قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن الولايات المتحدة عززت مكانتها كمُصدِر صاف فى أسواق البترول العالمية، وهو انعكاس حاد عن أدائها خلال السنوات الماضية، كما أنه أمر يمكن أن يؤثر على علاقاتها مع الحلفاء الأجانب.
وأوضحت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن أكبر منتج ومستهلك للبترول قام بتصدير 89 ألف برميل يومياً من البترول الخام والمنتجات البترولية المكررة، وهو ما يزيد عما كان مستورداً فى سبتمبر الماضى، ليكون بذلك هذا الشهر هو الشهر الإيجابى اﻷول للميزان التجارى اﻷمريكى للبترول منذ الأربعينيات.
وأشارت إلى أن واردت المنتجات البترولية كانت تتجاوز صادراتها بمقدار 12 مليون برميل يومياً قبل عقد من الزمن.
وأوضحت “فاينانشيال تايمز” أن هناك مجموعة متنوعة من العوامل ساهمت فى هذا التحول، بما في ذلك ارتفاع الإنتاج من حقول البترول الصخرى ونهاية حظر تصدير البترول الخام عام 2015 وإدخال تحسينات فى استهلاك الوقود للسيارات اﻷمر الذى حد من الطلب على البنزين حتى مع انتعاش السفر على الطرق السريعة.
وأوضحت أحدث البيانات الصادرة عن مؤسسة “إنيرجى ريستارد” أن عجز الميزان التجارى اﻷمريكى فى السلع البترولية، البالغ 62 مليار دولار عام 2018 أى ما يعادل 10% من الميزان التجارى للبلاد يسلك مساراً صحيحاً ليسجل فائض بمئات المليارات من الدولارات، وذلك بفضل الزيادة الكبيرة فى الإنتاج من قطاع البترول الصخرى فى الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة اﻷمريكية أن جزءاً كبيراً من الواردات يتكون من البترول الخام، الذى واصلت مصافي تكرير البترول شراءه على الرغم من أن الإنتاج المحلى وصل إلى رقم قياسى جديد بلغ 12.5 مليون برميل يومياً، فقد وصل متوسط واردات البترول الخام والمنتجات البترولية 8.668 مليون برميل يومياً فى سبتمبر، بينما بلغت الصادرات 8.757 مليون برميل يومياً.
وفى الوقت نفسه، توقعت إدارة معلومات الطاقة، في أحدث توقعاتها للطاقة على المدى القصير، أن يصل صافى صادرات البترول والمنتجات البترولية المكررة إلى 550 ألف برميل يومياً فى أكتوبر، فى حين ستصل الصادرات إلى 750 ألف برميل يوميا فى المتوسط خلال عام 2020.