يعد إنتاج العبوات الدوائية، صناعة معقدة جدًا مقارنة بمختلف الصناعات البلاستيكية الأخرى، نظرا لاحتياجها إلى التعقيم كشرط أساسي لقبول المنتج من جانب شركات الأدوية.
وبالطبع، فإن التعقيم يعني تكلفة إضافية، عكس عبوات مستحضرات التجميل، التي يمثل شكلها واللمسة النهائية للمنتج، أساسيات لتحديد أعلى قيمة لها.
قال زكريا علي، رئيس مجلس إدارة الشركة الناشئة”إليجانت بلاست”، بمجمع مرغم للبلاستيك، إن أبرز عقبة تواجه شركات العبوات الدوائية، هي التعقيم، إذ تشترط شركات الأدوية تعقيم العبوات قبل توريدها، وهي عملية تُمثل 10% من سعر المنتج النهائي.
وطالب علي، الحكومة بدعم مصانع العبوات الدوائية بـ 40% من تكلفة التعقيم، خصوصًا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي تواجه منافسة شرسة مع المنتجات المستوردة والشركات الكبرى.
وأشار إلى أنه يسعى لتقديم منتجات بجودة تضاهي جودة المنتجات المستوردة بأسعار منخفضة، مما دفعه إلى تقليل ربحيته لأقل من 10%.
وكشف أنه لا يجوز استخدام خامات مُعاد تدويرها في صناعة العبوات الدوائية، إلا بنسبة تتراوح بين 5% إلى 10%، حتى لا تؤثر على جودة المنتج النهائي، موضحا أن تكلفة الخامات النقية تبدأ من 20 إلى 25 ألف جنيه للطن، في حين تبدأ أسعار الخامات المعاد تدويرها التي تصلح للاستخدام في تصنيع العبوات الدوائية من 10 آلاف جنيه للطن.
قال علي، ان شركته، ناشئة منذ عامين. وأول منتج له يجري تصديره كان في يوليو 2018، كما أنه قضى عامًا كاملًا في تجهيز وحدته بعد استلامها في مجمع مرغم للبلاستيك، وكلفه تجهيز المصنع، نحو 4 ملايين جنيه.
ويتطلب تجهيز المصنع المتخصص في العبوات الدوائية استعدادات خاصة، بدءا من تصميم حوائط وأرضيات لا يلتصق بها الغبار، وأجهزة تكييف مركزية، وعدم الاعتماد على التهوية الخارجية، وغرفة لتعقيم وتجهيز العمال المتعاملين مع الماكينات.
وتابع: “بالطبع هذه التجهيزات لا تضاهي المعايير العالمية، ولكنها تحقق نحو 60% منها، وهي مسألة هامة في قطاعنا”.
أعلن علي، أنه يستهدف تحقيق مبيعات تصل إلى 5 ملايين جنيه، العام المقبل، اعتمادًا على السوق المحلي فقط. ويخطط للتصدير إلى أفريقيا، خلال 2021، بعد دراسة أسواقها بعناية وتحديد المنتجات التي سيتجه لتسويقها هناك.
أضاف، أن نقص السيولة أفقده صفقة هامة مع إحدى الشركات” المالتي ناشونال ” العاملة في مصر، إذ إنها طلبت منه توريد عبوات دوائية بقيمة 2 مليون جنيه، بشرط أن يتم الدفع بعد إتمام تسليم المنتجين بثلاثة أشهر. ولكنه اضطر إلى رفض الصفقة، لعدم توافر السيولة الكافية.
وتطرق علي، إلى أنه منذ اتخذت الدولة بعض القرارات التي من شأنها تقليل الواردات منذ 2016، ارتفع الطلب على الإنتاج المحلي في قطاع العبوات الدوائية، بعدما اتجهت الشركات لتخفيض تكلفة منتجاتها والبحث عن الحلول الاقتصادية.
وعلى صعيد مستحضرات التجميل، قال علي، إن قطاع مستحضرات التجميل، هو سوق أوسع بكثير من سوق العبوات الدوائية، خصوصًا أن شروط تصنيع العبوات الدوائية شديدة الصرامة، عكس مستحضرات التجميل، والتي تعتمد في الأصل على شكلها، فكلما كان الشكل أفضل كلما ارتفع سعرها وزادت ربحيتها.
وتابع: “قمت بتصنيع إحدى أنواع عبوات مستحضرات التجميل المستوردة، وتم توفير العبوة الواحدة من المنتج المطلوب بـ 2 جنيه فقط بدلا من 4 جنيهات سعرها عند الاستيراد، مع العلم التزمت بنفس جودة المنشأ الأجنبي، وهو ما دفع العميل لطلب صفقات أخرى.. لكن الاسطمبة التي تنتج العبوات لا يتم تصنيعها محليًا”.