حذرت جمعية صانعي وتجار السيارات في بريطانيا من التهديدات التي تواجه القدرة التنافسية لصناعة السيارات البريطانية بعد انخفاض الإنتاج مرة أخرى في أكتوبر الماضي.
وأوضحت بيانات الجمعية الصادرة اليوم الخميس، انخفاض إنتاج السيارات بنسبة 4% في أكتوبر، لتصل إلى 134 ألف سيارة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، مشيرة إلى أن صناعة السيارات سجلت انخفاضا على مدى 16 شهرا من أصل الـ 17 شهرا الماضية.
وأشارت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إلى أن شهر أغسطس كان الشهر الوحيد الذي سجل فيه إنتاج السيارات ارتفاعا، عندما رُفع الإنتاج بصورة مصطنعة في ظل إغلاق العديد من المصانع في نفس الشهر من العام السابق.
وقال مايك هاوز، الرئيس التنفيذي لجمعية صانعي وتجار السيارات، إن مرور شهر آخر من انخفاض إنتاج السيارات يجعل هذه الأوقات مثيرة للقلق للغاية بالنسبة للقطاع، الذي أصبحت قدرته التنافسية تقع تحت التهديد، مشيرا إلى الحاجة الملحة للعمل عن قرب مع الحكومة البريطانية القادمة لضمان تجارة خالية من الرسوم الجمركية وذات توافق تنظيمي واستمرارية الوصول إلى المواهب في المستقبل.
وأوضح أن قطاع السيارات قائم على التصدير، فهو يرسل بالفعل السيارات إلى أكثر من 160 دولة، مشيرا إلى أن وجود علاقة تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي والتجارة التفضيلية مع كل هذه الأسواق الأخرى سيكون أمرا ضروريا للحفاظ على إنتاج السيارات في بريطانيا.
شهد شهر أكتوبر الماضي بيع ما يقرب من 84% من السيارات المصنوعة في مصانع المملكة المتحدة على المستوى الدلي، في حين انخفض الإنتاج للسوق المحلية بنسبة 10.7% إلى 22 ألف سيارة، وانخفض الإنتاج للتصدير بنسبة 2.6% ليصل إلى 113 ألف سيارة.
وشهدت صناعة السيارات بالفعل انخفاضا في الاستثمارات الجديدة في الأعوام التي تلت تصويت المملكة المتحدة على مغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
وأظهرت أحدث البيانات السنوية المتاحة التي جمعتها جمعية صانعي وتجار السيارات، انخفاض الاستثمار في المشاريع الجديدة من 2.5 مليار جنيه إسترليني في عام 2015 إلى 588 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن العديد من شركات صناعة السيارات قامت بإغلاق المصانع أو إعادة توجيه أعمالهم إلى أماكن أخرى بعيدة عن المنشآت البريطانية، فعلى سبيل المثال، أعلن صانع السيارات الأمريكي “فورد” عن قرار إغلاق مصنع المحركات في مدينة بريدجيند في جنوب ويلز، بينما يعتزم الصانع الياباني “هوندا” إغلاق مصنعها للسيارات في سويندون في عام 2021، كما ألغت “نيسان” اليابانية مشروع تصنيع سيارة “إكس- تريل” الرياضية في مصنعها في سندرلاند لتعيد الإنتاج إلى اليابان.