داخل أحد أهم المراكز البحثية المتطورة التى بُنيت على أحدث المواصفات العلمية فى مدينة نيوشاتيل السويسرية، وباستثمارات إجمالية تصل لأكثر من 6 مليارات دولار، يعكف ولازال 430 عالماً وكيميائياً فى مختلف القطاعات ذات الصلة بصناعة التبغ على تنفيذ رؤية واستراتيجية شركة فيليب موريس العالمية التى أعلنتها مؤخراً تحت عنوان “مستقبلٌ خالٍ من الدخان”.
وعندما تقرر أكبر شركات صناعة التبغ فى العالم تبنى هذه الرؤية، فهى بلا شك خطوة غير مسبوقة، وتحدٍ كبير عن وعى وإدراك حقيقيين بمخاطر التدخين الذى بات يحصد ملايين الأرواح سنوياً.
“البورصة” كان لها فرصة التعرف عن قرب على هذا الصرح العلمى الضخم والذى يُعد أكبر المراكز البحثية تطوراً، فى مجال تطوير منتجات تسخين التبغ إلكترونيًا ذات احتمالية تخفيض الضرر الناتج عن التدخين التقليدى، والتعرف على أهم الملامح المستقبلية لهذه الصناعة. كيف ستساهم هذه المنتجات في مساعدة المدخنين البالغين الحاليين فى التحول إليها؟ وما هى الأهداف الحقيقية من وراء هذا التغيير الكبير فى واحدة من أقدم الصناعات الاستراتيجية على مستوى العالم، والتى تعتمد بعض الدول ومن بينها مصر على عوائدها الاقتصادية، فى دعم وتمويل الخزانة العامة لها؟
فى البداية، أكد فاسيليس جاكتسيليس المدير العام لشركة فيليب موريس مصر والمشرق العربى، أن فيليب موريس بدأت فى إجراء الأبحاث الأساسية الهادفة إلى ابتكار وتطوير منتجات تسخين التبغ إلكترونيًا ذات احتمالية تخفيض الضرر، والاثباتات العلمية الخاصة بها، وفهم سلوكيات المدخنين البالغين منذ عام 2008، وتم فى هذا الإطار ضخ أكثر من 6 مليارات دولار، كما تأسيس مركز الأبحاث والتطوير في نيوشاتيل، الذى يُعنى بإجراء الدراسات العلمية الهادفة إلى تطوير المنتجات البديلة عن السجائر، وأبرزها جهاز IQOS، أول منتج إلكترونى يعمل بتكنولوجيا تسخين التبغ بدلاً من حرقه، وهو عبارة عن جهاز إلكترونى لتسخين التبغ المُعد والمُجهز خصيصاً فى صورة لفائف تبغ صغيرة من خلال درجة حرارة تصل إلى 350 درجة مئوية – وهى الدرجة التى تسخن التبغ ولا تحرقه، مما يقلل المواد السامة الموجودة في دخان السجائر التقليدية، بينما يحتوى البخار الناتج عن IQOS على ما معدله 95% أقل من المواد الكيميائية الناتجة عن التدخين التقليدى، كما يحافظ هذا البخار على طعم التبغ كما مادة النيكوتين التى اعتادها المدخنون، موضحاً أن الدراسات والأبحاث العلمية التى أُجريت فى مجال الأضرار الناتجة عن التدخين كشفت أن الأمراض الناتجة عن التدخين التقليدى هى بسبب عملية حرق السيجارة، وليست بسبب النيكوتين فى حد ذاته، رغم طبيعته الإدمانية.
فيليب موريس تثبّت ريادتها فى تكنولوجيا تسخين التبغ ذات احتمالية تخفيض أضرار التدخين التقليدى
وقال جاتسيليس، إن تقنية تسخين التبغ لا ينتج عنها نارٌ ولا دخانٌ ولا رماد، وتُخلف رائحةً أقلَّ من دخان السجائر التقليدية، فضلاً عن عدم التصاق رائحة البخار بالملابس والشعر، مشيراً إلى أن البخار الناتج عن IQOS يحتوى غالباً على الماء والنيكوتين فقط، موضحاً أن الأبحاث والدراسات الكثيرة التى أُجريت داخل مركز فيليب موريس البحثى – وأيضاً خارجه – كان لها الفضل الكبير فى تحقيق رؤية “عالم بلا دخان” والتوصل إلى معادلة جديدة تُمكّن الراغبين فى الإقلاع عن التدخين أن يتحوّلوا إلى منتجات بديلة وأفضل من السجائر التقليدية.
وأضاف جاتسيليس أن أى ادعاء بوجود منتج جديد أقل ضرراً من التدخين التقليدى ينبغى أن يكون مدعوماً بدراسات علمية قوية، وهو ما نعمل عليه فى مركز فيليب موريس البحثى، فى وقتٍ تتوقع فيه فيليب موريس أن يتحول ما لا يقل عن 40 مليون مُدخن بالغ إلى منتجات خالية من الدخان بحلول عام 2025.
وفى إطار خطتها الطموحة لتحقيق رؤيتها لمستقبلٍ خالٍ من الدخان، طورت فيليب موريس حتى الآن 4 منتجات إلكترونية خالية من الدخان منها “IQOS” الذى حقق نجاحات مبهرة فى 51 سوقاً حول العالم، ووفقاً لآراء الخبراء فى مجال الصحة العامة والمتخصصين فى صناعة التبغ، فإن النيكوتين رغم أنه مادة إدمانية، إلا أنه ليس السبب الرئيسى للأمراض المرتبطة بالتدخين، حيث أن عملية حرق التبغ هى العنصر الرئيسي المسبب لهذه الأضرار.
أما العلماء والباحثون العاملون فى مركز فيليب موريس، فيؤكدون أن التقييم العلمى الذى يقومون به يعتمد على نفس منهج العمل المتبع فى القطاع الدوائى والدليل الصادر عن مركز منتجات التبغ التابع لإدارة الأغذية والدواء الأمريكية. كما أنّ جميع الأبحاث والدراسات العلمية والاختبارات السريرية التي يتم إجراؤها فى هذا المركز أو خارجه تتم وفقا للمعاير والممارسات العالمية، مثل الممارسات المخبرية الجيدة Good Laboratory Practices والممارسات السريرية الجيدة Good Clinical Practices المعتمدة عالمياً.
ومؤخراً، أعلنت فيليب موريس إنترناشيونال عن الإطلاق الرسمى لمنتج IQOS فى الأسواق الأمريكية، بعد أن سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بتداوله في الأسواق إثر العديد من التقييمات الشاملة التى أجرتها الــFDA منذ عام 2017، والتى أكدت أنه يُعتبر مناسباً لحماية الصحة العامة، وتُعد هذه الخطوة بمثابة نقلة نوعية كبرى في تقديم خيارات وبدائل جديدة لما يقارب من 40 مليون مُدخّن ومُدخّنة في الولايات المتّحدة.
وتؤكد فيليب موريس، أن هذه الخطوة تعد دليلاً قاطعاً على التزامها بتشجيع المدخنين البالغين على التحول إلى منتجات مبتكرة ذات احتمالية تخفيض الضرر، تم تصميمها اعتماداً على أحدث نتائج الدراسات والأبحاث العلمية التى أُجريت فى مجال تخفيض الأضرار الناتجة عن التدخين التقليدى.
ويختم فاسيليس جاكتسيليس بالقول، إن الشركة تأمل فى إطلاق جهاز IQOS فى مصر، حتى يتسنى للمدخنين البالغين الحاليين الحصول على بدائل جديدة مبنية على دلائل علمية، “قائلاً: “سنستمر فى العمل مع الجهات المعنيّة فى مصر والدعوة إلى طرح تشريعات تُسرّع التحول على نطاق واسع للمدخّنين البالغين الذين ويريدون بدائل أفضل من تدخين السجائر التقليدية”.