أصدرت وزارة المالية للعام الخامس على التوالي، البيان المالي التمهيدي لمشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2021/2020، الذي يرتكز على بناء الإنسان المصري، والتنمية الاقتصادية والبشرية ورفع كفاءة الأداء الحكومي، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم.
وأعلن الدكتور محمد معيط وزير المالية، إطلاق حوار مجتمعي حول البيان المالي ومشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2021/2020، الذي يتضمن شرحا مبسطا لبرنامج الحكومة، يعكس أهم السياسات المالية والاقتصادية والاجتماعية والمؤشرات المستهدفة؛ بما يسهم في إرساء مبدأ الإفصاح والمشاركة الوطنية.
وقال معيط، في بيان له اليوم، إنه تم تطوير برنامج الإصلاح الاقتصادي، بما يتسق مع أهداف إستراتيجية التنمية المستدامة لرؤية “مصر 2030” التي ترتكز على خلق فرص عمل كافية ولائقة ومنتجة، تسهم في خفض معدلات البطالة وزيادة حجم الإنتاج المحلي، واندماج الاقتصاد المصري دوليا، إضافة إلى استقرار السياسة الضريبية، وتوسيع القاعدة الضريبية.
وأضاف أن الوزارة تعمل على استكمال تطوير منظومة الإدارة الضريبية من خلال تحديث نظم المعلومات والفحص والربط بين المصالح الإيرادية وتعميم منظومة التحصيل الإلكتروني، حيث تم إعداد قانون الفاتورة الإلكترونية الذي يربط مصلحة الضرائب مع كل الجهات المعنية ببيع السلع والخدمات، إضافة إلى هندسة الإجراءات بمصلحة الضرائب “ضرائب الدخل والقيمة المضافة” بشكل مدمج، وفقا للمعايير الدولية وذلك بما يسهم في رفع كفاءة المنظومة الضريبية وتحصيل حق الدولة وتعظيم الإيرادات العامة وسد عجز الموازنة وخفض حجم الدين وزيادة الإنفاق على الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكد أن المنظومة الجمركية سوف تشهد خلال العام المالي المقبل عددا من الإصلاحات للتيسير على المتعاملين مع الجمارك وتقليص زمن الإفراج وخفض تكاليف التخليص الجمركي وتحسين ترتيب مصر بمؤشر البنك الدولي “تسهيل التجارة عبر الحدود”، موضحا أن مشروع قانون الجمارك الجديد الذي يجرى مناقشاته بمجلس النواب، ومشروع الإقرار الجمركي الموحد “SAD”، والنافذة الواحدة سوف تسهم جميعا في تحديث وحوكمة المنظومة الجمركية ووضعها تدريجيا في مصاف الدول المتقدمة.
وأشار وزير المالية إلى أن الدولة تستهدف في البيان التمهيدي للعام المالي 2021/2020 تحقيق نتائج إيجابية في المؤشرات المالية، بحيث يبلغ معدل النمو 6.4%، وينخفض معدل العجز الكلي إلى 6.2%، ويتراجع معدل الدين العام للناتج المحلي الإجمالي إلى 80%، من خلال استكمال إجراءات الضبط المالي بما يسهم في زيادة تنافسية الاقتصاد المصري.
وأوضح أن موازنة العام المالي 2021/2020 تعد موازنة للإصلاح الهيكلي حيث تركز على تطبيق إصلاحات هيكلية عميقة وواسعة النطاق في عدد كبير من المجالات بهدف دفع القطاع الخاص لقيادة قاطرة النمو الاقتصادي.
وأشار إلى إطلاق حزمة جديدة لدعم الصادرات بمؤشرات أداء واضحة تسمح بقاعدة صادرات أكثر تنافسية، وبمنتجات ذات قيمة مضافة أعلى، مع تبني نظام حديث أكثر ديناميكية لتخصيص الأراضي الصناعية لدعم التنافسية والشفافية، وتقديم نظام مُبسط لضرائب الشركات الصغيرة والمتوسطة، ودعم استقلالية وقدرات جهاز حماية المنافسة، إضافة إلى استكمال برنامج الطروحات العامة والتركيز على ميكنة الخدمات الحكومية.
وقال إن العام المالي الجديد سيشهد العديد من الإصلاحات الهيكلية العميقة، التي تسهم في تهيئة مناخ الاستثمار وتشجيع المستثمرين؛ بما يدعم التحول إلى الأنشطة الإنتاجية، والاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التحويلية.
ولفت إلى التوسع في إقامة المدن والتجمعات العمرانية لاستيعاب 10 ملايين نسمة، واستخدام التكنولوجيا النظيفة، خاصة مشروعات إعادة تدوير المخلفات في إطار مفهوم الاقتصاد الأخضر والمشروعات صديقة البيئة، واستكمال المشروعات التنموية الكبرى مثل الاستصلاح الزراعي للمليون ونصف المليون فدان، ومشروع شبكة الطرق، والمناطق اللوجستية والعاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح أن الوزارة تبذل جهودا حثيثة لضمان الاستدامة المالية، وتحقيق الاستقرار النقدي، والسيطرة على معدلات الارتفاع في أسعار السلع والخدمات، وتحسين أوضاع ميزان المدفوعات، والنقد الأجنبي، لتهيئة بيئة مستقرة ومحفزة للتنافسية قادرة على مواجهة الصدمات الداخلية والخارجية الناتجة عن تقلبات الاقتصاد القومي والعالمي.
وأشار إلى أن الموازنة الجديدة سوف تشهد التركيز على التنمية البشرية وزيادة الاستثمارات في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان الاجتماعي، على النحو الذي يسهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين.
وقال وزير المالية إنه سيتم تنفيذ برامج فعالة في قطاعي الصحة والتعليم، عن طريق إنفاق أكثر كفاءة، وتطبيق الإصلاحات التي تعالج عدم تطابق مهارات القوى العاملة مع احتياجات سوق العمل، إضافة إلى الاستمرار في تحفيز مظلة شبكة الحماية الاجتماعية، من خلال إعادة هيكلة الدعم الموجه للمحروقات، ورفع كفاءة برامج دعم السلع الغذائية، بهدف التوسع في برامج الدعم النقدي الموجهة للفئات الأولى بالرعاية، التي تشمل تكافل وكرامة وبرنامج الرعاية الصحية لغير القادرين، وبرامج القضاء على الفيروسات، وإنهاء قوائم الانتظار للحالات الحرجة والعمليات الجراحية، فضلا عن البرامج المستحدثة مثل التأمين الصحي الشامل.
المصدر : أ.ش.أ