ينقسم سوق السجاد إلى شقين، الأول هو مبيعات الأفراد، والثانى هو الفنادق والمؤسسات. وفي ظل معاناة المنتج المحلى من ضعف المبيعات والمنافسة الشديدة مع المنتج المستورد، فإن سوق الفنادق والمؤسسات، منتعش هذه الأيام.
قال خالد شقير، مدير المشروعات بشركة «ماك»، التابعة لمجموعة النساجون الشرقيون، إن اتجاه بعض الفنادق لتجديد مفروشاتها فضلا على الفنادق الجديدة التى يتم افتتاحها مؤخرًا، أنعشت سوق الموكيت الخارجى والسجاد.
وتعمل شركة ماك فى إنتاج الموكيت غير المنسوج، عكس الموكيت المنسوج الذى تنتجه شركة النساجون الشرقيون.
أضاف شقير لـ«البورصة»، أن أحد أسباب ضعف المبيعات من جانب المستهلكين العاديين، هو أن السجاد من السلع المعمرة، ولا يتم تغييره باستمرار مثل الملابس، حتى أن المستهلكين الرئيسيين للسجاد، هم العرائس الجدد.
لكن على الجانب الآخر، فإن سوق الفنادق والنوادى والشركات والمكاتب والعيادات منتعش.
وأشار إلى أن صادرات الموكيت والسجاد في زيادة مستمرة خصوصًا إلى الدول الأوروبية والعربية، حيث يُعد السوق السعودى أكبر مُستقبل للسجاد المصرى.
وقالت إنجى الديوانى، مدير علاقات المستثمرين بشركة النساجون الشرقيون، فى تصريحات سابقة لـ «البورصة»، إن الشركة تخطط لإنشاء مصنع لإنتاج خيوط السجاد خلال 4 سنوات، فضلًا عن إضافة من 6 إلى 8 أنوال العام المقبل.
وتستورد الشركة ، الأنوال من بلجيكا بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 1.2 مليون يورو للنول الواحد. ومن المتوقع أن ترفع الأنوال الجديدة، الطاقة الإنتاجية للشركة بنسبة %2.
أضافت أن الشركة ضخت استثمارات بقيمة 240 مليون جنيه خلال عام العام الجاري، كما أضافت 7 أنوال ساهمت فى رفع الطاقة الإنتاجية بنسبة %1.5.
ومن المتوقع ان تستكمل ضخ 350 مليون جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبحسب بيان صادر عن الشركة للبورصة، تستهدف النساجون الشرقيون إقامة مصنع جديد لإنتاج خيوط البوليستر والنايلون والبولى بروبلين وإنتاج حبيبات البوليستر ريسيكل، طبقاً لمتطلبات الشركات العالمية المستوردة للسجاد، بجانب إضافة أنوال جديدة فى مصانع السجاد تعمل على رفع الطاقة الإنتاجية وإحلال بعض الأنوال القديمة بأنوال جديدة ذات تكنولوجيا حديثة وطاقة إنتاجية أعلى.
وقال السيد على، رئيس مجلس إدارة شركة حمد كاربت للسجاد، إن السوق المصرى يعانى من إغراق المنتج التركى، الذى يتمكن من البيع داخل أسواقه التصديرية بسعر التكلفة، اعتمادًا على الدعم الذى تقدمه الحكومة التركية لمستثمريه خصوصًا المُصدرين.
وأضاف أن السجاد التركى يُباع فى مصر بأسعار تقل عن المنتج المحلى بنحو %30، فضلا على ارتفاع جودته، وهو ما يجعله الاختيار الأفضل للمستهلك.
وأشار على، إلى أن مبيعات سوق السجاد أصبحت مقصورة على تجهيزات العرائس، ولم يعد تجديد مفروشات وسجاد المنزل ضمن مصروفات الأسرة المصرية، التى اتجهت منذ التعويم، إلى تغيير نمطها الاستهلاكى كليًا.
ولفت إلى أن السجاد التركى انتزع السوق السعودى من المُصدرين المصريين، بسبب ارتفاع جودته وزهاء ألوانه غير التقليدية وقدرة المُصدر التركى على البيع بسعر التكلفة، موضحًا أن السوق السعودى يُعد أكبر مستهلك فى العالم للسجاد.
وقال إن المنافسة مع المنتج التركي داخل السوق الأفريقي ما زالت في صالح السجاد المصري نظرًا للمسافة الكبيرة بين تركيا ودول القارة الأفريقية.
وقال محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة المنى للسجاد والموكيت، إنه يعتمد على خيوط وخامات تصنيع مستوردة رغم ارتفاع سعرها، إذ إنها أكثر جودة من مثيلتها المصرية ذات السعر الأرخص.
وأوضح طلعت لـ«البورصة»، أن المصانع لم تطرح المنتجات بالسعر الجديد بسبب تراكم المخزون بالأسعار القديمة، حيث انخفضت الأسعار بنحو %30 مقارنة عام 2018.
أضاف، أن الركود أصاب السجاد المستورد والمحلى على السواء، ولكن يظل السجاد المستورد خصوصًا التركى أفضل حالًا من المحلى، بسبب ألوانه غير التقليدية التى تتماشى مع موضات الأثاث التى ظهرت مؤخرًا.
وذكر طلعت أنه سيتوجه لأسواق تصديرية جديدة، وأبرزها اليونان وقبرص وإيطاليا، بعدما خسر أسواقه التقليدية، وهى ليبيا والجزائر وتونس والسودان، نظرًا للظروف السياسية التى تمر بها تلك البلاد.
وأوضح أن صناعة السجاد تتطلب تحديث الماكينات بصورة دورية للاستفادة من التحديثات التكنولوجية المتجددة بشكل سريع، حتى لا يخرج المصنع من المنافسة.
وقال ضياء الدين فادى، صاحب معرض ريتاج للسجاد، إن أغلى أنواع السجاد فى السوق المصرى، هو الإيرانى، إذ يبدأ سعره من 22 ألف جنيه، وهو سجاد يدوى بنسبة %100، ويقتصر سوقه على %10 من إجمالى العملاء.
وأوضح فادى، أن سجاد شركتى «مكة» و«النساجون الشرقيون»، يمثلان المنتجات المصرية الأكثر رواجًا، اعتمادهما على خامات ذات جودة مرتفعة، ويتفوق سجاد «النساجون»، من ناحية الألوان والموضة المتجددة.
وأشار إلى أن السجاد التركى، لقى رواجًا فى السوق المصرى، لاعتماده على ألوان غير تقليدية، عكس غالبية المنتجات المصرية، التى مازالت تنحصر فى ألوان تقليدية، وهى النبيتى والبنى والأزرق.
أكد فادى، أن الطلب على الموكيت أعلى من الطلب على السجاد، خصوصًا أنه أرخص. كذلك اتجه ذوق المستهلك إلى السجاد ذو المساحات المتوسطة والصغيرة.
وقال إن المستهلك لم يعد كالسابق يبحث عن تغطية الأرضية كاملة بالسجاد، بعد انتشار البورسلين وديكورات السيراميك الحديثة.
وأوضح أن أسعار السجاد تضاعفت بنسبة %100 خلال عامين فقط، فمثلا كان سعر متر المشايات يبلغ نحو 45 جنيها، فى حين وصل الآن إلى 85 جنيها.
أضاف أن سعر المتر فى السجاد اليدوى يبلغ نحو 550 جنيها، ويتراوح بين 350 جنيها إلى 850 جنيها للمتر بالنسبة للسجاد المميكن.