدون» لأفضل ورقة بحثية فى الشرق الأوسط من قبل «الرابطة الاقتصادية للشرق الأوسط» عام 2004، كما تم منحها لقب «قائد عالمى شاب» من «المنتدى الاقتصادى العالمى» خلال العام ذاته.
حسن عبد الله.. رجل الخزانة الصامت
يتمتع العضو المنتدب السابق للبنك العربى الأفريقى الدولى حسن عبدالله بتاريخ طويل فى العمل المصرفى، تجعله أحد الأسماء المؤهلة لتولى منصب محافظ البنك المركزى.
وتميز «عبدالله» بالعمل فى مجال الخزانة، ورغم خبرته الكبيرة ومنصبه فى البنك العربى الأفريقى الذى تولاه لسنوات طويلة، فإنه يفضل الصمت، والبعد عن الأضواء، حتى بعد ما غادر مناصبه المصرفية العام الماضى بطريقة مفاجئة.
و«عبدالله» من مواليد 1960، حصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية عام 1982، ثم بدأ فى العام نفسه عمله بالبنك العربى الأفريقى الدولى، أول بنك متعدد الجنسيات بمصر، وتنقّل فى التخصصات بين العمليات المصرفية، وغرفة التداول، وأسواق العملات والمال، والعقود الآجلة.
وفى عام 1988 انتقل »عبدالله« إلى فرع البنك بمدينة نيويورك ليدير محفظة الخزانة وسياسات التحوط، واستمر لمدة عام قبل أن يعود مجدداً للقاهرة.
وفى عام 1994 تمت ترقيته لمنصب مساعد المدير العام ثم فى 1999 تولّى منصب مدير عام البنك، حتى 2002 حينما صدر قرار بتعيينه نائباً لرئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب.
خلال هذه الفترة كان القطاع المصرفى يعانى صعوبات مالية كبيرة؛ تتمثل فى الديون المتعثرة، وضعف البنية التحتية، لذلك فقد بدأت خطة الإصلاح المصرفى عام 2003.
كانت من أهم خطوات حسن عبدالله فى البنك العربى الأفريقى دوره فى عملية دمج بنك مصر أمريكا الدولى بالبنك العربى الأفريقى بعد الاستحواذ على كامل أسهم الأول، فى صفقة بلغت قيمتها نحو 240 مليون جنيه وتم الإعلان عنها فى مايو 2005 لتكون التجربة الأولى من نوعها بين بنوك القطاع الخاص بمصر.
وأسهم الدمج فى تدعيم حجم البنك العربى الأفريقى وانتشاره بالسوق المصرفى المحلى، وبعد عملية الاستحواذ بـ10 سنوات نجح عبدالله فى قيادة البنك للاستحواذ على محفظة بنك نوفاسكوشيا الكندى فى مصر عام 2015.
شغل »عبدالله” عضوية مجالس إدارات عدد من الجهات، منها معهد التمويل الدولى والمجلس الاستشارى للأسواق الناشئة EMAC، والبنك المركزى المصرى، والبورصة المصرية، وشركات غبور أوتو، وكوكاكولا، وإنديفور مصر، والشركة المصرية للاتصالات، وأوراسكوم للإنشاءات، وعضو مجلس إدارة المجلس الوطنى للتنافسية.
يشار إلى أن البنك العربى الأفريقى تتوزع ملكيته بين البنك المركزى، والهيئة العامة للاستثمار بالكويت بحصة %49.37 لكل منهما، وأعلن البنك المركزى، فى وقت سابق، عزمه طرح حصة تبلغ نحو %40 بواقع %20 من حصة كل مساهم بالبورصة المصرية، فى إطار برنامج الطروحات الحكومية.
هشام عكاشة.. هل تستمر هيمنة البنك الأهلى على منصب المحافظ؟
مؤخراً تردد بقوة ترشيح رئيس البنك الأهلى المصرى هشام عكاشة لمنصب محافظ البنك المركزى، وهو أحد أهم القيادات المصرفية التى استعان بها طارق عامر فى مرحلة تطوير البنك الأهلى المصرى والتى شغل فيها منصب نائب رئيس البنك.
وتولى هشام عكاشة رئيساً للبنك الأهلى رسمياً فى أغسطس 2013، وذلك بعد قيامه بتسيير أعمال البنك لمدة 6 أشهر، خلفاً لطارق عامر الذى كان يشغل رئيساً لأكبر بنك حكومى.
واستكمل «عكاشة» المدة المتبقية من رئاسة «عامر» للبنك، والمستقيل فى يناير 2013، وتم التجديد له بعد ذلك من قبل مجلس الوزراء.
وحرص هشام عكاشة منذ أن تولى رئاسة البنك الأهلى على نمو أصول وأرباح البنك واستكمال خطة التطوير والتحديث التى بدأها عامر، وفى الوقت نفسه كان يساند الاقتصاد من منطلق دور البنك التنموى فى دعم الدولة واستراتيجياتها.
ونجح البنك الأهلى تحت قيادة عكاشة فى القفز بصافى أرباحه من 3.7 مليار جنيه فى العام المالى 2013 -2014 إلى أن حقق البنك أعلى أرباح فى تاريخه وفى القطاع المصرفى فى 2016-2017 بلغت 13.4 مليار جنيه.
ولعب البنك الأهلى دوراً كبيراً فى إنجاح تنفيذ السياسة النقدية بعد تحرير سعر الجنيه فى 2016، من خلال تحمله إصدار شهادات ادخارية بفائدة %20 مع بنك مصر لتعقيم السوق وخفض معدلات التضخم.
ويدير «عكاشة» منذ 6 سنوات أكبر بنك فى مصر والذى يستحوذ على أقل قليلاً من ثلث السوق، ويشرف على ودائع تتخطى قيمتها التريليون جنيه، وهو أكبر مقرض فى البلاد، وتحت رئاسته توسع البنك الأهلى فى تمويل المسئولية المجتمعية.