تخطط الشركة المصرية العربية للمعادن «زينوكس»، لإنشاء أول مصنع لإنتاج الإستانلس ستيل؛ باستثمارات تتراوح بين 70 و100 مليون دولار؛ لتلبية احتياجات السوق المحلى من الخامات، وفتح أسواق تصديرية أمام المنتج الجديد فى أسواق أوروبا والسوق الأمريكية للاستفادة من الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
قال وائل عباس، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، إنها تعد حالياً دراسة الجدوى الخاصة بالمصنع بالتعاون مع البنك الأوروبى للتنمية، ومن المتوقع أن تنتهى هذه الدراسة قريباً، والتى سيتحدد على أساسها فرصة منتج المصنع الجديد فى السوق العالمى والسوق الأوروبى والأمريكى على وجه الخصوص.
أوضح عباس لـ»البورصة»، أن الشركة لم تحدد بعد ما إذا كان سيتم إنشاء المصنع بالتعاون مع إحدى شركات الاستانلس العالمية وجذب شريك أجنبى، أو من خلال شريك محلى والاقتراض البنكى، وهى فى طور دراسة آلية التمويل حالياً.
وأشار إلى أن مصر تستورد سنوياً ما بين 60 و80 ألف طن من الاستانلس ستيل الذى يدخل فى صناعات متنوعة فى الأجهزة المنزلية، وأدوات المائدة، والأوانى، والأسانسيرات، فضلاً عن مصانع بالكامل تصنع من الاستانلس مثل مصانع المواد الغذائية، ومصانع الأدوية، والمطابخ، والديكورات، وبعض منتجات الأثاث.
أضاف أن الشركة حاولت التواصل مع الإنتاج الحربى وجهات أخرى كثيرة؛ لإنشاء مصنع لإنتاج الاستانلس، لكن هناك مخاوف من أن يكون توجيه الإنتاج مقتصراً على السوق المحلى، فاستهلاك السوق المحلى يبلغ 80 ألف طن، وهو مالا يتناسب من الطاقة الإنتاجية لمصنع الاستانلس الذى يحتاج إلى استثمارات ضخمة وطاقة إنتاجية مرتفعة.
قال عباس، إن صناعة الاستانلس ستيل تحتاج إلى استثمارات عالية وتكنولوجيا متطورة غير المستخدمة فى صناعة الحدى، وتسعى الشركة لتوفير الخام محلياً بدلاً من الاعتماد على استيراده بالكامل من الخارج، وسيكون ذلك فى صالح الصناعة المحلية إذ سيساهم فى زيادة نسبة المكون المحلى وتعميق الصناعة المحلية، حيث يدخل الخام فى معظم الصناعات الهندسية والأثاث بجانب إنشاء المصانع بنسب مختلفة.
وأوضح أن إقامة المصنع، تتوقف على مدى وجود فرصة جيدة أمام المنتج فى السوق العالمية، متوقعاً أن تكون هناك فرصة أمام خام الاستانلس فى الدول الأوروبية والأمريكية، خلال الفترة المقبلة مستفيدة من الحرب التجارية القائمة بين واشنطن وبكين، وتعتبر الصين أكبر مورد لخام الاستانلس فى العالم، وأكبر مصدر للولايات المتحدة الأمريكية، لكن الأخيرة تضيق الخناق على دخول المنتج الصينى إليها، مما يعطى فرصة للمنتجات ذات المنشأ المصرى.
أشار عباس، إلى أن منتج المصنع سيكون قادراً على النفاذ لهذه الأسواق، فضلاً عن فرصته التنافسية التى تأتى من الاتفاقيات التجارية مع دول الاتحاد الأوروبى، التى تسمح بدخول المنتج المصرى دون جمارك، فضلاً عن فرصته فى دول القارة السمراء من خلال اتفاقية الكوميسا، وإلى الدول العربية من خلال اتفاقية التجارة الحرة العربية، بالإضافة إلى فرصة دخوله للولايات المتحدة الأمريكية.
10 ملايين دولار استثمارات جديدة 2020
وأوضح أن الدول الأوروبية تستهلك كميات كبيرة من الاستانلس ستيل لمقاومته للصدأ، إذ تلجأ إليه عند إنشاء مصانعها بالقطاعات المختلفة وخصوصاً الصناعات الغذائية، فضلاً عن استخدامه فى محطات الأتوبيس والمترو، وأسوار الكبارى، ليكون بديلاً للحديد؛ نظراً لطبيعته المقاومة للصدأ فى ظل هطول أمطار لفترات طويلة من العام هناك.
توقع عباس، ارتفاع أسعار خام الاستانلس خلال الفترة المقبلة؛ تزامناً مع قرارات إندونيسيا منع تصدير «النيكل» فى صورته الخام، وتعد إندونيسيا هى الدولة الأكبر توريداً للخام الذى يعد أحد المكونات الأساسية فى صناعة الاستانلس.
وأشار إلى أن إندونيسيا تتخذ حالياً إجراءات وتدابير لوقف تصدير النيكل الخام وإقامة صناعات لتعزيز القيمة المضافة والاستفادة منه بأكبر قدر ممكن، بدلاً من الاقتصار على تصديره فى صورته الأولية، وبالتالى سينخفض المعروض العالمى من الخام وسترتفع أسعاره.
قال عباس، إن أسعار طن النيكل شهدت ارتفاعا متتاليا خلال العام الحالى؛ ليصعد سعر الخام إلى 16 ألف دولار للطن مقابل 12.5 دولار بداية العام، وتتراوح أسعار طن الاستانلس بين 50 و60 ألف جنيه.
أضاف أن الشركة تمتلك مصنعين لإنتاج الأدوات المنزلية من البلاستيك وآخر من الاستانلس ستيل باستثمارات 20 مليون دولار، وتخطط الشركة لإقامة توسعات جديدة خلال العام المقبل باستثمارات 10 ملايين دولار.
وأشار إلى أن الشركة تمتلك علامتى «زينوكس» و«إيكوبلاس» وتنتج الأدوات المنزلية المصنوعة من البلاستيك الآمن على الصحة، وتسعى الشركة لتصدير منتجها فى الدول العربية والأفريقية، إذ تصدر حالياً منتجها إلى السودان، وتستهدف التوسع فى كينيا وجنوب أفريقيا.
عباس: الشركة تستهدف تصدير منتجاتها لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية
وتعتمد الشركة على تسويق منتجها محلياً على مواقع التواصل الاجتماعى والبيع «أون لاين»، فضلاً عن السلاسل التجارية، كما تتفاوض حالياً على تصدير منتجاتها فى سلسلة «لولو ماركت» بدول الخليج لمنتجاتها من أدوات المائدة من البلاستيك.
أشار إلى أن ارتفاع تكلفة الإنتاج وزيادة أسعار الطاقة من أكبر المعوقات التى تواجه الشركة خلال الفترة الحالية، حيث يتسبب ذلك فى ارتفاع تكلفة المنتج ويضغط على ووجوده بأسعار تنافسية خارجياً، إلا أن الشركة تسعى لتوفير منتجها فى السوق العالمى خلال الفترة المقبلة للتوسع فى إنتاجيتها وبالتالى خفض تكلفة الإنتاج.
ولفت إلى أن الشركة تطرح منتجاتها فى السوق المحلى من خلال الموزعين فى المحافظات، حيث تركز على التجمعات والمراكز الرئيسية بالمحافظات لتغذية باقى المحافظة، وتعرض منتجاتها فى مختلف المناطق ووسط الدلتا والأقصر وأسيوط.
أوضح أن الشركة تسعى لزيادة منتجاتها لتشمل منتجات ذات حجم أكبر من الأدوات المنزلية من البلاستيك، فضلاً عن رفع طاقتها الإنتاجية خلال الفترة المقبلة؛ تزامنا مع خطتها التوسعية فى التصدير للدول العربية والأفريقية، فى المرحلة الأولى وبعدها للدول الأوروبية.
أضاف أن منتجات الشركة قادرة على المنافسة فى السوق الخارجى؛ نتيجة جودة المنتج العالية حتى فى الدول الأوروبية، لافتًا إلى أن بعض التعاقدات التصديرية اشترطت على الشركة تقليل وزن منتجها من الأدوات المنزلية المصنوعة من البلاستيك حتى لا يؤثر سلبا على المنتجات الموجودة فى الأسواق، وأشار إلى أن الشركة تسعى لتلبية الطلبات التصديرية والتركيز على فتح الأسواق حتى لو كلفها ذلك خفض هامش ربحها، خصوصاً فى ظل تراجع حجم الطلب فى السوق المحلى.