لاتزال شركة “رويال دويتش شل” ترى فرصاً كبيرة فى جني اﻷموال من البترول والغاز فى العقود المقبلة، حتى فى ظل زيادة ضغط المستثمرين والحكومات على شركات الطاقة إثر التغيرات المناخية التى يشهدها العالم.
ومع ذلك، أعرب بين فان بيردون، المدير التنفيذى لشركة “رويال دويتش شل”، فى حوار أجراه مع وكالة أنباء “رويترز”، عن قلقه من إمكانية تخلى بعض المساهمين عن ثانى أكبر شركة طاقة مدرجة فى العالم، بسبب ما وصفه بشيطنة قطاع البترول والغاز والمخاوف “غير المبررة” من عدم استدامة نموذج أعمالها.
وأصبح المدير التنفيذى الهولندى، صاحب الـ 61 عاماً، فى السنوات اﻷخيرة، أحد أبرز الأصوات فى قطاع البترول والغاز، التى تدعو إلى اتخاذ إجراءات بشأن التغيرات المناخية عقب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.
ووضعت “شل”، التى توفر نحو 3% من الطاقة فى العالم، خططاً فى عام 2017 من أجل خفض انبعاثاتها المسببة للاحتباس الحرارى إلى النصف بحلول منتصف القرن الحالى، والتى تعتمد إلى حد كبير على بناء واحدة من أكبر شركات الطاقة فى العالم، ومع ذلك، ارتفعت كمية ثانى أكسيد الكربون المنبعثة من أعمال “شل” والمنتجات التى تبيعها بنسبة 2.5% بين عامى 2017 و2018.
وفى الوقت نفسه، أوضح فان بوردين أنه على الرغم من مطالب الناشطين الهادفة للحد من الاحتباس الحراراى، إلا أن الاستثمار فى البترول والغاز أمر مشروع تماماً، لأن العالم يطلب ذلك، وبالتالى ليس هناك خيار أمام “شل” سوى الاستثمار فى المشاريع طويلة اﻷجل.
وأشارت “رويترز” إلى أن شركة “شل” ونظرائها طالما أصروا على أن الانتقال من البترول والغاز إلى مصادر الطاقة النظيفة سيستغرق عقوداً من الزمن.
وتعتزم “شل” إطلاق أكثر من 35 مشروعاً جديداً فى قطاع البترول والغاز بحلول عام 2025، خاصة أن العمل فى هذا القطاع لايزال يعتبر العمود الفقرى ﻷرباح الشركة اﻷكبر المدرجة فى مؤشر “فوتسى 100” البريطانى.
وفى الوقت الذى يستحوذ فيه البترول والغاز على جميع التدفقات النقدية الحالية لـ “شل”، من المتوقع أن تقدم الشركة تنوعا تدريجياً فى مجال أرباحها خلال العقدين المقبلين، حيث سيظل البترول والغاز يوفران نحو ثلث التدفقات النقدية للشركة بينما ستأتى البقية من الطاقة والمواد الكيميائية.