يبدو أن قطاع التصنيع العالمى أصبح أكثر إشراقًا فى نهاية العام، إذ تحقق التعافى فى الصين وألمانيا.. الأمر الذى يشير إلى علامات استقرار النمو العالمى.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن بيانات المصانع من الصين فى نوفمبر الماضى كانت الأفضل فى وقت شهدت جميعها ارتفاع مؤشرات مديرى المشتريات عبر الاقتصادات الآسيوية، بما فى ذلك كوريا الجنوبية واليابان وماليزيا.
وفى أوروبا، جاءت قراءة بيانات ألمانيا أقوى من التقديرات الأولية، وارتفعت للشهر الثانى على التوالى.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن الأخبار الجيدة دعمت سوق الأسهم، وارتفع مؤشر “يوروب ستكوس 600” بنسبة 0.4% بعد المكاسب السابقة فى جميع أنحاء آسيا، وفى المقابل انخفض سوق السندات مع ارتفاع عائدات السندات الألمانية آجل 10 سنوات، إلى أعلى مستوياتها فى 3 أسابيع.
أشارت “بلومبرج” إلى أن البيانات الأخيرة عبر القارات فى الأسابيع الأخيرة، توحى بأن الاقتصاد العالمى، وصل إلى قاع الركود الاقتصادى ويسير نحو الاستقرار.
ومما يثير التفاؤل أيضًا هو الأمل فى توقيع الولايات المتحدة والصين على الجزء الأول من الصفقة التجارية، رغم الرسائل المختلطة والتوترات السياسية المستمرة.
وقال رئيس استراتيجية سعر الفائدة فى “بنك كومرزبنك”، كريستوف ريجر، إن السوق يجهز لصفقة تجارية بنهاية العام الحالى وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتم تأخير رفع التعريفة الجمركية لشهر ديسمبر.
ويعود السبب فى تحسن الحالة فى آسيا، إلى تفوق أداء الصين، إذ ارتفع مؤشر التصنيع إلى 51.8 نقطة من 51.7 نقطة بعد القراءة الأولى فوق مستوى 50 نقطة، والذى يفصل النمو عن الانكماش منذ أبريل الماضى.
وأوضح ديفيد كو، المحلل لدى وحدة “بلومبرج ايكونوميكس”، أنه من غير المرجح، أن تتراجع الرياح المعاكسة للاقتصاد على المدى القريب، إذ لاتزال المعنويات المحلية بطيئة، ومن الصعب رؤيتها تتحسن بشكل كبير فى أى وقت قريب، بالنظر إلى تدهور ربحية المؤسسات الصناعية وتباطؤ الاستهلاك.
وفى ألمانيا، ارتفع مؤشر مديرى المشتريات إلى 44.1 نقطة من 42.1 نقطة، وهو خبر سار، لكنه بعيد عن الإشارة إلى حدوث انتعاش قوى فى النمو.
ياتى ذلك فى الوقت الذى لايزال فيه الاقتصاد يواجه عقبات، لاسيما فى صناعة السيارات، ويستمر التراجع فى التوظيف.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه إذا استمر ذلك الوضع فى ألمانيا، فقد تتراجع ثقة المستهلكين، ويضع الإنفاق ركيزة أساسية للاقتصاد.
ويسلط إعلان شركة “دايملر” القضاء على أكثر من 10 آلاف وظيفة، فى وقت سابق، الضوء على الخطر المستمر، إذ سيرفع هذا القرار حصيلة تخفيض الوظائف التى تم الإعلان عنها العام الحالى فى جميع أنحاء قطاع الصناعات التحويلية فى ألمانيا، إلى أكثر من 100 ألف وظيفة وفقاً لحسابات “بلومبرج”.
ولم تكن الإشارات المختلطة محصورة فى ألمانيا، فقد زادت الشركات اليابانية، الإنفاق الرأسمالى عن العام السابق بعد انخفاض أرباح الشركات للربع الثانى، وتراجعت المبيعات، مما يشير إلى أن الاستثمار قد يتعرض للضغوط خلال الأشهر المقبلة.
وفى كوريا الجنوبية، التى يُنظر إليها غالبًا على أنها منطقة التجارة الرائدة، استمر الطلب على الصادرات فى الانخفاض خلال نوفمبر الماضى، وتراجع بأكثر من 14% على أساس سنوى وهو الانخفاض السادس على التوالى.
وقال كبير الاقتصاديين الآسيويين فى “بلومبرج ايكونوميكس”، تشانغ شو، إن الاستقرار يعتمد على ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة والصين إبرام صفقة تجارية، ولذلك لاتزال هناك تحديات كبيرة.