محللون: الانضباط المالى القائم على الإصلاح فرصة الرئيس الجديد لتعزيز نمو البلاد
عاد الحزب البيرونى الشعبوى، إلى السلطة فى الأرجنتين والذى حكم ثالث أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية طوال الـ30 عامًا الماضية باستثناء 6 سنوات فقط.
جاء ذلك بعد انتصار ألبرتو فرنانديز، البالغ من العمر 60 عامًا بنسبة 48% من الأصوات فى حين حصل تحالف يمين الوسط فى حزب الرئيس المنتهية ولايته ماوريسيو ماكرى، على 40.5% بعد فرز 95% من الأصوات التى ذهبت إلى صناديق الاقتراع، وقال فرنانديز، لأنصاره الذين كانوا يلوحون بالأعلام الأرجنتينية، إن الأوقات المقبلة لن تكون سهلة.
وأوضح أنه سيلتقى ماكرى، يوم الاثنين لتسهيل عملية انتقال السلطة مناشداً معارضيه بأن “يكونوا على دراية بالوضع الذى تركوه لنا حتى يتمكنوا من إعادة بناء البلاد”، واعترف ماكرى، بالهزيمة فى خطاب أمام المؤيدين وتعهد بمواصلة العمل من أجل الأرجنتينيين من خلال معارضة صحية وبناءة ومسئولة، وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن انتصار فرنانديز، سيعيد توحيد الحركة البيرونية بعد انقسامها بعمق قبل عامين.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الحكومة الجديدة سوف ترث اقتصاداً يعيش في أزمة، فالبلاد على وشك التخلف عن سداد ديونها للمرة التاسعة، وهى فى حالة ركود، ويبلغ معدل التضخم فيها نحو 55%، وعلى الرغم من أن ماكرى، واجه أيضاً وضعاً اقتصادياً كارثياً عندما تولى السلطة قبل 4 سنوات، إلا أن معظم إحصاءات الاقتصاد الكلى الرئيسية أصبحت الآن أسوأ بكثير بعد أزمة العملة التى أجبرت الأرجنتين على السعى إلى خطة إنقاذ بقيمة 57 مليار دولار من صندوق النقد الدولى.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن مستثمرى الأرجنتين يتطلعون إلى الأمام بعد فوز فيرنانديز، فى الانتخابات ولكنهم سيراقبون عن كثب الخطوات المقبلة، وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن المحللين والمستثمرين يراقبون الآن عنصرين رئيسيين أثناء استعدادهما لرد فعل السوق على الانتخابات الرئاسية يتمثل الأول فى التكوين النهائى للحكومة وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على التشريعات الرئيسية المقبلة بما فى ذلك إعادة هيكلة الديون، والثانى يكمن فى التفاصيل التى سيقدمها فرنانديز، عن خطته الاقتصادية، وفى خطاب النصر دعا فرنانديز، جميع الأرجنتينيين لإعادة بناء البلاد واتخاذ أى تدابير ضرورية لمعالجة القضايا المالية فى الأرجنتين.
وأشارت الوكالة إلى أن الخطاب لم يكشف بوضوح عن تشكيل الفريق الاقتصادى الجديد ولم يخاطب حاملى السندات أو صندوق النقد الدولى، مباشرة، وقال سيوبهان موردن، رئيس استراتيجية الدخل الثابت لأمريكا اللاتينية فى “أمهرست بيربونت” إن الرئيس الجديد يحتاج إلى فريق انتقالى وخطة اقتصادية عاجلة.
واوضح تسوتومو سوما، المدير العام لحلول الأعمال ذات الدخل الثابت فى شركة “إس بى آى” للأوراق المالية “، إن انتصار فرنانديز، سيعزز أصول البلاد ويقلّص المخاوف من تفاقم الوضع المالى للدولة، ولذلك ينبغى أن تكون كمية الأصول الأرجنتينية المملوكة للمستثمرين الأجانب محدودة بالفعل”.
وأفاد جان تشارلز سامبور، نائب رئيس الإيرادات الثابتة للأسواق الناشئة لدى بنك “بى إن بى باريبا” الفرنسى، إن مديرى الأصول أعربوا عن تفاءلهم بحذر بشأن السندات الأرجنتينية بعد فوز فيرنانديز، ومن المحتمل أن يحاول فرناندز، إعادة هيكلة الديون في البداية بطريقة ملائمة للسوق، ولكن إذا ارتفعت حدة الأزمة وأصبحت خطة إعادة الهيكلة الصديقة للسوق غير مرجحة، فقد يكون ذلك سلبياً للغاية.
وقال إزيكويل زامباجليون، رئيس استراتيجية الاستثمار لدى شركة “بوينس آيرس” للوساطة المالية “علينا أن ننظر إلى الأرقام ونرى كيف يبدو شكل الحكومة المقبلة، ولكن المحرك الرئيسى للسوق سيظل هو ما يخرجه البرتو فرنانديز، ويقوله فى خطاباته المقبلة.
وأوضح البرتو بيرنال، كبير الاستراتيجيين لدى وسيط “إكس بى انفسمتمنت”، أن فرنانديز، عليه أن يكون متواضعًا قليلاً بشأن النصر فالأرجنتينيين مازالوا يريدون فعل الشىء الصحيح فيما يتعلق بالتعديلات الاقتصادية الحقيقية، ومن جانبها لم تتوقع جيمينا بلانكو، مديرة الأبحاث السياسية في شركة الاستشارات “فيرسك” تحولاً هائلاً، حيث تنتظر الأسواق معرفة من يعين فرنانديز، فى حكومته والخطة الاقتصادية التى سيعلنها.
وقال سيوبهان موردن، رئيس استراتيجية الدخل الثابت لأمريكا اللاتينية فى “أمهرست بيربونت”، إن خطاب فرنانديز، سيكون مهمًا للغاية، حيث سيمهد الطريق امام كيفية رد فعل الأسواق.
وأضاف: “على الرغم من أن فرنانديز، لن يتولى المنصب الرسمى حتى 10 ديسمبر المقبل فمن المتوقع أن يقدم خطة اقتصادية ويقوم بتعيين مجلس الوزراء سريعاً”، وأكدّ مودرن، على أن الحل الوحيد للأرجنتين يتمثل فى الانضباط المالى القائم على الإصلاح.