تعرضت الصين الدولة التى تعد أكبر مصدّر عالمي على مدار العقدين الماضيين لضربة قوية بعد أن تنازلت عن هذا اللقب لصالح الولايات المتحدة في الأشهر الستة الأولى من العام الحالى.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن أمريكا أصبحت المورد الأكبر إلى ثماني دول خلال النصف الأول من العام من بينهم فرنسا والنمسا وزيمبابوي ولبنان، بينما أضافت الصين 3 دول فقط إلى قائمة الدول التي تفوق فيها صادراتها صادرات الولايات المتخدة وهما فنزويلا ولوكسمبرج وبوتان.
واوضحت الصحيفة البريطانية أن هذا التحول أثار احتمال وصول الصين إلى حدود سيطرتها التجارية العالمية مما يسمح للآخرين بما في ذلك الولايات المتحدة والهند بزيادة حصصهم فى سوق التجارة العالمى.
وقال مارتن جان بكوم، كبير خبراء الأسواق الناشئة لدى شركة “إن إن انفسمتمنت”، إن هذا التحول قد يكون علامة على وصول الصين للذروة في التجارة العالمية.
وأضاف “السؤال الكبير خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة أو نحو ذلك سيكون لصالح الهند التي قد تتمكن من الحصول على حصة من الصين”.
وبعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، في عام 2001 تخطت الصين الولايات المتحدة باعتبارها مورد رائد للسلع في معظم أنحاء العالم.
وفي النصف الأول من العام الماضى قامت بكين بتصدير كميات أكبر من الولايات المتحدة إلى 174 دولة في حين كانت واشنطن أكبر مورد للسلع إلى 51 دولة فقط وفقًا لتحليل قاعدة بيانات شركة “بكتيت” لإدارة الثروة.
وقال توماس كوستيرج، كبير الاقتصاديين في مدير الثروة “بكتيت” إن الصين أصبحت قوة التصنيع والتصدير الضخمة على مدار العشرين عامًا الماضية ولكن البلاد قد تكون مضغوطة قليلاً وتفقد بعض بريقها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تشهد فيه الصين المزيد من المنافسة على السلع منخفضة القيمة من أمثال فيتنام ومصدري المنسوجات في جنوب آسيا.
وأضاف كوستيرج، أن بكين تركز بشكل متزايد على المنتجات الراقية لكن الولايات المتحدة لا تزال منافسة قوية في هذا المجال من الصناعة بفضل قوتها في مجالات مثل السلع الرأسمالية ومعدات النقل.
وأشارت “فاينانشيال تايمز”، إلى أن الحرب التجارية الطويلة لعبت أيضًا دورًا في تآكل الصادرات الصينية حيث انخفضت قيمة صادرات السلع الصينية بالدولار في الأشهر العشرة الأولى من العام الحالى مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018.
ودفع الخلاف التجاري الشركات متعددة الجنسيات أمثال “سامسونج” و”نايك” و”أليكترونيكس” بالاضافة إلى “كوبر تايرآند روبر” إلى التحول نحو التصنيع فى فيتنام.
وقال بكوم، إن انفتاح الاقتصاد الصيني الواسع بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، يعني أن بكين قد أزاحت المصدرين الآخرين جانبا في عصر العولمة والتجارة الحرة.
وأضاف “إن اكتساب الصينيين حصة كبيرة في السوق دفع بقية العالم لإدراك مخاطر هذه الهيمنة وهذا يأتي بنتائج عكسية بعض الشيء فى الوقت الحالى”.