تطبق تركيا، الأرض المفضلة لكبرى مصانع السيارات فى العالم، آليات مرنة وحوافز يتم تصميمها، لكل مستثمر على حدة لكنها تشمل 5 عناصر رئيسة، وهى الإعفاءات من القيمة المضافة، والجمارك، أو الخصم الجزئى لكليهما، والمحور الثانى يتمثل فى تقليل ضرائب الدخل المستقطعة من المنبع، ودعم أقساط الضمان الاجتماعى (حصة صاحب العمل)، ودعم تكلفة تدريب العمالة، والمحور الثالث يتمثل فى الدعم المالى عبر دعم الطاقة، والمنح ودعم الفائدة، دعم عبر المساهمة فى رأس المال.
كما توفر تركيا دعماً فى ترفيق الأراضى والبنية التحتية، وكذلك فى تخصيص الأراضى المرفقة، وكذلك هناك آليات مثل ضمانات شراء المنتجات، والإعفاءات من الحصول على بعض الموافقات الإدارية.
وقالت وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية إن عدد شهادات الحوافز التى منحتها الحكومة لقطاع السيارات فى السنوات الخمس الأخيرة تخطت 715 شهادة، بقيمة 28 مليار ليرة تركية (تعادل 4.8 مليار دولار) للاستثمارات فى هذه الفترة.
أضافت على سبيل المثال أن، أول مصنع لحقن الألومنيوم فى تركيا، والذى تمّ إنشاؤه فى ولاية بورصة بشمال غرب البلاد من أجل تصنيع الجيل الجديد من السيارات الهجينة ضمن نطاق نظام الحوافز الحكومى القائم على المشاريع، سيساعد فى تقليص فجوة عجز الحساب الجارى التركى بمقدار 2.3 مليار دولار فى العام.
وأعفت الحكومة المصنع من الضرائب، وتحملت عنه أقساط الضمان الاجتماعى لمدة 10 سنوات، وتكلفة تدريب العاملين بقيمة تصل إلى 42 مليون ليرة تركية، وخفض 50% على فاتورة استهلاك الغاز لمدة 10 سنوات وبقيمة تصل إلى 40 مليون ليرة تركية، وذلك بجانب الإعفاء من الجمارك وضريبة القيمة المضافة، وضرائب الشركات، وضرائب الدخل المستقطعة من المنبع لمدة 10 سنوات.
وتتوقع الوزارة، أن تسير سيارة محلية الصنع في طرقات اسطنبول خلال 2021، وذلك فى ظل الجهود التى يبذلها كبار المصنعين الخمسة الذين يشكلون مجموعة المشاريع المشتركة للسيارات التركية (TOGG)، وللحفاظ على القدرة التنافسية لصناعة السيارات، ستتخذ تركيا خطوات جديدة من خلال النظر فى التطورات العالمية والتكنولوجيات الجديدة وتغيير توقعات العملاء.
وسيكون تطوير التقنيات الحيوية، مثل التقنيات البيئية والمركبات المتصلة والمستقلة، والتنقل الذكى أولوية، بجانب إنشاء بنية أساسية مناسبة لمركبات الجيل الجديد، والانتهاء من التشريعات المتعلقة بجمع واستخدام وتحويل البيانات من مركبات الجيل الجديد إلى خدمات القيمة المضافة.
ويصل إنتاج تركيا من السيارات فى الوقت الحالى إلى 1.5 مليون سيارة، وتصل مبيعات السيارات إلى مليون سيارة سنويًا، مع صادرات تصل إلى 32 مليار دولار، حيث أن البلاد صدرت 1.3 مليون سيارة خلال 2018، وجذبت تركيا كبار مصنعى السيارات مثل فورد وفيات وهيونداى ورينو، وتويوتا، ومرسيدس بنز، وأصبحت منطقة امتياز خاصة بالنسبة للسيارات التجارية، بجانب أنها تضم 1100 مصنع لقطع غيار السيارات من الفئتين الأولى والثانية، وهو ما يدعم ارتفاع نسبة المكون المحلى لترتفع مابين 50 و70%.
وتقول شركة لينكس للاستشارات الحكومية والسياسات العامة، إن أكثر من250 مصنع عالميًا يتخذون تركيا قاعدة صناعية لقطع غيارات السيارات، مشيرة إلى أن 28 من بين أكبر 50 مصنعاً لقطع الغيار موجودة بالبلاد، كما تدعم الحكومة التركية أكثر من 175 مركز أبحاث متخصصص في صناعة السيارات والصناعات المغذية، وهو ماتسعى تركيا للتوسع فيه مستقبلاً بهدف تحسين قدرات التصميم والتسويق فى ظل استعدادها لإطلاق أول سيارة تركية.