الحكومة تجهز للتعاقد مع استشاري لإعداد دراسة جدوى مشروع السيارات الكهربائية
مصدر حكومي: إتمام التعاقد مع الشركة الصينية الربع الثاني 2020.. وإنتاج 25 ألف سيارة خلال سنوات
تتأهب شركة النصر للسيارات، إحدى شركات قطاع الأعمال العام، لتوقيع شراكة استثمارية مع شركة دونج فينج الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية محليًأ.
وقال مصدر حكومي لـ”البورصة” إن وزارة قطاع الأعمال تجهز للتعاقد مع مكتب استشاري لإعداد دراسة جدوى تصنيع نحو 25 ألف سيارة كهربائية داخل مصانع شركة النصر للسيارات.
وأضاف المصدر أن الحكومة طلبت شركة دونج فينج بتقديم تصور متكامل حول انتاج سيارة ركوب تستخدم محليًا داخل الصين (تاكسي وملاكي) لتصنيعها داخل مصانع النصر للسيارات.
وأوضح المصدر أن وفداً من وزارة قطاع الأعمال والشركة القابضة للصناعات المعدنية زار مصانع شركة دونج فينج في الصين مؤخراً وأبدى ترحيبه بتصنيع السياراة المحلية في مصانع النصر بعد اعتماد مواصفاتها في مصر.
وتوقع المصدر توقيع اتفاقية بين “النصر للسيارات” و”دونج فينج” الربع الثاني من العام 2020، حال نجاح الإتفاق على كافة البنود التعاقدية المالية والفنية مطلع العام المقبل.
وكان هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، عقد جلسة مباحثات موسعة مع وفد شركة دونج فينج الصينية لصناعة السيارات، مطلع الشهر الجاري، لاستكمال المفاوضات الجارية بشأن التعاون المشترك لإنتاج سيارات ركوب كهربائية على خطوط شركة النصر للسيارات.
وتم الاتفاق خلال الاجتماع على أهم المحاور التى سيتم تضمينها فى مذكرة التفاهم بين الجانبين، والتى من المقرر توقيعها بين الجانبين فى يناير 2020.
ويرى “توفيق” أن المشروع الجديد يمثل إعادة إحياء لشركة النصر للسيارات والمتوقفة منذ عام 2009 بموجب قرار التصفية، والتى تعد إحدى الشركات العريقة فى محفظة الشركات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، ومن المستهدف أن تصل الطاقة الإنتاجية للشركة خلال سنوات إلى نحو 25 ألف سيارة كهربائية.
وعقد توفيق اجتماعًا مع الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة بحضور وفد الشركة الصينية وقيادات الوزارتين لمناقشة سبل توفير البنية التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية من خلال محطات الشحن، لتذليل أى معوقات وتقديم جميع التسهيلات لتنفيذ المشروع لما له من مردود اقتصادى وبيئى واجتماعى.
وقام وفد من شركة دونج فينج الصينية، مطلع ديسمبر بزيارة إلى شركتى النصر والهندسية لصناعة السيارات التابعتين للشركة القابضة للصناعات المعدنية، تفقد فيها جميع خطوط الإنتاج والعنابر بمصانع الشركتين.
وشهدت السنوات الأخيرة مساعي حكومية واسعة لإعادة إحياء شركة النصر للسيارات المتوقفة منذ 2009 بموجب قرار تصفية، لكن جميعها لم تكلل بالنجاح.
وتواصلت الحكومة منذ طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي بإعادة إحياء النصر للسيارات في أغسطس 2014، مع عدد من الكيانات العالمية لتصنيع طراز لها داخل مصانع شركة النصر بحلوان، كان آخرها توقيع اتفاقية شراكة مبدئية مع شركة نيسان اليابانية، لم يكتب لها التحول لاتفاقية نهائية رغبة من الأخيرة في إنشاء مصنع كامل لها في مصر في محيط قناة السويس.
وسبق اتفاقية نيسان الملغاة توقيع اتفاقية مماثلة مع شركة صينية وقت تولي الوزير الأسبق أشرف الشرقاوي وزارة قطاع الأعمال، لكن لم يكتب لها النجاح أيضًا بعد قيام خالد بدوي الوزير السابق بإلغاء الاتفاقية فور توليه، وإعلانه في مؤتمر صحفي إن الشركة تعاني من مشكلات كبيرة لا تؤهلها لإنتاج سيارة مصرية قادرة على المنافسة في السوق.
وجدد هشام توفيق الوزير الحالي أحلام إعادة النصر للسيارت مرة أخرى، بعد تكليفه بالوزارة، عبر تنفيذ مشروع لإنتاج 100 ألف سيارة محليًا بالشراكة مع شركة عالمية، قبل أن يتخذ قرارًا بتغيير فكرة المشروع بشكل كلي من انتاج سيارات تقليدية الى تصنيع سيارات كهربائية لمواكبة المتغيرات العالمية، حسب تصريحات صحفية سابقة للوزير.
وتعد “النصر” أول شركة لصناعة السيارات في مصر والشرق الأوسط، أسسها الرئيس جمال عبدالناصر عام 1959 بمنطقة وادي حوف بحلوان، ضمن مشروع القيادة المصرية في ذلك الوقت والمسمى “من الإبرة إلى الصاروخ”، والذي استهدف تجميع السيارات في المرحلة الأولى، والتحول لصناعة أول سيارة مصرية خالصة.
وتقع “النصر للسيارات” على 480 ألف متر مربع، وتمتلك حالياً 4 مصانع، الأول يخصص لإنتاج الأجزاء والتروس والثاني لهندسة العدد، والثالث للمكبوسات، فيما يخصص الرابع لتجميع سيارات الركوب.
وأنتجت “النصر للسيارات” منذ تأسيسها مجموعة من سيارات الركوب الخاصة بشركة “فيات” الإيطالية والتي أنتجت منها طراز (نصر 1100 – نصر 125 – نصر 126 – نصر 127 – نصر 128– نصر 133 – نصر 131 – تمبرا – بولونيز – فلوريدا).
كما اشتهرت الشركة بسيارة نصر شاهين (SL1600 ) قدرة 96 حصانا – سيارة نصر شاهين (S1400 ) قدرة 78 حصانا – بالتعاون مع شركة توفاش التركية – سيارة نصر فلوريدا (1400 ) فدرة 71 حصانا – سيارة نصر فلوريدا بالتكييف (1400 ) قدرة 71 حصانا بالتعاون مع شركة زاستافا اليوغسلافية.
وأنتجت الشركة أيضًا الأتوبيسات، والعربات اللوري، والجرارات الزراعية موديلات (رومانى 65، نصر 65 ، نصر 60 ).
واستمرت “النصر للسيارات” في تصنيع جميع منتجاتها حتى عام 2000، قبل أن يتم تقسيم الشركة إلى كيانين، وفصل نشاط تصنيع الأتوبيس واللوري والجرار الزراعي تحت مسمى الشركة الهندسية لصناعة السيارات ، فيما استمرت شركة النصر في تصنيع سيارات الركوب حتى عام 2009 الذي شهد وضع الشركة تحت التصفية لمدة 7 أعوام، قبل أن تقرر الجمعية العمومية للشركة وقف تصفيتها في 2016، وإعادة دراسة كيفية تشغليها مرة أخرى.
وتعمل “النصر للسيارات” حالياً على نطاق محدود جداً يقتصر على تصنيع بعض المنتجات الخاصة بشركة النصر لصناعة المطروقات الحكومية والشرقية للدخان بعوائد ضئيلة للغاية، وتتكبد الشركة خسائر سنوية تصل الى 12 مليون جنيه، ويعمل بها 140 عاملا بقطاعي الأمن والمخازن فقط.