تمضى شركة “أرامكو” السعودية قدماً فى خططها لتصبح أكبر مصفاة للنفط فى العالم وأكبر مؤسسة لتصنيع المواد الكيميائية لأجل تأمين الطلب فى المستقبل على الخام وتعزيز النمو.
وقال عبدالعزيز القديمى، نائب رئيس وحدة التكرير والمعالجة فى “أرامكو”، إن الشركة تتطلع إلى الاستثمار فى مشاريع تم بناؤها بالفعل أو قيد الإنشاء فى الأسواق ذات الطلب الأسرع نمواً مثل الهند والصين.
وأوضح أن التوسع في قطاع المواد الكيميائية سيعزز الربحية فى هذا العمل الذي يعالج الخام كوقود أو منتجات مثل البلاستيك، وقال القديمى، للصحفيين خلال عرض تقديمى فى مقر الشركة فى منطقة الظهران: “لدينا احتياطيات هائلة من البترول وهدفنا الأول هو تسييل تلك الاحتياطيات”.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن الشركة السعودية تواصل توسعها فى الإنتاج، حيث تسعى الحكومة السعودية وبنوكها إلى إقناع المستثمرين بقبول تقييم قيمته 2 تريليون دولار تقريبًا للشركة قبل بيع الأسهم المخطط لها.
وعانى الطرح العام الأولى الذى وصف بأنه الأكبر فى العالم من تأخيرات متكررة، حيث تم إعادة جدولة الاكتتاب العام الماضى لإعطاء “أرامكو” الوقت للاستحواذ على شركة “سابك” لصناعة الكيماويات، وتم إيقاف عملية بيع الأسهم مرة أخرى الأسبوع الماضى قبل أيام فقط من الموعد المقرر لإعلانه رسميًا.
ويعد استخدام المملكة العربية السعودية لحوالى 300 مليار برميل من البترول الموجود في الأرض – أكبر احتياطيات تقليدية في العالم – لجذب الأموال إلى خزائن الحكومة هو حجر الزاوية فى حملة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، لتنويع الاقتصاد السعودى.
ويعتمد جزء من هذه الخطة على قدرة “أرامكو” على خلق وظائف من خلال تحفيز الصناعات التحويلية الجديدة التى تحول موادها الكيميائية إلى سلع استهلاكية جاهزة، وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن الشركة تعافت من آثار الضربات الجوية على بعض من أكبر منشآتها النفطية الشهر الماضى، مما أدى إلى خفض الإنتاج مؤقتًا بأكثر من النصف.
وقال القديمى، إن معظم المصافى المحلية التى خفضت عمليات المعالجة بعد الهجمات لإتاحة المزيد من الخام للتصدير عادت إلى طاقتها الكاملة، ومن المقرر أن تنتهي عملية استحواذ أرامكو البالغة 69 مليار دولار على حصة أغلبية فى شركة الكيماويات الحكومية المسمى رسمياً الشركة السعودية للصناعات الأساسية، فى الربع الأول أو الثانى من العام المقبل، مما يجعلها واحدة من أكبر شركات تصنيع المنتجات فى العالم.