قال طارق الملا وزير البترول؛ أن قطاع البترول جذب استثمارات أجنبية بنحو 30 مليار دولار على مدار الخمس سنوات الماضية وتم توقيع 65 اتفاقية استكشاف جديدة.
أكد الملا ، أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية فى قطاع البترول والغاز، مشيرا إلى دورها فى تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة خاصة مع دخول البلدين حقبة جديدة وواعدة من العلاقات القوية المتميزة بالتزامن مع ذكرى مرور 40 عاما على بدء العلاقات المشتركة المتميزة بين البلدين ونجاحهما على مدار 4 عقود فى بناء علاقات وروابط قوية على أعلى المستويات.
وقال الملا، إن مصر والولايات المتحدة نجحتا فى تتويج جهودهما المشتركة للتعاون فى مجال الطاقة بتوقيع مذكرة تفاهم فى يوليو الماضى بالقاهرة لتبادل الخبرات والمعلومات فى مجالات الطاقة المختلفة اعقبها إطلاق أول حوار استراتيجى للطاقة بين البلدين خلال فترة وجيزة من توقيع مذكرة التفاهم بما يستهدف تعميق التعاون بين القطاعين الخاص والحكومى فى كلا البلدين وجذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية إلى مصر فى قطاع الطاقة.
جاء ذلك فى كلمة الوزير أمام جلسة «البترول والغاز المصرى نجاحات هائلة وفرص مزدهرة» ضمن فعاليات منتدى مستقبل الرخاء المصرى الأمريكى الذى نظمته غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة ومجلس الأعمال الأمريكى، تحت رعاية وبحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ووزراء التخطيط والإصلاح الإدارى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعن الجانب الأمريكى إيان ستيف مساعد وزير التجارة الأمريكى للأسواق العالمية ونخبة كبيرة من مسئولى كبريات الشركات ومؤسسات التمويل الأمريكية والسفارة الأمريكية وغرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصرى الأمريكى.
واستعرض الوزير النتائج الإيجابية لصناعة البترول والغاز المصرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشيرا إلى أنها تعد ثمار تنفيذ البرنامج الحكومى للإصلاح الاقتصادى والذى ساهم فى تحقيق الاستقرار للاقتصاد المصرى وتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز الحماية الاجتماعية.
واوضح أن تحول مصر إلى أحد اكبر منتجى الغاز الطبيعى فى المنطقة بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى واستئناف التصدير وتحقيق أعلى معدل إنتاج للبترول والغاز فى تاريخ مصر فى أغسطس الماضى بواقع 1.9 مليون برميل مكافئ يوميا يمثل أبرز المؤشرات الإيجابية للتطور الذى شهدته صناعة البترول والغاز المصرية خاصة مع تحسن مناخ الاستثمار وخفض مستحقات الشركاء الأجانب بنحو %80 وتوجه هذه الشركات لضخ استثمارات جديدة فى مشروعات بترولية وغازية كبرى بمصر بقيمة 30 مليار دولار وتوقيع أكثر من 65 اتفاقية جديدة لتكثيف البحث والاستكشاف والإنتاج.
تابع: نجحت الوزارة فى إنجاز مشروعات كبرى للتكرير والبتروكيماويات ورفع كفاءة البنية التحتية لنقل البترول والغاز وتحقيق اعلى معدل لتوصيل الغاز للمنازل إضافة الى إطلاق تنفيذ برامج تأهيل الكوادر الشابة وعناصر الإدارة الوسطى للقيادة وتعزيز كفاءة عملية اتخاذ القرار وربط المعلومات من خلال بدء برنامج تخطيط موارد المؤسسة (ERP) بالكيانات الرئيسية للقطاع والشركات التابعة لها.
وأكد الملا أن دور مصر كمركز إقليمى للطاقة يمثل أحد أهم أركان الرؤية المستقبلية لوزارة البترول ولاسيما فى إطار مكانة مصر كدولة محورية تمتلك مفاتيح مستقبل الغاز فى منطقة شرق المتوسط وتتميز بصناعة عريقة راسخة للبترول والغاز تتواجد بقوة على الخريطة العالمية وبنية أساسية قوية ومتميزة فى هذا المجال.
وأضاف أنه تم اتخاذ خطوات ملموسة وقوية لتحقيق مشروع مصر القومى كمركز إقليمى لتجارة الغاز والبترول فى مقدمتها إطلاق مبادرة إنشاء «منتدى غاز شرق المتوسط» (EMGF) كمنظمة أقليمية تضم منتجى ومستهلكى الغاز ودول المرور لتنسيق الحوار البناء وتبنى رؤى ومبادرات مشتركة واستغلال البنية الأساسية المشتركة للإسراع بعمليات تنمية حقول الغاز فى شرق المتوسط لكى يصبح هذا المنتدى المحرك الرئيسى لاستغلال إمكانات وموارد الغاز بالمنطقة ودعم أمن الطاقة خاصة أن المنتدى يمثل فرصة حقيقية لاستثمار موارد الطاقة فى تحقيق التكامل الاقتصادى بالمنطقة الذى يسهم بدوره فى تهدئة التوترات ومواجهة التحديات السياسية وتمهيد الطريق نحو تحقيق الرفاهية للدول والشعوب ونشر السلام بالمنطقة، لافتا إلى أن المنتدى عقد اجتماعين وزاريين بالقاهرة خلال هذا العام ويلقى دعما دوليا كبيرا .
وبين الملا، خلال الجلسة التى ضمت كلا من ديفيد تشى نائب الرئيس الاقليمى والمدير العام لشركة اباتشى مصر الأمريكية وبرايان ايسنر المدير الأقليمى لشركة نوبل انرجى الأمريكية فى مصر، أن مصر نجحت فى جذب كبرى الشركات الأمريكية العملاقة للاستثمار فى نشاط البحث عن البترول والغاز ممثلة فى شركتى شيفرون واكسون موبيل، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتى امتدادا للمساهمة القوية للشركات الأمريكية الكبرى العاملة فى البلاد لتنمية موارد مصر من البترول والغاز عبر شراكة ممتدة مع قطاع البترول معربا عن تقديره لتوجه شركة اكسون موبيل العملاقة بتنويع مجالات أعمالها واستثماراتها فى مصر فى ضوء فوزها بمنطقة امتياز للبحث عن الغاز فى البحر المتوسط بعد فترة كبيرة من العمل فى مصر فى نشاط تسويق وتوزيع المنتجات البترولية بالسوق المحلي.
وشدد الملا على أهمية المشاركة الفعالة للشركات الأمريكية الكبرى فى مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول المصرى بالتعاون مع الوزارة ودورها فى اثراء هذا المشروع والمساهمة فى بلوغ أهدافه خاصة أن الشركات قدمت برامج عديدة لتنمية المواهب وأعداد شباب القطاع لتولى المناصب القيادية وتدريبهم عملياً فى مواقع الشركات فى الولايات المتحدة الأمريكية.